شكرًا
لكِ، «سيّدة إيليج»،
في رحابكِ التقَينا خاشعين مصلّين على أرواحٍ استودعها إيّاكِ لبنان كي
تحنّي عليها، وترفعيها إلى الخلود معكِ في سعادة لُقيا الرّبّ.
أتيناكِ ولا خلفيّة سياسيّة عندنا. ولا نيّة في الظهور. ولا سعيَ للجلوس
في مقاعد أماميّة.
أتيناكِ بلا دعوة. بلا تهديد ولا ترغيب. بلا نيّة لاسترضاء غريزة سلطان.
أتيناكِ فقط لعلمنا أنّكِ تباركين مَن يذكرون شهداءهم بصدق وأصالة ومن
غير أبّهة، مَن لا يملّون من شكر من افتدوهم، مَن يرغبون في الاتّعاظ
بأسخى ما يجود به إنسان: التضحية بالذّات فداء عن الأحباب.
في فَيئكِ اجتمعنا لنقول لمن بدمائهم سقوا أرز لبنان: كلّكم إخوة لنا، من
أينما جئتم، وفي أيّ مؤسّسة كنتم. لكم علينا حقّ الوفاء يا أبناء الوفاء،
يا من جمعكم حبّ الوطن والتوق المتعطّش أبدًا إلى الحرّيّة الحقّة
والمساواة التامّة والكرامة غير المستعلية.
قدّاس سيّدة إيليج قدّاس.
فيه تأمّلنا بسرّ الفداء، وتشبّعنا بسرّ العطاء، وغذّينا نفوسنا بالقربان
المقدّس.
ألهمي، سيّدة إيليج، أبناءك المسيحيّين في بلادي بأن يتخلّوا عن عادة
«القداديس السياسيّة»، وقد أصبحت وباءً. إنّها قداديس حبّ الظهور، قداديس
المصفّقين، قداديس مبيّضيّ الوجوه، قداديس الوصوليّين، قداديس اللاهثين
وراء لفت نظر...
ألهمي، سيّدة إيليج، أبناءك المسيحيّين في بلادي بأن يُكثروا من القداديس
القداديس ليقدّسهم الرّبّ، ولكي لا يُلهب سوطه ظهورهم يومًا قائلاً: بيتي
بيت صلاة...
شكرًا لكِ، «سيّدة إيليج»،
وإلى القدّاس القدّاس وأمثاله في شهور أيلول من السنوات الآتية
|