مراقبون عراقيون لذبح الشعب السوري!
06/01/2012
لعل عجائب الجامعة العربية المستحدثة في الأزمة السورية , ومحاولة بعض
العرب تمييع الثورة الشعبية السورية و تأجيل المصير المحتوم لنظام القتل
الوراثي البعثي السوري, قد تعززت بسادية غريبة مع الأنباء المؤكدة لقرب
وصول مراقبين عراقيين يعاينون على الطبيعة جرائم النظام السوري ضد شعبه!
و مبعث العجب هو أن حكومة حزب "الدعوة" الإيراني في
العراق و الذي هو في النهاية تابع للمخابرات العامة السورية و تحديدا
لإشراف و قيادة اللواء محمد ناصيف خير بيك (أبو وائل)!
ليست في الوضع المحايد الذي يسمح بإرسال وفد للمراقبة الإنسانية الصارمة
لتصرفات النظام السوري , فالنظام القائم حاليا في العراق منحاز بالكامل
لنظام دمشق بل أنه احد فروعه المخابراتية , والتكليف الإيراني الرسمي
و"الشرعي" لنوري المالكي وحكومته الطائفية الفجة بالوقوف العلني و الدعم
الأمني والاقتصادي والسياسي للنظام السوري قد فاحت رائحته بطريقة فجة
ومثيرة للإشمئزاز واللهاث العراقي الرسمي لإنقاذ النظام السوري من خلال
وفود الوساطة أضحى من فضائح الديبلوماسية العراقية التي تحولت بقدرة قادر
من الشكوى الرسمية ضد النظام السوري وإتهامه بعمليات الإرهاب الأسود في
العراق إلى الدفاع المستميت عن بقاء ذلك النظام بذريعة عدم السماح للسلفيين
و"القاعديين" في الحكم في دمشق وهي مجرد ترهات و إدعاءات سخيفة ومتهاوية
ثبت بطلانها وزيفها وهلوساتها و مجافاتها للواقع الميداني المعاش, و بصرف
النظر عن طبيعة وهويات وأسماء وفد المراقبين العراقيين فإنهم في المحصلة
النهائية لايمثلون أبدا رأيا شعبيا عراقيا ولايعبرون بالمطلق عن حقيقة
مشاعر الشعب العراقي المتضامنة قلبا وروحا مع أشقائهم في الشام, ماذا
سيراقب وفد المراقبين العراقيين و جلهم كما يفترض يعرفون طبيعة النظام
البعثي واساليبه الأمنية التي خبروها جيدا في العراق, كما يعرفون كيفية
توجيه المؤسسة العسكرية بالكامل ليس للدفاع عن الوطن و حياضه و حدوده بل
عن النظام المجرم, وهل يحتاج الوضع السوري لمراقبة واكوام الجثث قد تراكمت
في فضيحة إنسانية كبرى لقوى العالم الحر التي تتفرج على المجزرة بدم بارد
واعصاب مستريحة, وثمة مهزلة حقيقية تحيط بوفد المراقبين العراقيين , فهل
سيكون وفدا شيعيا أم سنيا ?
وهل سيكون عربيا أو كرديا ?
وهل سيمثل الصدريين أو الحزب الإسلامي ?
وهل سيمثل المطلك أم المالكي ?
وهل سيعبر عن موقف حزب الدعوة أو جماعة العراقية ?
أم هل سيكون من أنصار عزة الدوري أو يونس الأحمد ?..
العراق برمته في أوضاعه الممزقة الحالية هو من يحتاج حقيقة الى وفود من
المراقبين الدوليين لضبط الحالة الموشكة على الإنفجار داخليا و التي تنذر
بعواقب وخيمة على بقاء العراق كبلد موحد في ظل تسلط أحزاب الجهل و التخلف و
العمالة و التبعية والرجعية المفرطة في أوهامها الميتافيزيقية ورؤاها
الخرافية, العراق هو من يحتاج اليوم إلى وجود مراقبين يضبطون تطورات
الأوضاع المتدهورة , وحكومته المتواطئة قلبا وقالبا مع النظام السوري
المجرم لاتتمتع أبدا بالأهلية وبالقبول الشعبي السوري لأن غلمان المخابرات
السورية السابقين الذين حولهم الأميركيون حكاماً في الزمن الطائفي الأسود
لايمكن أن ينقلبوا ابدا على معلميهم السابقين من قادة الفروع الأمنية
السورية ?
هل سيكون الرفيق عزة الشاهبندر مثلا وهو رجل أبو وائل
الأول في العراق رئيسا لوفد المراقبين العراقيين ?
وكيف تقبل الجامعة العربية من نظام صوت ضد حرية الشعب
السوري في قرارات تلك الجامعة الخاصة بسورية أن يكون مراقبا لأوضاع حساسة
ولملف معقد ذي خصوصية كالملف السوري وهو خصم واضح وصريح للشعب السوري?
لقد دعوت سابقا ولا أزال إلى سحب المراقبين العرب
واحالة الملف إلى المسؤولية الدولية , واليوم بعد دخول الحكومة العراقية
على الخط يبدو أن المهزلة العربية قد تخطت كل الآفاق المعقولة وتحولت ملهاة
دموية ومهرجاناً بائساً للبيع والشراء لدماء السوريين الأحرار, لاتوجد ثمة
حاجة فعلية للمراقبة وعجلة الموت مستمرة و"شبيحة" النظام ومجرموه يمارسون
أعتى وأشرس عمليات القتل الشامل , الشعب السوري بدمائه كتب نهاية تراجيدية
لنظام القتلة وغلمان حزب الدعوة ومشروع المراقبين العراقيين هو مجرد مهزلة
في الوقت الضائع , لابديل عن إسقاط نظام القتلة والوحوش في الشام وهو ما
سيحققه احرار سورية بكل جدارة , وساعتها سنرى فضيحة الطائفيين والعملاء
وأعداء الحرية.
*
كاتب عراقي
dawoodalbasri@hotmail.co |