الكلدان الآشوريون السريان شعب واحد  يسمى بالشعب الآرامي

 

داود البصري

اقرأ المزيد...


هل خطف النظام السوري شبلي العيسمي ?

20111020

للنظام السوري وعمليات الإغتيال و الخطف و التغييب تاريخ حافل وموثق وخبرة عملية و مؤسساتية هائلة ومشهود لها بالكفاءة الإجرامية , خصوصا حينما يتعلق الأمر بأن يكون لبنان مسرحا لعملياته الإستعراضية و الترهيبية والإرهابية , ولعلنا نتذكر جميعا قصص إغتيال الزعيم الدرزي والإشتراكي اللبناني كمال جنبلاط عام 1977 في جبل لبنان من قبل عصابة إستخبارية سورية , كما نتذكر أيضا خطف و إغتيال الصحافي اللبناني سليم اللوزي عام 1980 وبطريقة بشعة ولا أخلاقية أيضا , وهناك المئات من حوادث القتل والخطف لمناضلين لبنانيين وفلسطينيين وعراقيين وغيرهم ويأتي الشهيد الرئيس رفيق الحريري ورفاقه والذين تبعوه بمثابة تكريس لذلك المنهج الإستخباري الإرهابي السوري, كما كان إختطاف الضابط السوري المنشق حسين هرموش اخيراً من العمق التركي هو آخر العمليات الإستخبارية الموثقة , في سورية للخطف صولة وجولة ودولة , فالنظام برمته هو آلة إرهابية مجرمة ومتخصصة في هذا السياق ووفقا لمفاهيم مافيوزية قذرة يعرفها العالم للأسف ولا يحاسبه عليها أحد , وكانت إحدى جرائم الإختطاف الأخيرة هي عملية إختطاف القيادي البعثي السابق أحد مؤسسي حزب البعث أحد قادة النظام السوري حتى عام 1966 حينما قامت اللجنة العسكرية بإنقلابها الشهير في 23 فبراير 1966 السيد شبلي العيسمي الذي كان وحتى عام 1992 عضوا في القيادة القومية للحزب وأحد أبرز وجوه تيار المؤسس ميشال عفلق الذي كان متواجدا في العراق , لقد إنسحب العيسمي من العمل السياسي و تقاعد بالكامل عام 1992 لأسباب صحية كما أعلن وقتها رغم أن ذلك كما تبين لاحقا ليس هو السبب الحقيقي بل كان الإنسحاب من الحياة السياسية بسبب التبرم من الحالة السيئة التي تدنى لها الحزب و الإنزعاج من تحوله لمؤسسة قمعية و من مساهمته الفاعلة في تخريب الحياة السياسية في العالم العربي وكونه قد أضحى أداة إنشقاق للعمل القومي وهو ما أعلنه العيسمي في تصريحاته الإعلامية عام 2005 بعد الإنهيار الكبير في العراق ومراجعة التجربة البعثية بمنظار الواقع , والجميع يعلم ان حزب البعث بصيغته المعروفة و بأهدافه السياسية الحالمة والرومانسية كان قد إنتهى فعليا عام 1966 وماجرى بعد ذلك مجرد تركيبات سلطوية- طائفية - عشائرية صيغت معالمها و إحداثياتها تحت مسمى البعث والذي لم يكن له من إسمه نصيباً , لقد ظل شبلي العيسمي منذ تصريحاته الإنتقادية عام 2005 بعيدا كل البعد عن العمل السياسي وعاش بعد الخروج من العراق عام 2003 فترة في مصر ثم في الولايات المتحدة وحيث يعيش عدد من أبنائه هناك , حتى قرر زيارة إبنته في لبنان أوائل العام الحالي ليتم إختطافه يوم 24 مايو الماضي في مدينة عالية في جبل لبنان و تختفي آثاره بالمرة رغم أنه قد بلغ من العمر عتيا إذ هو على أعتاب التسعين من العمر ? فهل يهدد هذا الشيخ أحدا ? وهل يطمع هذا الرجل في منصب أو جاه ? ومن يمكن أن يكون صاحب المصلحة في تغييب شخص طاعن في السن ولو كان قياديا سابقا في حزب البعث أو غيره ? طبعا من يلاحظ توقيت الخطف وشخصية المخطوف سينتبه على الفور إلى أن صاحب المصلحة هو جهة واحدة لاغير وهي المخابرات السورية الخبيرة والمتخصصة في مثل هذا النوع من الجرائم وصاحبة الباع الطويل خصوصا وأن أحداث الثورة الشعبية السورية المتصاعدة قد جعلت النظام يخبط خبط عشواء ويضرب يمينا و يسارا ويهوش من أجل تجنب المصير الحتمي ? ولكن ماعلاقة العيسمي بالثورة السورية وهو المتقاعد والبعيد عن العمل السياسي والتنظيمي ? السبب طبعا يكمن في كون أحد أبنائه في الولايات المتحدة يمارس نشاطا سياسيا ضد النظام السوري لذلك جاء الخطف ليكون ورقة إبتزاز ومساومة وهو أسلوب النظام السوري المعروف ? ولكن العجيب أن المؤسسات الحزبية و السياسية والقومية لم تتطرق إلى هذا الملف حتى اليوم وخصوصا المؤتمر القومي العربي أو شقيقه المؤتمر القومي الإسلامي أو بقية العناوين والأسماء الوهمية المثيرة للسخرية والتي تتخصص عادة في تدبيج بيانات دعم أنظمة الفاشية والموت والدمار في العالم العربي و تتحدث بأصوات نكراء عن المؤامرات الدولية فيما تصمت عن جرائم تلك الأنظمة الفاشية المتدثرة رياء بأغطية الصمود والتصدي المزيفة والمثقوبة ? ماهي الفائدة التي يترجاها النظام السوري من خطف شبلي العيسمي والذي كان نائب رئيس الجمهورية السورية قبل أن يولد الرئيس الحالي ? وهل بعمليات الخطف و الترويع سيتم القضاء على الثورة السورية ?بكل تأكيد لن يزيد إرهاب النظام السوري المتزايد أرادة الثوار إلا شحنا ثقيلا لا يتوقف إلا عند محطة إسقاط النظام وجرجرة قادته للمحاكمة الوطنية العادلة.. أما شبلي العيسمي فيمكنهم تصفيته وقتله لأن ذلك لن يغير من الأمر شيئا سوى التأكيد على إجرامية النظام السوري في لبنان وعلى توسع مساحة عملائه وأبرزهم حزب نصر الله الإيراني... وتلك مهمة الشعب اللبناني , ولكن نجاح الثورة السورية سيقلب المعادلات في المنطقة بالكامل.
 

* كاتب عراقي

dawoodalbasri@hotmail.co

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها