الكلدان الآشوريون السريان شعب واحد  يسمى بالشعب الآرامي

 

داود البصري

اقرأ المزيد...


الدم السوري... مماطلة عربية وسمسرة ديبلوماسية عراقية!

11/12/2011

مع الإستمرار المفجع في مهرجانات القتل المجاني وسفك الدماء , ووسط ضحكات الرئيس السوري المنتشية بروائح الدم السوري العبيط , تعيش الجامعة العربية في "حيص بيص" حقيقي وهي تفشل فشلا ذريعا في وضع تهديداتها وبياناتها الحماسية موضع التنفيذ وتتلكأ في احالة الملف السوري للعدالة والإرادة الدولية لتقول أو تفعل شيئا يمكنه إيقاف المجزرة في بلاد الشام التي وصلت إلى حد كارثي يهدد بإشعال سورية وتدميرها بالكامل أمام إرادة البقاء في السلطة والإستحواذ عليها من قبل العصابة الوراثية الحاكمة التي يرفضها الشعب وتتشبث بالسلطة بالحديد والنار وبكل مستلزمات وأدوات دولة (الصمود والتصدي والتوازن الستراتيجي المزعومة)!, ولم تكن زيارة الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي إلى بغداد آخيراً موفقة أبدا في حسم الخيار العربي في المسألة السورية , فقد وجد نفسه في بغداد وسط حكومة عراقية وديبلوماسية متهاوية تقف موقفا مخزيا من ثورة الشعب السوري, فالموقف العراقي رسميا وحزبيا هو موقف منحاز ومساند للنظام السوري وهناك أطراف رئيسية في الحكومة العراقية تقاتل من أجل تعويم و إنقاذ نظام البعث السوري, حفاظا على مصالحها, و إتقاء لفضيحتها و كشف ملفاتها في حال سقوط نظام المخابرات السورية الحامل الأول للكثير من ملفات الفضائح الشخصية و الحزبية و السياسية في الشرق الأوسط?

نبيل العربي في بغداد كان تائها و حائرا و مترددا و متلعثما و كان همه الأساس التأكيد على عقد القمة العربية في بغداد!

هي مسألة فيها وجهات نظر و نقاش كثير  سيأتي زمنه و أوانه , فبغداد التي تقف مواقف المساندة العلنية المخزية للنظام السوري , تقف بأحزابها الطائفية و مراجعها الإيرانية موقف المساندة و التأييد الفظي و المعنوي و حتى الحركي للمخربين الإيرانيين في مملكة البحرين, والكثير من أجهزة الإعلام العراقية الحزبية و الطائفية قد خصصت برامجها لدعم التيار الإيراني في البحرين وذلك ليس سرا بل حقيقة ملموسة, أما المساندة العلنية لنظام دمشق فهي مخزية في دلالاتها و توجهاتها العامة, فقيام بغداد بالوساطة بين النظام السوري و الجامعة العربية أمر يتجاهل معاناة الشعب السوري صاحب الحق الأول في التغيير, و إذا كانت ثمة إتصالات ما بين السلطة العراقية و أطراف من المعارضة السورية فينبغي أن تعلن نتائجها علنا , فالمعارضة السورية المعروفة و الشرعية بمختلف شرائحها لا تمتلك سوى خيار و مطلب واحد مقدس لا غير وهو رحيل النظام و تفكيك مؤسساته القمعية و الإرهابية و محاكمة المجرمين المتسببين بالمجازر و إراقة الدماء السورية الطاهرة و أهمهم و على رأسهم رأس النظام و مجموعته القيادية الحاكمة في المخابرات و الجيش, وما عمدا ذلك ليس سوى إستهتار بدماء الشعب السوري و تضحياته , فهل تجرؤ حكومة نوري المالكي و وزيره كاكا هوشيار زيباري على التقدم للنظام السوري بهذا الطلب ?

طبعا لا , فالمهم عند الحكومة العراقية ذات المرجعية الإيرانية الحفاظ على بقاء و إستمرار النظام السوري لإن الإطاحة به يعتبره العراقيون كارثة حقيقية لهم وذلك نتيجة لقراءات طائفية ميتة و جامدة ان الأصوليين سيحكمون في الشام و ستدور حرب طوائف و ما إلى ذلك من الأوهام الخبيثة التي يروجها النظام السوري كتبريرات واهية في محاولات بائسة و يائسة لمنع السقوط الحتمي وفقا للحكم المقدس الذي أصدره الشعب السوري ?

و الطريف أن الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي سعى إلى لقاء آية الله علي السيستاني و الذي بدوره رفض طلب مقابلته في عملية إهانة واضحة ?

 فماذا سيقول العربي للسيستاني ?

 ووفق أي أرضية حوارية يكون النقاش ?

 وهل عند العربي أسئلة فقهية تتعلق بشرعية قرارات الجامعة العربية يحتاج جوابها إلى مقابلة السيستاني ?

 مانراه من تحرك عربي بشأن المسألة السورية وفي ظل التصريحات الأخيرة للرئيس السوري ليست سوى عبث مطلق و لعب بالنار , وبيع دماء الشعب السوري من أجل إرضاء حفنة من الفاشيين و الطغاة و البغاة الذين آن أوان محاكمتهم و سوقهم مخفورون إلى العدالة الإنسانية , لا للتلاعب بحرمة الدماء و التضحيات الشعبية السورية , وينبغي على العرب إذا أرادوا أن يحترمهم التاريخ و الشعوب الحرة أن يحثوا الخطى لمعاقبة القتلة لا مد حبال الإنقاذ لهم و اللعب معهم لعبة التسويف و المماطلة الدموية المرهقة , الجامعة العربية تترنح , و السمسرة الديبلوماسية العراقية فعل فاضح في الطريق العام , وحرية السوريين سينتزعها أحرار الشام من عيون الطغاة و المستهترين بدماء الشعوب.. ولا نامت أعين الجبناء الفاشيست.

* كاتب عراقي

dawoodalbasri@hotmail.co

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها