الكلدان الآشوريون السريان شعب واحد  يسمى بالشعب الآرامي

 

داود البصري

اقرأ المزيد...


شبيحة نوري المالكي في السيدة زينب !

20111019

لعل عجائب و متناقضات السياسة العراقية الراهنة وحالة النفاق السياسي القائمة قد تجاوزت كل الحدود و الأطر المعقولة لتدخل في عوالم الفانتازيا و الخيال و مسرح اللامعقول أيضا , فالموقف الرسمي العراقي من الثورة الشعبية السورية كما هو معلوم وواضح و مرسوم من خلال مواقف الأحزاب الطائفية ذات التبعية الإيرانية الحاكمة هو موقف مؤيد للنظام السوري و جرائمه بشكل لا لبس فيه و لا جدال وخير من عبر مبكرا عن طبيعة الموقف العراقي الرسمي هو سفير الحكومة العراقية في دمشق المدعو (علاء الجوادي ) و الذي لم يتردد أو يخجل منذ بدايات الثورة السورية في مارس الماضي من الدعوة العلنية إلى تنظيم ندوة تضامنية مع النظام السوري بينما كانت دماء السوريين تسفك في درعا و حمص و حماه و كل نقاط الثورة الأخرى , وهو موقف كنا قد كتبنا عنه و أنتقدناه , ثم جاء موقف رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي ليعزز موقف التأييد الرسمي العراقي وحيث إعتبر إن سقوط نظام دمشق فيه خطر على أمن المنطقة!! بينما نوري المالكي ذاته هومن شكا في صيف العام 2009 من ممارسات و جرائم نظام المخابرات السورية في العراق و دعمه للإرهابيين الأصوليين أو البعثيين أو غيرهم! لدرجة أنه كاد أن يشتكي إلى مجلس الأمن ضد نظام دمشق لولا أن تدخل النظام الإيراني ليفرمل الموقف و ليعيد الشيخ إلى صباه , و يعيد نسج خيوط الوصل و الغرام بين المالكي و ( معلميه ) السابقين في المخابرات السورية , خصوصا و إن رئيس الحكومة العراقية إضافة إلى العديد من القيادات العراقية الحالية ليسوا سوى وكلاء لدى اللواء الإستخباري السوري ( أبو وائل ) أو محمد ناصيف خير بيك ( الخبير السوري الأول في شؤون الأحزاب الشيعية و الجماعات الإيرانية في الشرق ألأوسط و أحد أبرز مهندسي العلاقة التحالفية بين سورية وإيران ) ثم عاد نوري المالكي آخيراً و بعد تصاعد الإنتقادات الداخلية العراقية لسياسته السورية للجوء إلى سياسة التقية المعروفة و بدأ بالحديث عن ضرورة أن تتخلص سورية من نظام الحزب الواحد و الفرد الواحد و الطائفة الواحدة! وهو تطور كبير ولافت للنظر , ولكنه للأسف مجرد كلام في الهواء , فقد علمنا اخيراً ان زعيم حزب الدعوة و رئيس الحكومة العراقية قد قطع شوطا كبيرا في التورط و المشاركة مع النظام السوري في قمع الشعب السوري من خلال تأسيس ميليشيا عسكرية خاصة أشبه بقطعان و عصابات ( الشبيحة ) تتجمع حسب أوامر المخابرات السورية في حي السيدة زينب في ريف دمشق و يتجمع عناصرها في باصات خاصة توجه إلى قمع المناطق السورية المنتفضة , وإن جميع أفراد هذه العصابة التابعة لجماعة نوري المالكي هم من العناصر العراقية الجديدة التي دخلت الشام و مهمتها أمنية و قمعية محض , وإن العديد من العراقيين القاطنين في ريف دمشق يعلمون بأمر هذه الفرقة شبه العسكرية و التي تساعد المخابرات السورية في قمع السوريين , و بذلك يدخل نوري المالكي العراق في مهمة توريطية قذرة لا تليق بالعراقيين و لا تتناسب أبدا مع معاناة الأشقاء في سورية إستجابة إلى خطط إيرانية واضحة المعاني و المباني , فجميع خيوط اللعبة الدائرة إقليميا اليوم تحركها إيران بعد أن تمكن أهل المشروع الإيراني و بقيادة الحرس الثوري من التسلل إلى العمق العراقي و إدارة ملفات الصراع وفقا للرؤية الإيرانية ن نوري المالكي ينفذ و بمهارة و حرفنة و أسلوب سري خدماتي عرف به و تميز منذ أيام عمله مع المخابرات السورية خلال العقدين المنصرمين خطة إيرانية شاملة للدفاع عن حليفها السوري مستعملا في ذلك الميليشيا الخاصة به و المتسلحة بإمكانيات وقدرات الدولة العراقية للإصطفاف إلى جانب النظام الذي رعى حزب الدعوة وبقية إخوان الصفا و خلان الوفا في التحالف الإيراني المعروف , وتلك فضيحة كبرى وعمل لا أخلاقي لن يؤدي في النتيجة إلى اي نتائج سوى المزيد من التوريط , فنظام القمع السوري في حالة إضمحلال لن تنفع معه كل المقويات الإيرانية أو العراقية , و الشعب السوري الحر قد إتخذ قراره المبرم و النهائي , وسقوط النظام السوري القريب و الحتمي سيشكل إنهيارا حقيقيا لمعسكر الشر الإيراني و لكل القوى الظلامية المتخلفة المتحالفة معه , أما ميليشيات نوري المالكي المتموقعه في السيدة زينب والتي يمكن تسميتها ب ( فدائيي بشار ) فهي وصمة عار في جبين من وصل للحكم بقوة الحذاء الأميركي ليتحول خادماً مطيعاً للإيرانيين ووكلائهم... لن ينجح القتلة و سترتفع راية الحرية في سورية الشامخة لنشهد فضائح الطائفيين و ميليشياتهم القذرة.

* كاتب عراقي

dawoodalbasri@hotmail.co

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها