ضباع
البعث السوري وحرق الشرق الأوسط
08/10/2011
لايمكن وصف التهديدات و التصريحات العنترية لقادة نظام البعث السوري
الآيل للسقوط سوى كونها مجرد ثرثرة فارغة وتهديدات حمقاء وجوفاء ينطبق
عليها بيت الشعر :
»كالهر يحكي انتفاخا صولة الأسد«!
فأمام الوقائع و المستجدات الميدانية والتضحيات الهائلة التي يقدمها
الشعب السوري, و أمام المقاومة الشعبية للترسانة العسكرية الهائلة
للنظام القمعي التي خصصها لا لرد الأذى عن البلد, بل لقمع وقتل الشعب
والدفاع عن الحكم الوراثي, ومع فشل الجهود الدولية لتحجيم النظام بفضل
الفيتو الصيني ¯ الروسي المفتقر للأخلاقية والداعم للفاشية, وهو »فيتو«
لايعني شيئا إمام إرادة الشعب السوري الذي سيدوس بأقدامه على كل
مايمثله النظام من قيم متهاوية وعلى حلفائه الانتهازيين الذين قد
يؤخرون سقوطه, ولكنهم لن ينجحوا مطلقا في تسويقه وإعادة طلائه أو
إعادته لمسرح الحياة, فالنظام السوري قد انتهى واقعيا ومابقي مجرد آلة
عدوانية متوحشة تسحق عظام الشعب وتوزع مساحات الموت المجانية على خارطة
الوطن وسينقلب في النهاية السحر على الساحر وسنشهد نهايات الطغاة
وهروبهم الكبير نحو طهران إن تكمنوا من الإفلات من ايدي الشعب التي
ستحاسب في النهاية كل المجرمين عما اقترفت أياديهم الملوثة من جرائم
وتعديات, ويبدو أن النظام وهو يسير نحو حتفه لم يتعظ ولايريد أن يتعظ
من مصير الطغاة السابقين, ولم يتعلم شيئا البتة, بل ظل الصلف والتجبر
والعنجهية والبلطجة سيدة الموقف وهو ما تعبر عنه التهديدات التي سربها
النظام لأنصاره ومحازبيه من أنه سيحرق الشرق الأوسط في غضون ست ساعات
بالتعاون مع حليفه الإيراني وادواتهما في المنطقة العربية ك¯ »حزب الله«
اللبناني أو أحزاب العمالة في العراق, كالصدريين والدعويين وجماعة »المجلس
الإيراني الأعلى« ولربما تساهم في الزفة أيضا جماعات »حماس« و»الجهاد«
المتصعلكين هذه الأيام في أزقة طهران وهم تحت طلب قيادة الحرس الثوري
الإيراني ! وطبعا النظام السوري يهدد بضرب تل أبيب بالصواريخ! فيما
سيتكفل نظام الولي الفقيه بضرب المنطقة الشرقية في السعودية والبحرين
وقطر والكويت التي لها نصيب الأسد من حصة الانتقام المقررة في كواليس
الشر! ان لجوء نظام دمشق لهذا الخيار الانتحاري هو مجرد تهويش من أجل
الحفاظ على النوع و محاولة تجاوز الأزمة الوجودية عبر الإغراق في
تهديدات خيالية لايمتلك النظام أبجديات وقدرات تنفيذها من الناحية
اللوجستية, فسلاح الجو السوري بطائراته الروسية هو مجرد ديكور فارغ
ومهمته الأساسية قصف الشعب السوري وليس التصدي للطائرات الإسرائيلية
التي تصول وتجول في سماء المنطقة برمتها من دون حسيب ولا رقيب.
لماذا لم يتصد سلاح الجو السوري ومخابرات القوة الجوية لطائرات إسرائيل
وهي تدك الموقع النووي, أو وهي تتجول فوق قصر الرفيق الفريق الدكتور
القائد في القرداحة? واين كان ذلك السلاح والصواريخ السورية حينما أحرق
الجيش الإسرائيلي جنوب لبنان ودمر غزة وصال وجال في جميع الحروب
السابقة? لقد سبق النظام السوري أدعياء كثيرون تحدثوا بعنجهية
وبتهديدات فارغة, سرعان ما أتضح إنها أفلام هندية, لقد هدد صدام حسين
بحرق نصف إسرائيل فلم يفعل, وهدد من كان قبله بإلقائها في البحر فلم
يحدث, وهدد القذافي الهارب حلف »الناتو« بالدمار الشامل وكان الرد
القذافي مهزلة حقيقية, وتكررت بسبب حماقات الطغاة المصائب المتهاطلة
على رؤوس العباد, وطبعا النظام الإيراني لن يختار أبدا الخيار الشمشوني
للنظام السوري لانه يعلم علم اليقين طبيعة الرد ولان قادة طهران
ذرائعيون قد يتكلمون كثيرا ولكنهم في النهاية يعرفون تماما متى
يتنازلون لأن وضعهم مختلف بالكامل عن وضع النظام السوري الذي انتهى
عمره الافتراضي وباتت أيامه معدودة مهما تفنن وأبدع في القتل والإجرام.
إنها حركة التاريخ المتدفقة دائما لصالح الشعوب, وإنها سنة الخالق
الكريم في معاقبة المجرمين والقتلة »ولن تجدوا لسنته تبديلا«, خيارات
النظام الانتحارية وتهديداته المثيرة للسخرية هي مجرد حركات يأس ورقصات
احتضار فثمة مشهد تاريخي قد باتت ملامحه النهائية تتشكل اليوم, وهو
مشهد انهيار الأصنام البشرية والأنظمة المارقة الخارجة عن السياق
الإنساني, واستثمار الملف الإسرائيلي في الموضوع لن يجدي نفعا ولن يطيل
في عمر النظام, فنهاية الطغاة في العالم العربي قد أضحت من حقائق
الواقع ومتغيرات التاريخ.. فليهدد الضباع ما شاء لهم ذلك, فحبل كذبهم
قصير وأقصر من أعمارهم, ومحاكم دمشق التاريخية المقبلة ستكون مشهدا
تاريخيا لا يمحوه الزمن, فانتظروا مفاجآت الشعب السوري العظيم.
*
كاتب عراقي
dawoodalbasri@hotmail.co
|