الكلدان الآشوريون السريان شعب واحد  يسمى بالشعب الآرامي

 

داود البصري

اقرأ المزيد...


الجامعة العربية والفشل الذريع في دمشق!

20111030

بكل صراحة وشفافية لا نستطيع وصف الإجتماع الأخير بين وفد الجامعة العربية برئاسة رئيس الوزراء القطري ورئيس النظام السوري سوى بكلمة واحدة هي "الفشل"!! و التي نتبعها بكلمة "الخيبة"! بعد أن نجح النظام السوري كعادته التفاوضية المعروفة في سحب الوفد العربي لأقاويل المجاملات و إغراقه في وعود الإصلاح و عسل الحل العربي المفقود و إضاعة الوقت في مفاوضات ماراثونية فارغة من أي مضمون حقيقي فيما يستمر نزيف الدم السوري الشعبي و بوتائر عالية للغاية و بكلفة لا تتحملها أعتى الشعوب المجاهدة , لقد فشل الوفد العربي للأسف في قول كلمة الحق في بلاط سلطان ظالم غشوم , بل وفشل رغم المهارات الكلامية و الديبلوماسية المعروفة لرئيس الوفد وهو الصريح و المباشر في إنتقاداته اللاذعة و المعروفة في توجيه تحذير عربي واضح و محدد للنظام المجرم الذي تمادى للغاية في سفك الدماء و محاولة تحويل مجرى الثورة الشعبية السورية الكبرى نحو غايات و أهداف إجرامية مشبوهة و الشروع في وضع أسس و لبنات الحرب الأهلية و الطائفية التي يخطط لها كبديل لتدمير سورية من الداخل في حالة إزاحة النظام وهو الهدف الشعبي الدائم و المقدس و الذي لا خيار نهائي سوى خياره , للأسف لم يكن الوفد العربي بمستوى المسؤولية , وهو بالتالي لا يمكن أن يقدم أي حل موضوعي و نهائي , و الحل العربي في النهاية و كما أبرزته سابقا جريمة الغزو العراقي لدولة الكويت عام 1990 ليس سوى وهم و سراب لا طائل منه و لا نتيجة إيجابية معلومة ستجنى من خلفه , كل المؤشرات و العوامل باتت واضحة بأن النظام السوري مطلق اليد و الحركة و المناورة في آليات قمع الثورة الشعبية مستثمرا موقعه السلطوي و تحالفاته الإقليمية الستراتيجية وخصوصا مع حلفائه في طهران , وهو يتصرف براحة ستراتيجية كاملة فيما يعاني الشعب السوري في ظل التردد العربي و تواطؤ بعض العرب المخجل لصالح النظام كما هي الحال في العراق مثلا الذي تحولت حكومته مطية إيرانية تتلقى أوامر تحركاتها و مواقفها من رغبات و سلطات الولي الإيراني الفقيه.. للأسف العالم العربي يضيع الفرصة التاريخية بعد أن تنكر للشعب السوري و أدار ظهره له و قدمه قربانا للنظام المجرم الذي يفتعل سيناريوهات التشويه و التخريب و الإساءة إلى الثورة الشعبية السورية و تصويرها بما يخدم مصالحه و توجهاته المشبوهة و يناور عبر مفاوضات سطحية وسخيفة ومضيعة للوقت , تصريحات الوفد العربي الناعمة في دمشق لا تمثل حزما أخلاقيا وسياسيا و لا توجه سوى رسالة واحدة للنظام وهي إعدم شعبك و أستمر في إذلاله..! فيالبؤس الحل العربي الذي به يدعون و يترافعون و يصدرون المذكرات و يشكلون الوفود والتي لاتقدم أي حلول سوى معسول الكلام الذي لايمنع تدفق نزيف الدم الشعبي السوري , يبدو أن ليس هناك من نصير لمأساة الشعب السوري سوى الله سبحانه وتعالى الذي سيحقق وعده وينصر عبده ويذل الجبارين والطغاة ويفضحهم شر فضيحة.. أما الحل العربي فهو كالعادة في المشمش..!

* كاتب عراقي

dawoodalbasri@hotmail.co

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها