الكلدان الآشوريون السريان شعب واحد  يسمى بالشعب الآرامي

 

داود البصري

اقرأ المزيد...


جريمة "حزب الله" في قتل السوريين

 27/11/2013

بعد أن خرج من سردابه ليطل على جماهيره ومريديه, لم يأت الارهابي الإيراني حسن نصر الله بجديد سوى في تكرار مؤسف, ومريع, وشائن لموقف الإصرار على الباطل, والشروع والاستمرار في مهرجان قتل السوريين بذريعة الدفاع عن العقيدة ولصالح المقاومة والممانعة وهي الأطروحة التي تحولت مهزلة حقيقية بعد أن تحول "حزب الله" بندقية للإيجار يحركها النظام الإيراني وقوات حرسه الثوري وفقا لتوقيتات محددة ومبرمجة ووفق برنامج مخطط عسكري تديره بالكامل قيادة الحرس الثوري الإيراني, التي أضحت تقاتل في الشام في معركة تمثل تحديا حقيقيا للأمة العربية, وخرقا فاضحا لمنظومة الأمن القومي العربي, وبشكل يمثل قمة في الاستهتار والابتزاز, بعد أن سوغ النظام السوري المهزوم لنفسه أن يساهم ويشترك في جعل الشام محتلة من قبل قطعان الحرس الثوري الصفوي, وغلمان النظام الإيراني من أهل العصابات الطائفية اللبنانية والعراقية, كلواء "أبي الفضل" التي دنست أرض الشام بعناصرها الإرهابية التي تمارس القتل والتنكيل بحق الشعب السوري الثائر, وتؤسس لفتن طائفية سوداء ومقيمة ستكون لها تداعياتها المؤسفة على السلم الأهلي في العالم العربي.
للأسف, بعد أن بلغ الاحتقان الطائفي مداه وشرع النظام الإيراني في فرض رؤيته وتحويل الشام منطقة قتل ولاعتبارها بمثابة خط الدفاع الأول عن تخوم طهران, وهو تحويل خطير لمسارات الثورة السورية التي تتعرض اليوم لأبشع مؤامرة إجهاض وتطويق وتشويه.
نصر الله في خطابه الأخير الزاعق ربط بين وجود عصاباته الإرهابية في الشام وملفات الدفاع عن فلسطين والمقاومة, وهو خلط غريب ومرتبك ومشبوه يخلط الحق بالباطل, وتحايل بشع على الحقائق وتماه فظيع مع جرائم مروعة يقترفها النظام السوري المجرم ضد شعبه, وترى تصفيقا وتشجيعا من حلفاء ذلك النظام الذين يعمقون جراح السوريين ويؤخرون سقوط الطاغية من دون أن يستطيعوا, بكل تأكيد, حرف حتمية التاريخ المتعلقة بانهيار الطغاة وتمرغهم بأوحال هزائمهم ورزاياهم وجرائمهم البشعة التي سيخلدها تاريخ الجريمة الأسود لطغاة البشرية.
قد ينجح تحالف الشياطين في تأخير سقوط النظام وفي الإمعان في إضرار السوريين ولكنهم في النهاية سيواجهون الهزيمة المرة وبشكل فضائحي سيدونه التاريخ. وإصرار حسن نصر الله على تجاهل نداءات الأحرار بالخروج من المستنقع السوري يقابله إصرار أحرار الشام على إنزال الهزيمة بالنظام المجرم وبمعسكر الشر والجريمة الذي يؤيده مهما بلغ الثمن وارتفعت فاتورة التضحيات, فالحقائق الميدانية تؤكد بأن النظام السوري ما كان له أن يستمر كل هذه الفترة الطويلة في قتل السوريين لولا الدعم اللوجستي والمركزي والمصيري لحلفائه في إيران والعراق, والذين يتحملون في مستقبل الأيام مسؤولية تاريخية كبرى أمام الشعب السوري الحر الذي سيحقق أهدافه, وسيكسر تحالف الشياطين الفاشست وسيخزي وجوه القوم المجرمين وسينصره الله, وسيتحقق وعد الأحرار بالنصر الكامل وإلحاق الهزيمة المريرة بالأشرار والقتلة والمسعورين.
المعركة في الشام اليوم هي من طراز المعارك التاريخية الكبرى والتي ستغير نتائجها الكثير من معالم المنطقة وحتى العالم, والتي تعني أساسا الوجود الحر والعربي الشامخ لسورية الحرة في مواجهة الصفيونية الحاقدة وهجمتها الظلامية التي تحاول تسويق الأباطيل بالشعارات الرنانة الكاذبة والمنافقة التي تفضح اكثر مما تخفي وتعبر عن لواعج الحاقدين الهادفين للانتقام من الشعب السوري الحر, لم نتوقع خيرا من تصريحات حسن نصر الله لأنه في البداية والنهاية ليس سوى رجع صدى لأولياء أمره في طهران, وهو مجرد أجير في معسكر صفوي عدواني شرير متجذر يعي جيدا بأن هزيمة وسقوط آل الأسد في الشام يعني تهاوي كل مخططات التخريب الطائفي في الشرق القديم.
قد يتراجع احرار الشام تكتيكيا, ولكن النصر الستراتيجي سيتأكد في النهاية, وساعتها سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.


* كاتب عراقي
dawoodalbasri@hotmail.com

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها