"حزب الله" أخّر انسحاب إسرائيل مدة 15
سنة.. ولا يمكن تجيير طائفة بكاملها لحزب سياسي
الجنوبيون من غير أتباع أزلام سوريا يعيشون بدون حقوق
طارق
نجم:
الاثنين في ١٩ ايلول ٢٠١١
الكولونيل شربل بركات ضابط سابق في الجيش اللبناني عايش ظروف الحرب
اللبنانية وعرف الجنوب عن كثب. هاجر إلى كندا في 1990 وبقيت عينه على الوطن
(في الصورة مع رئيس الجمهورية في كندا). وبصفته خبيراً في شؤون الارهاب،
دعي مرات عدة للشهادة أمام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي.
بالإضافة لذلك، يشغل بركات حالياً منصب مستشار المجلس العالمي لثورة الأرز
لشؤون الأمن وعضو ناشط في الاتحاد الماروني العالمي. له عدد من التحاليل
السياسية باللغتين العربية والإنكليزية والتي تتعلق بالشأن اللبناني.
يدعي
حزب الله أنه كان وراء تحرير الجنوب اللبناني من الاحتلال الاسرائيلي في
العام 2000 وله الفضل الأول في ذلك. ما مدى دقة هذا الطرح؟ هل يمكن أن تصف
لنا ما حصل بالضبط في أيار 2000؟
حزب
الله وما يسمى "مقاومة" هو سبب كل بلاء في لبنان. فحزب الله أنشئ أصلاً من
قبل الحرس الثوري الإيراني بطلب من السوريين عندما التزموا انهاء عرفات
وذلك للابقاء على من يشكل عنصر فوضى في لبنان. أما محاولة حزب الله في
الظهور بمظهر المحرر فهي مردودة حيث أدت عملياته التفجيرية إلى ضحايا
مدنيين لبنانيين أكثر بكثير مما أصيب بها جنود إسرائيليين.
في
موضوع الانسحاب الإسرائيلي، فنذكر بأقوال الجنرال عون الذي صرّح مراراً بأن
حزب الله أخّر انسحاب إسرائيل مدة 15 سنة لأن الإسرائيليين كانوا قد خططوا
للانسحاب من كل لبنان منذ 1985 ولكن تحرشات حزب الله جعل الإسرائيليين
يغيرون خططهم يبقون على بعض المراكز على الأراضي اللبنانية حتى سنة 2000.
أما
لماذا أسرع ايهود باراك بالانسحاب في العام 2000، فهناك نقطتان: الأولى
شخصية لأن باراك هو من كان اقترح الانسحاب الكامل غير المشروط في 1985
عندما كان لا يزال ضابطا في قيادة الجيش الإسرائيلي. الثانية أن بعض
اللبنانيين عملوا بواسطة قنوات فرنسية وأمريكية على إقناع إسرائيل
بالانسحاب لكي لا يبقى للسوريين ذريعة للاستمرار بإحتلال لبنان. عند ذلك
قام باراك وأطلق وعداً بأنه سيخرج من لبنان إذا ما نجح في الانتخابات وشكل
الحكومة. لذا كان الكل يعلم بأن إسرائيل خارجة في حزيران أو تموز سنة 2000.
وما حديث السيد نصرالله عن بقر البطون ودخول المخادع إلا من نفس القبيل وهو
التهويل لدفع جيش لبنان الجنوبي للاستمرار في القتال فيبقى لحزب الله
والسوريين مبررا لفرض سيطرتهم على اللبنانيين إلى ما لا نهاية. لكن
الجنوبيين رفضوا أن يصبحوا أداة لصراع داخلي أو لتغطية خطط السوريين خاصة
عندما رأوا أن الدولة لا تجروء على نشر الجيش في الجنوب وفضلوا المنفى على
أن يكونوا سبباً في استمرار تخريب البيت الوطني.
عاد
حزب الله في تموز 2006 ليفتح معركة مع اسرائيل من خلال خطفه 3 من جنودها.
ودفع اللبنانيون ثمن هذه الحرب من دمائهم ومن جيوبهم. ما هو الهدف الحقيقي
لهذه الحرب؟ وما كانت مكتسباته منها على الأرض؟
في 2005
عندما كان كل لبنان يهلل لخروج السوريين بعد تنفيذ أول بنود القرار الدولي
1559، قام نصرالله وجماعته بالهجوم المضاد في مظاهرة ساحة رياض الصلح
ليطالب باستمرار الهيمنة السورية، ولكنه فوجئ بالرد الشعبي من خلال مظاهرة
المليون ونصف يوم 14 آذار فقرر المهادنة لكسب الوقت مع الاستمرار بالتخلص
من رواد الحركة الاستقلالية. بموازاة ذلك، لم يكن لدى السوريين إلا محاولة
اللعب على المشاعر الوطنية لإعادة اعتبار حزب الله في حين أن النظام
الإيراني كان مرتبكاً في موضوع برنامجه النووي. من هنا كان خيار استفزاز
إسرائيل بعملية كبيرة تضطرها للرد، وما قاله السيد نصرالله بأنه لم يكن
يعلم حجم الرد الإسرائيلي هو غير صحيح إلا إذا كان مغنية الذي قيل بأنه خطط
للعملية وأدار المعركة لا يأتمر بأوامر السيد ويرتبط مباشرة بالحرس الثوري.
سنة
2006، دفع اللبنانيون وخاصة أبناء الجنوب فاتورة الدم والدمار، حيث عاد حزب
الله ليشتري المزيد من المؤيدين بأموال إيران (النظيفة)، ويتظاهر بأنه قام
بعمل بطولي وكسر إسرائيل فيزيل عنه صورة المتعلق بالاحتلال السوري. وكان
خطأ الحكومة يومها أنها لم تقبل بوضع القرار 1701 تحت البند السابع وتلزم
الأمم المتحدة بتنفيذه لأنها بذلك كانت انتهت من حزب الله وأسياده بدون أن
تتدخل. ذيول هذا الدعم اللبناني لحزب الله جاءت عبر احتلال ساحة رياض الصلح
ومحاصرة السراي ومن ثم رفضه ضرب جماعة فتح الاسلام بوضع خطوط حمراء على
المخيمات حيث كان يهدف مع أسياده لاضعاف الجيش وأخيراً قيامه بعملية 8 أيار
2008 ليكمل السيطرة على الأرض ويفرض توازن جديد يؤدي إلى الحالة التي نراها
اليوم.
كونك
ابن عين ابل الجنوبية، ماذا تقول عن وضعك ووضع الكثيرين من اللبنانيين
المحرومين من العودة الى ديارهم خشية قيام حزب الله بالتشفي منهم؟
أنا
أعتز بلبنانيتي وبانتمائي إلى جنوب لبنان وإلى عين إبل التي شكلت مع
رفيقاتها من القرى الجنوبية أعمدة سياج الوطن، وكغيري من الجنوبيين والكثير
من اللبنانيين المحرومين من العودة إلى بلدنا الحبيب لا نزال نحمل هذا
الوطن في قلوبنا ونأمل ان يعيد الله له الاستقرار ولشعبه الطمأنينة. يؤلمنا
بالطبع رؤية شعبنا يرزح تحت نير الخضوع تارة لمنظمات تخريبية وطوراً لأنظمة
القمع وأخرى لجماعات عائدة من القرون الغابرة لا تعرف شيئا عن تاريخ لبنان
وتجذر قيمه الحضارية التي كانت يوما منهلاً للديمقراطية الحقيقية في العالم.
كنا
نظن بأن قيادة الشيعة الجنوبيين للبلد سوف تثمر رؤية أشمل وتسامح أكبر يحلّ
مشاكل لبنان، فهم عانوا من الحرمان كما يقولون ولذا فإنهم يعرفون معناه ولا
يمكن لمن ذاق الألم أن يسمح بأن يذوقه الآخرون. ولكن يبدو أن من يدعي
المسؤولية لم يصل بعد إلى المستوى المطلوب أو أنه لم يتحرر من قيود التبعية
ولذا فهو يكتفي باستغلال المنصب وكأنه يشعر بأنه قريبا سيرحل. لا يمكن
تجيير طائفة بكاملها لحزب سياسي وعدم السماح لمفكريها بالانطلاق والتحرر.
ولا يمكن تأييد أنظمة قمعية لأن القمع حالة مرضية معدية وهي نقيض
الديمقراطية وتعميمها سهل والسكوت على من يفرضها يسهم بذلك.
أما
معاناة الجنوبيين الذين لم يتبعوا سوريا وأزلامها فهي تتلخص بأنهم يعيشون
بدون حقوق بدءا من المفتي السيد على الأمين الذي طرد من منزله ومكتبه ولم
يسمح له بأخذ كتبه، إلى كل من أوقف ظلماً في قرى الجنوب عندما خرج
الإسرائيلي وهو الآن يعيش في الاقامة الجبرية وعليه أن يزور مراكز
المخابرات كل شهر أو في أي وقت يؤمر بذلك عدا عن الملفات التي تتجدد كل يوم
وتوزع التهم يمنة ويسرى. وعندما سألنا رئيس البلاد عن البرقية رقم 303 التي
صدرت عن قيادة الجيش يوم كان هو القائد تعجب وكأنه لا يعرف مضمونها.
ومعاناة أهل الجنوب حتى الذين ولدوا أو كبروا في بلاد الاغتراب تبدأ في
مطار بيروت ولا تنتهي إلا عندما يسمح لهم بمغادرة لبنان بعد تبويس الأيادي.
فهل هكذا يكون "التحرير"؟
يصنف
حزب الله في الغرب على أنه منظمة ارهابية وقد وضعت العديد من المؤسسات
التابعة له بالإضافة الى مؤسسات مصرفية على لائحة تورطها في تبييض اموال
مرتبطة بالإرهاب. ما هي تداعيات أن يكون حزب الله جزأً أساسياً من حكومة
نجيب ميقاتي وأن يكون عملياً هو المتحكم بالحكومة؟
حزب
الله صنف نفسه كمنظمة إرهابية منذ قيامه بأول عمل استعراضي في تفجير مقرّي
المارينز والمظليين الفرنسيين ومن ثم خطف الرهائن وتفريغ بيروت من الاجانب،
وذلك قبل أن يصنفه الغرب رسميا. ويوم قبلت إسرائيل بالسماح له بالسيطرة على
الجنوب بدل الجيش اللبناني، كانت فرصته الذهبية للظهور بمظهر المقاوم
الحقيقي فيلقي سلاحه وينتقل إلى العمل السياسي والانمائي كونه حقق هدفه من
تحرير الأرض. ولكن هدفه (على ما يبدو) لم يكن يوماً التحرير ولا حتى محاربة
إسرائيل بل يلجأ لذلك فقط للاستقواء على غيره وإرهاب من حوله (بدأً بأبناء
الطائفة الشيعية).
الغرب
لم يأبه لحزب الله إلا عندما توسع نشاطه باتجاه أوروبا وأميركا وبدأ يستعمل
المغتربين اللبنانيين ويضغط عليهم ويجمع التبرعات والخوات ويمارس لعبة
التهريب والتدخل في شؤون هذه الدول، عندها بدأ التحرك لمواجهته، من هنا
كانت الاجراءات لتحجيمه ومنها وضعه على قائمة الإرهاب ومنع التداول معه
واعتبار تحويل الأموال إليه عمل غير قانوني.الحكومة الحالية التي تعمل تحت
مظلة حزب الله سوف تعاني من تبعات هذا الغطاء وكل من له مصالح اقتصادية في
الغرب يجب أن يأخذ ذلك بعين الاعتبار. ولكن المجتمع الدولي لا يزال يعطي
لبنان فرصة قبل أن يتخذ إجراءات تضر بمصالح اللبنانيين ككل ولا نريد أن
نقول بأن الوقت لن يأتي لمثل هذه الإجراءات ولكننا ننصح بالتأني في اندفاع
الحكومة في مواقفها والحفاظ على الحد الأدنى من التعاون مع المجتمع الدولي
لعدم تسريع اتخاذها.
تتصاعد
الأزمة في سوريا منذ شهر آذار في وقت يزداد فيه القلق الإيراني على مصير
الحليف الأقرب له في المنطقة وربما في العالم، كما تتطلع تركيا الى لعب
ادوار حاسمة في المستقبل القريب. ما هي رؤيتك للمشهد الإقليمي من خلال
الزاوية السورية؟
الحلف
الإيراني السوري بالتأكيد أضرّ بالوضع العربي وخلخل الموازين في عدد من
الدول ليس أقلها مشاكل اليمن والبحرين والعراق وبالطبع لبنان، ولكن تململ
الشعب السوري ناتج عن الظلم والاستبداد اللذين قاسى منهما السوريون
ويعرفهما اللبنانيون جيداً. فنظامي الأسد الأب والأبن على بيّنة بأنه لا
يملك الحق بحكم سوريا ولكنه يملك القوة اللازمة لذلك مع شبكة إعلامية نشطة
مما جعله يلجأ إلى القوة كلما سدت بوجهه الآفاق. ولكنه عادة يعرف كيف يحرك
المشاعر في الشارع لالهاء المواطنين كلما شعر بتململ أما وقد وصل الوضع إلى
هذه الدرجة من القمع المتواصل بدون أن يؤدي ذلك إلى توقف الحركة الاعتراضية
فإن على هذا النظام أن يفتش على غير وسيلة للخروج من هذا المأزق الذي يزداد
اطباقا يوما بعد يوم.
الأمل
الحقيقي للشعب السوري هو في تحمله العناء وتعاونه من أجل الوصول إلى وحدة
حقيقية تقلب الموازين أمام النظام المتغطرس، وقد وصل إلى هذا الحد من
التضحية ودفع ثمن الحرية حتى اليوم بدماء أبنائه. العالم سيخف لنجدة
السوريين بالتأكيد ولكن عليهم أيضاً الظهور بمظهر موحد وطرح واضح لمستقبل
البلاد. الشعب العادي يدفع الفواتير ولكنه لن يستطيع أن يقرر من سيتحكم
بالمصير في حال التغيير ومن هنا عليه أن يوجد قيادة واعية تتبنى مشروعاً
وطنياً يسعى للحرية ويحافظ على حقوق المواطنين ويطرح أمورا منطقية وواقعية
واضحة تجعل إدعاءات النظام تسقط. فالعالم جاهز للدفاع عن السوريين إذا
أرادوا ذلك ولكنه لن يقوم بالعمل القذر دون أن يعرف من سيتسلم مصير البلاد
وكيف سيحكمها. أما أمل البعض بدور لتركيا لوقف النظام عند حده فنخاف أن
يكون تمني أكثر منه واقعا. والأسد يعرف بأن الاتراك لم يتخذوا قرارهم بعد
ولذا فهو ماض في استغلال الفرصة عله يتمكن من السيطرة على الأوضاع وهذا ما
يردده أبواقه كل يوم.
بصفتك
خبيراً في شؤون الارهاب، ما هي المخاطر المحيطة بلبنان لناحية الإرهاب
الدولي؟ وما هي أبرز مصادرها؟ وكيف على الدولة اللبنانية التعاطي معها؟
بعد
أحداث الحادي عشر من أيلول في الولايات المتحدة وما تبعها من أحداث في
عواصم أوروبية مختلفة كانت كافية لوضع خطط في مجال مكافحة الارهاب، رأينا
بأن الارهاب قلّ كثيرا حول العالم ليعود إلى بلاد المنشأ تحت شكل الارهاب
الجماعي إن في عمليات القتل المتبادلة في العراق أو أفغانستان أو في ما جرى
في لبنان وغزة أو في ما يدور في مصر وليبيا وسوريا واليمن والفوضى
المستحكمة في الصومال ولا ندري من المرشح الجديد لأعمال الإرهاب الجماعي
هذه. من هنا على هذه الشعوب التي أطلقت ثقافة الإرهاب كسلاح بديل عن النظام
العالمي القائم على الحقوق وتعاون الدول للمزيد من الاستقرار، أن تفهم بأن
الحقد نفسه سلاح ذو حدين وهو يؤثر في محيطه أكثر بكثير مما يؤثر عند الغير،
ولذا فعليها أن تتعلم كيف تحافظ على توازن مجتمعاتها وتحول قواها إلى
الانتاج والبناء لا التعبئة بالحقد على الجيران أو العالم، فنحن نعيش في
بيئة واحدة أصبحت تعرف بالقرية العالمية لقصر المسافات وتداخل المصالح، من
هنا أهمية الثقافة عند الشعوب والتوجيه لطاقاتها، وإذ نتكلم عن لبنان
وتأثير الإرهاب العالمي عليه يجب أن نعرف بأن لبنان هو أحد مراكز التعبئة
والتجهيز ولذا فهو أحد مصادر الإرهاب وسيبقى ضرر هذا الإرهاب يدور حوله إلى
أن يعرف اللبنانيون كيف يتخلصون من هذه الثقافة ويغلقون دكاكين الإرهاب
المتأصلة عندهم (إن في الجانب الشيعي أو في المخيمات الفلسطينية وغيرها)
ويعيدوا إلى القانون سلطته وإلى الدولة الواحدة قدرتها وسيادتها ولنفهم بأن
زمن التعليمات من قبل المحتل قد ولى ونحن مسؤولون عن خياراتنا وعن قراراتنا
ولا يمكننا التلطي خلف مقولة المحتل لأن أنظار العالم علينا، وحتى ذلك
الحين وطالما نحن ندور في دوامة العنف هذه سيبقى لبنان معرضا لمزيد من
الأعمال الإرهابية التي تأتي من الداخل أو الخارج على السواء.
المحكمة
الدولية الخاصة بلبنان ادرجت العملية الذي اودت بحياة الرئيس رفيق الحريري
تحت خانة الارهاب، ومن اتهم بتنفيذه حتى الآن هم 4 أشخاص ينتمون لحزب الله.
هل تظن أنّه في استطاعة هذه المحكمة تحقيق العدالة الدولية؟ وما هي النتائج
في حال امتنعت حكومة لبنان عن التعاون مع المحكمة بضغوط محلية واقليمية؟
أعتقد
بأن المحكمة الدولية لم توجد لتتوقف ولا هي بدأت لتنسحب بناء على رغبة طرف
لبناني أو إقليمي ولكن تعاون الحكومة اللبنانية هو واجب إن من ناحية دفع
المترتب على لبنان أو من ناحية توقيف العناصر واقتيادهم للتحقيق أو المثول
أمام المحكمة، أو من ناحية إعادة الاعتبار للقانون فلا يجوز أن يتكلم
الوزراء أو الزعماء عن حماية المتهمين لأن النظام يبدأ عند المسؤول، فإذا
كانت حكومة لبنان لا تريد أن تعترف بالقانون الدولي فأي قانون سيبقى ومن
سيحمي المجموعات كما الأفراد؟ خطر الفوضى يبدأ في التعنت والقبول بعدم
المساواة وعندها تصبح البلاد "حارة كل من أيدو الو" ويسود قانون الغاب
والكل يعرف بأن الفوضى ليست مربحة لأي فئة، من هنا على حزب الله الذي يتحكم
بالحكومة وهو المتهم الأساسي في جريمة الرئيس الحريري أن يختار بين حماية
رأسه في المحكمة أو في الشارع ولا نعتقد بأن هناك ثالث لهذين الحلين، وإذا
كانت المكاسب التي حصل عليها حتى الآن من الناحية الاقتصادية أو السياسية
لا تعادل الاعتراف بالخطأ في الحسابات فإننا نخاف بأن يصبح عدم الاعتراف
بالخطأ هو الخطأ الأكبر.
فإذا كان
الرئيس الحريري قد حاول إعادة بناء لبنان من تحت الانقاض وكان جزاؤه أن
يقتل على يد من دافع عنهم، فإنه من الحكمة أن يسهم الكل بكشف الفاعلين
ومعاقبتهم في ظل القوانين حتى لا يعاقب الوطن على دعمه للمجرمين. هذا في
العموميات ولكن علينا أن نعلم بأن هذه المحكمة موضوعة تحت البند السابع مع
كل ما يعنيه ذلك.
المصدر :
خاص موقع 14 آذار
www.14march.org |