مقالات
سابقة للكاتبة
راغدة درغام
(ولدت في بيروت سنة 1953) صحفية و محللة سياسية لبنانية-أمريكية تعمل مديرة
مكتب جريدة الحياة في نيويورك في مقر هيئة الأمم المتحدة منذ 1989
بيان
المطارنة اليوم يشدد على حضور الجلسة ويحدد مواصفات مرشح
«الإنفتاح» ...
لبنان:
موسى لا يرى باب الحوار مغلقاً والحريري يرفض «رئيساً من صنع فئة»
نيويورك , بيروت، القاهرة، دمشق
19/09/07
اعتبر الأمين العام للجامعة العربية عمرو
موسى ان هناك تطوراً في اتجاه إيجابي بعد مبادرة رئيس البرلمان
اللبناني نبيه بري حول الاستحقاق الرئاسي، وأن رد الأكثرية عليها
أبقى الباب مفتوحاً، فيما نقل القائم بالأعمال الفرنسي في لبنان
أندريه باران عن زعيم تيار «المستقبل» النائب سعد الحريري تأكيده «النية
الصادقة لقوى 14 آذار لمواصلة مبادرة بري» وأن خيار الأكثرية «المضي
قدماً في الحوار للتوصل الى مرشح توافقي للرئاسة».
وفي دمشق قال مسؤول سوري تعليقاً على نبأ
«الحياة» عن ان دمشق أبلغت السفير الفرنسي لديها ميشال دوكلو أنها
تعتبر مبادرة بري خطوة من دمشق تجاه طلب فرنسا منها عدم التدخل في
لبنان وتسهيل حصول الاستحقاق الرئاسي، أن مبادرة رئيس البرلمان «لبنانية
صرفة»، وحديثها عن التوافق إيجابي لكن سورية ليست وراءها».
ويترقب الوسط السياسي صدور البيان الشهري
للمطارنة الموارنة، بعد اجتماعهم اليوم، وسط توقعات بأن يحمل عنوان «النداء
الثامن» للمطارنة الذي اعتادوا توجيهه في أيلول (سبتمبر) من كل سنة،
منذ النداء الأول الذي طالبوا فيه بالانسحاب السوري من لبنان العام
2000.
وإذ يأتي بيان المطارنة لهذا الشهر، بعد
زيارة صفير الفاتيكان، حيث أجرى محادثات مكثفة حول الاستحقاق الرئاسي،
فإن زوار صفير أمس أبلغوا «الحياة» أنهم يتوقعون تشديد المطارنة على
نقطتين:
1- ان البطريرك الذي دأب على القول
بالحاجة الى نصاب الثلثين لانتخاب رئيس الجمهورية، وهو ما تطالب به
المعارضة، سيدعو النواب المطالبين بالثلثين الى تأمين الحضور النيابي
بوصفه «واجباً وطنياً»، لأن مقاطعة الجلسة هي مقاطعة للرئيس وللبلد
ومصلحته.
2- ان المطارنة سيشددون على مواصفات
المرشح للرئاسة من اجل انتخاب رئيس يطمئن اللبنانيين والمسيحيين،
وقادر على الانفتاح على جميع الفرقاء محلياً وخارجياً، وأن هذا
المنصب المسيحي الأساسي في الدولة يفترض ان يؤدي اختياره الى استعادة
المسيحيين الثقة بدورهم في لبنان والمنطقة.
ومساء أمس جدد النائب الحريري في كلمة له
ألقاها أثناء إفطار في منزله للهيئات الدينية على ان الحوار هو
السبيل الى التوافق. وحضر الإفطار نائب رئيس الحكومة وزير الدفاع
الياس المر والوزير السابق النائب بهيج طبارة الذي كان أدلى بمواقف
تتعارض مع مواقف قوى 14 آذار قبل أسابيع، إضافة الى نواب كتلة «المستقبل».
وشدد الحريري في كلمته على ان معادلة
العيش المشترك المسيحي – الإسلامي «غير معروضة للكسر في أي ظرف من
الظروف ومهما اشتدت الضغوط». وبعدما اشار الى «القلق مشروع» لدى
اللبنانيين اكد ان استحقاق الرئاسة «سيحصل في الموعد الدستوري إن شاء
الله، ولن نوفر في سبيل حصول ذلك، أي جهد سياسي... قرارنا منع الفراغ
في الرئاسة، والعمل مع حلفائنا لإعادة الاعتبار الى هذا الموقع
الدستوري، الذي من دونه لن تكون هناك فرصة لاستقامة الأمور في البلاد».
وشدد على الحوار وأن «التوافق هو السبيل لمنع الفراغ، وأن إجراء
الانتخابات الرئاسية في موعدها يفتح الأبواب امام كل الحلول السياسية
والاقتصادية والاجتماعية». وتابع: «هناك من يريد لرئيس الجمهورية ان
يُصنع لدى هذه الفئة أو تلك، في هذا القصر أو ذاك، لدى هذا الحزب أو
التيار أو تلك الحركة، ونحن نقول ان رئيس الجمهورية يصنع في مكان
واحد فقط، هو المجلس النيابي اللبناني الذي يمثل إرادة جميع
اللبنانيين، بمثل ما يجب ان يعبّر عن سلامة النظام الديموقراطي... ان
التوافق ليس مجرد خيار من خياراتنا، التوافق هو قرارنا وفرصة لا يجوز
ان تضيع»، متعهدا «أن نمنع تسليم قرار لبنان الى أي جهة خارجية».
بان وإنتخاب الرئيس
وفي نيويورك، دعا الأمين العام للأمم
المتحدة بان كي - مون اللبنانيين الى انتخاب رئيس جديد للجمهورية «طبقاً
لإجراءات دستورهم»، وقال انه تحدث أخيراً مع كل من رئيسي مجلس النواب
والحكومة «لحضهما على الوفاق»، لكنه نفى ان يكون دعم أو صادق على
مبادرة بري، كما نُقل عنه. وقال لـ «الحياة» أثناء مؤتمر صحافي عقده
أمس «لم استخدم أي كلمة مثل التصديق والدعم وقمت فقط بحضه على
الاستمرار بدوره، كرئيس مجلس النواب، للعمل من أجل التوصل الى
اجراءات مقبولة للطرفين، طبقاً للدستور من أجل اختيار الرئيس» الجديد.
وفي معرض رده على «الحياة» عن تنفيذ القرار الدولي الرقم 1559 الذي
دعا الى انتخابات رئاسية حرة طبقاً للدستور من دون تدخل خارجي، قال
الأمين العام: «انني قلق، قلق بعمق نتيجة عدم احراز التقدم في الوضع
السياسي، وبالذات ذلك المتعلق بانتخاب رئيس جديد... ما يقلقني، هو ان
عدم التمكن من انتخاب رئيس جديد، قد يكون هناك سيناريو سياسي لقيام
حكومتين ورئيسين، وذلك سيكون أمراً مقلقاً للسلام والامن ليس فقط في
لبنان وانما ايضاً في المنطقة».
وسئل الأمين العام عن تصريحات مبعوثه
الخاص لمراقبة تنفيذ القرار 1559، تيري رود - لارسن، والتي اشار فيها
الى المادة 49 من الدستور والتي أثارت حملة كبيرة عليه، فاجا بان: «تلقيت
تعابير قلق من قيادات لبنانية حول تصريحاته، أنا لم اجتمع معه بعد
للاطلاع على ما قاله تماماً. انما يجب عدم النظر الى ما يمكن ان يكون
قد قاله، بصفته الرأي الرسمي للأمم المتحدة. فقد يكون قد عبر عن
آرائه الشخصية على رغم أنه مبعوثاً خاصاً».
وفي أعقاب المؤتمر الصحافي، قال بان لـ «الحياة»
شرحاً لتعليقاته: «لست متأكداً» ماذا قال رود - لارسن، و «يبدو أن ما
قاله اسيء فهمه. فأنا تلقيت تعابير قلق من قيادات لبنانية كان لها
تفسيرها. فإذا كان هناك سوء فهم، يجب ألا يؤخذ ذلك على أنه الموقف
الرسمي للأمم المتحدة».
وكان رود لارسن قال إن المادة 49 من
الدستور اللبناني تنص على أن في غياب النصاب بالثلثين في البرلمان،
تُجرى الانتخابات الرئاسية على أساس الأكثرية البسيطة، أي النصف زائد
واحد.
إلى ذلك، استعد مجلس الأمن لاصدار بيان
رئاسي في أعقاب الاستماع اليوم الأربعاء إلى احاطة من مساعد الأمين
العام للشؤون القانونية نيكولا ميشال. وبحسب مسودة البيان الرئاسي، «يرحب»
مجلس الأمن بتقرير الأمين العام عن الانجازات وخريطة الطريق إلى
انشاء المحكمة الدولية الخاصة لمحاكمة المشتبه بتورطهم في اغتيال
رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري. كما يرحب باستعداد هولندا
لاستضافة المحكمة.
|