الكلدان الآشوريون السريان شعب واحد  يسمى بالشعب الآرامي

 

حرائق في باريس

 بقلم مالك مسلماني

11/9/2005

كشف أعمال التخريب التي تجري في فرنسا جملة حقائق تتعلق بالشعوب العربية والإسلامية؛ ذلك أن التفسيرات

 الأولى لما يجري تركزت على البعد الاجتماعي، وبالتحديد الجانب الاقتصادي، أي قضايا البطالة ونقص فرص العمل لدى الجيل الثالث من المهاجرين، وغيرها من المسائل الاقتصادية. وقد أشار معلقون عرب في فضائيات عربية إلى هذه القضايا وقدموا تبريراً ضمنياً لهذه الجرائم التي اقترفها مهاجرون، مستندين في ذلك أيضاً إلى دعوى تقول بأن هذه الأحداث عاقبة فشل سياسة الدمج الفرنسية.

 

نحن إذْ لا نريد نفي البعد الاقتصادي في هذه الأزمة، بيد أننا لا نجد فيه مسوغاً يدفع إلى ارتكاب هذه الجرائم؛ لأن هذا التفسير صالحٌ على مستوى فرد أو مجموعة مؤلفة من أفراد معدودين، لكنه ليس تعليلاً علمياً لأعمال شغب تقوم بها مجموعات كبيرة وعلى نطاق جغرافي يمتد تقريباً على كامل الأراضي الفرنسية.

 

إنّ هذه الأعمال، تشير إلى أن المهاجرين بأجيالهم الثلاث هم من فشلوا في التكيف والاندماج؛ وبالتالي من الواضح أن ما أعاق فعلياً الاندماج في المجتمع الفرنسي ـ وتالياً والأوروبي ـ هو انعدام قابلية هؤلاء المهاجرين النفسية والثقافية للاندماج، وهذا يدلل على انغلاق أنساق هذه المجموعات السكانية اجتماعياً، وهو لا يعود لأوضاع اقتصادية بل لطرائق حياة أسرية محددة، وطبيعة النظرة الشاملة للعالم، كما للثقافة الجمعية للمهاجرين المسلمين.

 

قد يسعنا أن نفهم أن الجيل الأول والثاني من المهاجرين عجز عن الاندماج في المحيط الفرنسي، ذلك أن البيئات المتخلفة التي جاء منها المهاجرون جعلت صعباً عليهم التبيؤ مع محيط متطور وحضاري. أما أن يبقى هذا الفشل قائماً لدى الجيل الثالث منهم، فإنه لأمر يبين تحجّراً في البنية المعرفية والنفسية لدى المهاجرين، وهذا الانغلاق يفسر عجز هؤلاء عن التعبير عن ذواتهم بوسائل حضارية (مثل: الانتخابات البلدية والرئاسية، وغيرها من وسائل التعبير المتاحة في هذه المجتمعات الحرة)، وهي وسائل كفيلة بصيانة حرية الفرد وتوفير مستوى معقول من المعيشة، كما الضمان الاجتماعي.

 

وإذا ما كان الحديث يدور حول أزمات اجتماعية بين الأوساط المهاجرة، فهذا يعني أن المعاناة المفترضة تشمل جميع الجاليات المهاجرة (من جنوب آسيا، ومن شبه القارة الهندية، وأمريكا اللاتينية،..). فلماذا إذاً، اختيار العنف وسيلة للتعبير من قبل الجالية العربية، والجاليات الإفريقية؟

 

الجواب على ذلك نجده في القاسم المشترك لمرتكبي هذه الأعمال الهمجية، ألاّ وهو الإسلام. وهذا المشترك يشير إلى أبعاد غير اقتصادية، ويدحض كل مبرر يعتمد على تفسير اقتصادي فحسب. وربما أدرك معلق في التايمز البريطانية ذلك، فأشار أن الحظر على الحجاب رفع من حدة الاستياء والشعور بالإقصاء لدى هذه الجاليات.

 

ومن جانب أخر، تحدث بعض هؤلاء الشبان لصحفيين عن أنهم يريدون تطبيق الشريعة الإسلامية وليس القانون الفرنسي. ووصف شاب مغربي ما يجري بأنه شبيه بما يجري بين الإسرائيليين والفلسطينيين. ألاّ تؤكد هذه الاسقاطات والتفسيرات الشبابية وجود أبعاد أكثر من أبعاد اقتصادية؟ [هل سيأتي زمان، يطالب فيه المهاجرون برحيل الفرنسيين عن فرنسا وفق هذه القراءة الاسقاطية؟]. أليس هذا القول يجلي رأياً عاماً سائداً بين المهاجرين المسلمين.

 

إنّ عجز هؤلاء عن التأقلم مع المجتمعات الغربية، ورفضهم الوسائل السلمية في التعبير الاجتماعي يشير إلى رفض أوسع للقيم الحضارية بالعموم، والقوانين الأوروبية بالخصوص، وحتى بعد ثلاث أجيال من العيش. إضافةً لذلك، تظهر هذه الأعمال أن الجاليات المهاجرة ما زلت ترفض العيش ضمن شروط الحضارة الأور&#

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها