الكلدان الآشوريون السريان شعب واحد  يسمى بالشعب الآرامي

اقرأ المزيد...

 

daralhayat.com

 نص خطاب الرئيس الأسد:

قبل ان أبدأ الكلمة، سئلت كثيرا خلال الاسبوع الماضي بنوع من القلق: لماذا انت شاحب؟ بسبب الضغوط؟ قلت لهم: لانني كنت مصابا بوعكة صحية.

لكي لا نسأل هذا السؤال مرة اخرى، اقول ان الظروف السياسية تجعلنا اكثر وحدة، وعندما نتوحد نصبح اكثر قوة واكثر حيوية. فهذا هو السبب.

وكنت افكر ان تكون الكلمة في الاسبوع المقبل. ولكن تسارع الاحداث فرض ان تكون اليوم.

الاساتذة المحترمون، اخوتي الطلاب،

يسعدني ان اقف امامكم على هذا المنبر في جامعة دمشق، تلك الجامعة العريقة التي احتضنت ومنذ عشرات السنين طلائع الشباب في سورية والوطن العربي وخرّجت خيرة الكفاءات العلمية والادارية والسياسية التي تنتشر في مواقع العمل والعطاء وتعمل على نهضة بلادنا وتقدمها، وانها لفرصة طيبة لي ان اكون في جامعتي الام التي قضيت فيها بعضا من اجمل الايام واكثرها حيوية، وان استذكر فيها سنواتي الست التي امضيتها في الجامعة، في ابنيتها وساحاتها ومخابرها طالبا ينهل العلم من اساتذتها وكتبها، ويعيش هموم الوطن مع طلابها، في مرحلة سياسية صعبة لم تكن تختلف بمضمونها السياسي وتحدياتها عما هو عليه الامر اليوم، من حيث خطورة المؤامرات على سورية والمنطقة، ومن حيث جسامة التحديات التي نواجهها، والتي كان للهيئات الجامعية دور اساسي في تشخيصها وكشف خلفياتها وابعادها من جهة، وفي تعبئة المجتمع لمواجهتها من جهة اخرى.

وهذا في مرحلة عمرية مهمة جداً بالنسبة الى كل شاب وشابة. فالمنزل والاسرة هما المؤسسان لمسيرة الانسان، والمدرسة تعزز هذا البناء وترقى به، والجامعة تعمل على انضاج خبراته وتجاربه العلمية إضافة الى الاجتماعية والسياسية.

من هنا تأتي اهمية لقائي بكم اليوم، الذي حرصت على عقده في هذا الوقت تحديدا بما يشهده من تطورات سياسية وتحديات كبرى كي اضعكم بصورة الاوضاع الراهنة التي نعيشها، انطلاقا من حرصي على ان يكون كل مواطن ملماً بتفاصيل الاحداث والتطورات، التي تمس حياته ومصيره، حاضره ومستقبله. ولكي يأخذ كل واحد منا موقعه في عملية البناء والتطوير ويمارس دوره في مواجهة التحديات الراهنة.

لقد كان للتطورات المتسارعة التي عانت منها منطقتنا، وما ترتب عليها من نتائج مأسوية دفع المواطن العربي ثمناً باهظاً لها من أمنه وكرامته ولقمة عيشه، وما نجم عنها من اضطراب في الرؤية وضياع في الموقف والاتجاه لدى البعض، ان هزت بعنف القناعات والافكار والقيم لدى الشعب العربي، وفي المقدمة منها الاجيال الشابة، حيث عملت بعض الدوائر السياسية الدولية ووكلاؤها في مؤسساتنا العربية على الترويج لمشاريعها السياسية الهدامة تحت عناوين مثيرة تلامس مشاعر الناس وانفعالاتهم مستهدفة غزو العقول والنفوس قبل غزو الاوطان، واجتياح الهوية الحضارية والوجود القومي قبل اجتياح الحدود، وذلك من خلال حملات اعلامية منسقة بعناية، صادفت نصيباً من النجاح بسبب ما تهيمن عليه من تقنية وما تبذله من اموال، وما يتوفر لها من ابواق مشبوهة تردد اصداء هذه الحملات المضللة، بانبهار وضحالة لا مثيل لهما.

ان ما تتعرض له الامة العربية بشكل عام وسورية بشكل خاص من حملات في السنوات الاخيرة، امر في غاية الخطورة. ومكمن خطورته انه يستهدف البنية المعرفية والنفسية والمعنوية للانسان العربي في اطار حرب اعلامية وثقافية ونفسية تتركز على اجيالنا الشابة بصفة خاصة، بهدف فصلهم عن هويتهم وتراثهم وتاريخهم، وجعلهم يفقدون ثقتهم بأمتهم ووطنهم وبأنفسهم وامكانياتهم، ومن ثم دفعهم للاستسلام لوهم الهزيمة المؤكدة، عند اول محاولة للمواجهة والصمود في وجه الضغوط الخارجية التي تتعرض لها المنطقة عامة، وسورية بوجه خاص.

وقد توجه منظرو هذه الحرب الى الشباب تحديدا على اعتبار انهم لم يستذكروا او يعايشوا تفاصيل الاحداث السياسية التي مرت منذ عقدين من الزمن وقبل ذلك، حيث تمكنت سورية حينها من الصمود في وجه اعاصير اتت من كل اتجاه وفشلت في تحقيق اهدافها، وبالتالي، هؤلاء الشباب والشابات يمثلون من وجهة نظرهم نقطة الضعف في اي مواجهة او محاولة خرق داخل

بنيتنا الوطنية. انني اقول لكم، بكل ثقة، ان جيلكم هذا سيثبت للاعداء والخصوم انه لا يقل قدرة على الصمود والتحدي عمن سبقوه لأن ارادة الصمود والتحدي تراث وطني ينتقل من جيل الى آخر، والتراث يغتني ويتطور بتطور هذه الاجيال وامتلاكها للمزيد من العلم والمعرفة. وبالتالي سنخوض معاً، انا وانتم، هذه التحديات التي تواجهنا بروح العصر وسنهزمها بقوة هذا الجيل وعزيمة آبائنا وأجدادنا والتواصل بين ماضينا ومستقبلنا. فعصرنا كما هو شأن كل عصر هو عصر الاقوياء فقط ولا مكان فيه للضعفاء، وعندما نستوعب هذه المسألة جيدا يصبح من واجبنا الوطني البحث عن كل عناصر قوتنا عبر الاستنهاض الكامل لطاقاتنا وقدراتنا الوطنية من اجل صون قرارنا واستقلالنا وسيادتنا. من هنا، من ايماننا بهذا المبدأ، انبثقت مشكلتنا مع بعض القوى الكبرى وهي مشكلة مزمنة تمتد جذورها الى حين نشأ الصراع ما بين ارادتنا في الاستقلال وتدخلات الآخرين في شؤوننا بهدف فرض ارادتهم على قراراتنا. ولو القينا نظرة سريعة على القضايا المطروحة حاليا على الساحة السياسية والتي تثير هذا القدر الكبير من الصخب على سورية ومواقفها، لوجدنا انها تشترك جميعها في جذر واحد هو رفضنا القاطع للمساومة على الاستقلال في مقابل التبعية، وعلى السيادة في مقابل الخضوع، وعلى الكرامة في مقابل الاستسلام.

وهنا يحضرنا تساؤل ملح: هل كانت سورية مخطئة في مواقفها؟ او هل كانت سورية مخطئة بمقدار الهجوم الذى يشن عليها؟ هل ارتكبت من الاخطاء ما يبرر هذه الحملة العنيفة في وسائل الاعلام المستلبة الارادة واحيانا الضمير؟

لو كانت هناك مساومة على المقاومة في لبنان، ولو كانت هناك مساومة على الانتفاضة، ولو كانت هناك مساومة على استقلال العراق وعلى كرامة امتنا لما كانت لنا اي مشكلة مع هؤلاء، ولما تحدثوا عن خطأ في التقدير هنا او هناك. يعني لو اخطأت سورية لما هاجموها. ان مشكلة البعض مع سورية ومشكلة سورية معهم هو انتماؤها القومي العربي، والقومية هي هويتنا وتاريخنا، والتاريخ هو ذاكرتنا للانطلاق في قلب الحاضر والمستقبل، وهم يريدوننا من دون ذاكرة لكي يرسموا لنا مستقبلنا ومن دون هوية لكي يحددوا لنا دورنا.

وهنا اضع بعض الامثلة التي تؤكد هذا الشيء. نقرأ كثيراً ونسمع كثيراً من مبعوثين اجانب عن سبب غضب المسؤولين الاجانب في تلك الدول. انا اليوم سأخاطبهم بصفة الغائب: هم وهؤلاء، لكي لا نحدد وانتم تعرفون من هم هؤلاء (تصفيق). سبب غضبهم من سورية ان الرئيس بشار الاسد التزم امامهم باصلاح داخلي ولم ينفذ هذا الاصلاح، اي لم نعرف بأن الشعب السوري وضع نواباً نيابة عن نوابه في مجلس الشعب، هم هؤلاء، والمطلوب من الرئيس بشار ان يقدم الالتزام امام هؤلاء المسؤولين الاجانب.

لم نكن نعرف انهم حريصون علينا اكثر من حرصنا على انفسنا. لم نكن نعرف ان هناك من عينهم قيمين علينا. في الحقيقة، هذا يدل على احتقار كبير، ليس لسورية (فحسب). انا اتحدث بشكل عام، عن الدول العربية. هكذا ينظرون الينا، كأننا غير موجودين. كأننا من دون شعب او ثروات. من دون مالكين، كأن سورية عبارة عن مزرعة وبقية الدول بالطريقة نفسها.

ما هي الاصلاحات التي يبحثون عنها لكي ندقق في مدى صدقيتهم؟ الاصلاح السياسي؟ ما هو الاصلاح السياسي الذي يتحدثون عنه؟ هم يريدون من البلد ان يهتز، ان يصبح من دون ضوابط لكي يبتزوا اي حكم من خلال الداخل. الاصلاح الاقتصادي؟ هم يريدون منا ان نفتح الاسواق امامهم بمعزل عن مصالحنا، في مقابل بعض الصدقات والفتات التي تقدم لنا. اما عن الاصلاح الثقافي، فعلينا ان ننزع او ان نخلع جلدنا ونصبح نسخة عنهم.

اذا كانوا يريدون ان يثبتوا صدقيتهم في هذه الطروحات بما انهم دائما يظهرون قلقهم على اوضاعنا الداخلية فليتفضلوا ويدعمونا في الاطار السياسي وليعيدوا لنا اراضينا المحتلة وليمنعوا عنا العدوان ان كانوا صادقين.

 اما في الاطار الاقتصادي، فليتفضلوا وليدعمونا لنحسن اوضاعنا الاقتصادية وبالتالي الوضع المعاشي للمواطنين. ان يكون الدعم حقيقيا وليس مجرد دعم وهمي او دعم جزئي لا يحقق النتائج المطلوبة.

ما حصل في تصريح منذ يومين، ان الاتحاد الاوروبي لم يدع الرئيس السوري وطبعاً رددنا عليه بشكل واضح، هذا يدل على انهم لا يقبلون من شخص عربي ان يعتذر. من غير المعقول ان يكون هناك من يقول لا حتى لدعوة الى مؤتمر. نحن منذ اشهر طويلة عندما كانوا يقولون يجب ان تذهبوا قبل ان تأتينا الدعوة المكتوبة الرسمية، كنا نقول لن نذهب ان لم يكن هناك اتفاق شراكة موقع, أي ان هذا الموضوع تم الاعتذار عنه سابقاً. لكن اقصد ان طريقة التعاون تأتي في هذا الاطار. ومع كل اسف نحن كعرب علمناهم هذا الشيء ولا بد من ان يعرفوا حقيقتنا خصوصاً في سورية بأننا دولة لا تقبل اي تنازل عن الاستقلال ولا عن القرار الحر.

ايها الاخوة، شهدت منطقتنا كما ترون احداثا دامية كانت سورية في القلب منها، وكان لها بحكم موقعها ودورها التاريخي نصيب كبير من التحديات الماثلة والمترافقة مع تهديدات مباشرة والمعتمدة، كما اشرت، على حملات سياسية واعلامية مشبوهة ترتكز على تزييف المفاهيم وتزوير الحقائق تحقيقا لمآربها. وكان المشهد السياسي يتكون من عدد من البؤر الملتهبة التي تتداخل عناصرها وتلتقي في محصلتها عند تغيير الوجه السياسي والثقافي والبشري للمنطقة واعادة رسم خريطتها من جديد، بما يستجيب للمهمات والوظائف المستجدة لهذه المنطقة وبما يخدم استراتيجيات ومصالح بعض القوى الاجنبية وفي مقدمها اسرائيل، إذ كان العامل الاسرائيلي حاضر حضورا مريبا في كل هذه الساحات، بل ان تطورات الاحداث اثبتت ان اسرائيل كانت ابرز الفاعلين فيها واكبر المستفيدين منها.

واذا كانت هذه الاحداث واضحة امام اعيننا في سياقها وخلفياتها واسبابها، فان معرفة المزيد من المعطيات تسهم في تأصيل قناعاتكم وتدعم مواقفكم، لا سيما بعدما شهدت الاحداث الاخيرة تحويرا وتشويها لا مثيل لهما عبر سلسلة لا متناهية من الاكاذيب والتضليل والدعاية السوداء التي تفضح سوء النية الكامنة وراءها والرغبات الخبيثة التي تتخفى وراء الكلمات.

وكانت مواقف سورية تصدر عن تقدير عال للمسؤولية التاريخية التي تقع على عاتقها من خلال موقعها الجيوسياسي وارتباطها المباشر بساحات الصراعات المحيطة بها. وكان طبيعياً في ظل نزعة السيطرة لدى بعض دوائر القرار الدولية الا يبدو مثل هذا الدور مقبولا. كان طبيعيا في ظل ذلك ايضا ان تفشل كل محاولاتنا الرامية الى ايجاد حلول عقلانية للمسائل العالقة بما يسهم في تحقيق الامن والاستقرار في المنطقة.

في العراق، ما يحصل مقلق لكل عربي. فهذا البلد العربي يدخل حيز التفتيت والتذويب، ولا احد يعرف متى قد يحدث الانفجار الكبير الذي من شأنه ان يلقي بالمنطقة برمتها في دوامة المجهول، ويتسبب في تداعيات خطيرة قد تصيب اماكن اخرى ابعد من حدود الشرق الاوسط.

والخطر الاول الذي يتهدد العراق، هو تذويب هويته وطمس معالم عروبته تحت عناوين وذرائع كثيرة وبمضامين تتنافى مع تاريخ العراق وتاريخ شعبه. الخطر الثاني، الفوضى السياسية والامنية التي تسود الساحة العراقية والتي ترتبط بشكل مباشر بقضية وحدة الاراضي العراقية. فكلما ازدادت الفوضى ازدادت معها احتمالات الفتنة الداخلية, مما يزيد من الخطر الداهم على العراق اضافة الى ما تسببه هذه الفوضى من سفك لدماء العراقيين الابرياء. وكلا الخطرين يمهد الطريق امام تقسيم العراق مع ما يحمله التقسيم من مخاطر على دول جوار العراق بشكل مباشر. وعندما يخرج الضرر خارج حدود اي دولة، لا يعود الموضوع شأناً داخلياً بحتاً, بل تصبح الدول الاخرى معنية بتطورات الاحداث في ذلك البلد. ومن هنا نقول إن عروبة العراق شأن عربي واقليمي بمقدار ما هي شأن عراقي، والحفاظ عليها واجب على كل الدول المعنية وبخاصة منها المجاورة للعراق. وعلينا جميعا ان نقف بقوة الى جانب رغبات الشعب العراقي الذي يدعم ويؤيد الهوية الحقيقية للعراق، هوية العراق العربي بأرضه وشعبه وتراثه وتاريخه.

وهنا كانت هناك طروحات سلبية حول العروبة عندما طرح الدستور العراقي، وقبل قضية العراق طرح موضوع العروبة بشكل سلبي، اي اتهام العروبة او القومية العربية بأنها مفهوم عنصري. هذا الكلام ظالم للقومية العربية بشكل خبيث في معظم الاحيان، وينم عن جهل في حالات اخرى. فالقومية ليست مفهوما عنصريا ولا تبنى على العرق.

نذكر اننا في المدرسة، لا اذكر في اية مادة، عندما كنا ندرس النظرية القومية كانت ترتكز على مرتكزات عدة منها العرق والجغرافيا والتاريخ والمصالح المشتركة والتاريخ المشترك والدين واللغة وغيرها. لم تقل هذه النظرية ولم يقل تاريخ المنطقة القومي اننا كنا نفكر في يوم من الايام تفكيرا عرقيا.

والنموذج هو سورية بتنوعها على رغم انها دولة قومية عربية، فالعروبة هي مفهوم حضاري يستوعب كل الثقافات وربما يكون اهمها الرغبة المشتركة في العيش المشترك، وغالباً ما ترتبط الرغبة المشتركة بالمصالح والمصالح ترتبط بالجغرافيا والجغرافيا ترتبط بالتاريخ. اغلب هذه العوامل مترابطة ولكن لا يوجد اي مفهوم يقول او اية قضية تقول ان القضية القومية مبنية على العرق.

لقد عملت جهات دولية واقليمية ومحلية على التشويش على مواقف سورية تجاه العراق، بل على تشويه هذه المواقف من خلال خطة منهجية للايحاء بوجود علاقة ما لسورية بمسلسل الاحداث المؤسفة التي يقع ضحيتها ابناء الشعب العراقي. كان هناك اندفاع بين الشعبين السوري والعراقي بعد غزو العراق. ان هذا الالتقاء بين الشعبين كان ممنوعاً لعقود طويلة منذ استقلال العراق. ومنذ استقلت سورية رأت القوى الكبرى ان هذا اللقاء غير مقبول، فبدأوا باتهام سورية بكل العمليات الارهابية التي تحصل في العراق بهدف نسف الجسور بين الشعبين ومنع اي التقاء بينهما في المستقبل بشكل يوفر على القوى الدولية ان تقوم هي بأي جهد لمنع هذا الالتقاء.

وهذا الاتهام طبعا يخلق فجوة بين الشعبين، يصبح من الصعب ردمها. في الوقت نفسه، كان هناك من المسؤولين العراقيين من يتجاهلون موقف سبب هذه العمليات وكانوا يرسلون اللوم وراء اللوم لسورية. لماذا لا تدين هذه العمليات. وانا لا اذكر اننا دعمنا هذه العمليات لا في مقالة صحافية ولا في خطاب. وكنت اسألهم: ما هي المشكلة؟ كانوا يقولون: بأنكم دائماً تضعون الخبر في الصفحة الاولى، اي ما هذا المبرر غير المنطقي ان يكون الخبر في الصفحة الاولى. كل الصحف تضع اي خبر مهم في الصفحة الاولى.

المهم انا صرحت لاحقاً وكتبنا في صحافتنا في افتتاحيات وفي المقالات مواقف تدل بشكل واضح على رفضنا لهذه العمليات الارهابية، ولكن يبدو انه ممنوع على هؤلاء المسؤولين ان يسمعوا ما نقوله في العراق فسنخاطب الشعب العراقي ونقول للشعب العراقي بشكل واضح: اننا ندين اية عملية ارهابية تحصل ضد اي مواطن عراقي تحت اي سبب وتحت اي عنوان. ونقول له: ان دم كل مواطن عراقي هو بالنسبة إلينا كدم كل مواطن سوري. علينا ان نعمل، وسنبقى نعمل كما عملنا في السابق للحفاظ على دم هذا المواطن وعلى عرضه وعلى شرفه وعلى استقلاله وعلى كل ما يطمح اليه.

هذا الامر ينقلنا للحديث عن موضوع الحدود. هذه الكذبة الكبرى التي تستخدم كخطة مرسومة لاتهام سورية ويتم تداولها وتضخيمها كلما ازدادت مصاعب قوات الاحتلال في العراق. تحدثت سابقاً عن هذا الموضوع. عندما أتى (وزير الخارجية الأميركي السابق كولن) باول عام 2003، تحدث معنا حول ضبط الحدود وقلنا له انه لا يمكن ضبط هذه الحدود وهذه مشكلة مزمنة.

اساساً لا توجد دولة يمكنها ان تضبط حدودها. من الممكن ان تمر شاحنات كبيرة وكانت تدخل الى سورية شاحنات كبيرة، فكيف تريدون من سورية ان تضبط مرور اشخاص. على كل الاحوال، ان كنتم مهتمين جدا بهذا الموضوع فنحن نقبل منكم اية تقنيات تساعد في هذا الموضوع، طبعاً لم يأتنا شيء. اتت وفود اميركية عدة وتحدثت معنا بالاتجاه نفسه, وكانوا يبدأون الحديث بأن الولايات المتحدة لا تتمكن من ضبط حدودها مع المكسيك. وينهون الكلام بأن المطلوب من سورية ان تضبط حدودها مع العراق. هذا يعني ان دولة عظمى لا تستطيع ان تضبط الحدود، اما نحن فنستطيع ان نضبطها. مع ذلك، طبعاً اتت وفود عراقية وتحدثت بالمنطق نفسه. وكانت هناك اتهامات من دون ادلة. وقلنا للاخوة العراقيين: نحن مستعدون للتعاون في هذا الاطار.

قلنا لكل هذه الجهات ان لسورية مصلحة بمعزل عن المطالب الاميركية وعن اية ضغوط: لنا مصلحة في ان نضبط الحدود لأن الفوضى الموجودة في العراق اثرت في شكل مباشر في الحال الامنية في سورية، فلنا مصلحة ولكن التعاون في حاجة الى طرفين. هل نتعاون مع انفسنا على طرفي الحدود؟ نحن موجودون على طرف واحد ولا بد من تعاون الطرف الثاني سواء من قبل الاميركيين او من قبل العراقيين. ونحن نؤكد اليوم مرة اخرى اننا منفتحون للتعاون مع الاخوة العراقيين من دون حدود سواء لضبط الحدود مباشرة او لضبط ما هو خلف الحدود من خلال التعاون الامني وغيرها من الاجراءات الاخرى.

والشيء الغريب أن الاتهامات الاميركية كانت بعد الغزو حتى منتصف عام 2004 تتعلق بمن يسمونهم جهاديين او سلفيين او اصوليين او ارهابيين اسلاميين بحسب التسميات الاميركية. فجأة أصبحوا بعثيين من جماعة (الرئيس السابق) صدام حسين. هذا يدل على الضياع الذى تعيشه قوات الاحتلال في العراق والضغط النفسي.

اردت ان اضع هذه المعطيات بشكل سريع وامر عليها لاننا تحدثنا فيها سابقاً، فقط لكي اوضح بأن سورية لا تهمل الحدود ولا تهمل مصالح العراق ولا تهمل مصالحها هي، ولكن المشكلة هي المصاعب الاميركية او بالاحرى قوات الاحتلال بشكل عام في العراق. ومن غير المعقول ان يقولوا انهم هم المخطئون ومن الطبيعي ان يلقوا اللوم على جهة اخرى والاسهل هي سورية. وحاولنا في الوقت ذاته، حاولنا جهدنا، ان نخلق تعاوناً وثيقاً مع الحكومة الحالية وارسلنا دعوات الى رئيس الدولة السيد جلال الطالباني والى رئيس الحكومة السيد ابراهيم الجعفري مباشرة بعد استلامهما مهامهما وارسلنا وفداً ديبلوماسياً الى بغداد من اجل اعادة العلاقات الديبلوماسية وفتح السفارات بين البلدين وتم تفويض هذا الوفد بمناقشة قضايا التعاون في المجال الامني والسياسي، لكن مهمة هذا الوفد افشلت ولم يسمح له بلقاء المسؤولين المحليين رغم بقائه اسبوعاً كاملاً في بغداد. كان من المفترض ان يقوم هذا الوفد بالتحضير لزيارة وزير الخارجية ومعه مسؤولون في قطاعات مختلفة كي نبدأ علاقة جديدة مع العراق ونحقق قفزة نوعية.

وهذا ما سمعناه سابقاً من السيد الجعفري، عندما زار سورية قبل ان يكون رئيسا للحكومة. ولكن افشل هذا الوفد من قبل قوات الاحتلال ومنعت هذه العلاقة السياسية ايضاً. هذه المعلومة اضعها كي لا يعتقد احد بأننا لم نسع او لم نقم بواجبنا تجاه العلاقة مع العراق بجوانبها كافة. لكن لا نلومهم، لأنهم ليسوا اصحاب القرار النهائي في ذلك. وعلى رغم كل ما ذكرنا، نكرر دعوتنا للسيدين الطالباني والجعفري لتجاوز الخشية غير المبررة والقيام بزيارة سورية. فلن يقف مع العراق، في المآل الاخير، سوى اشقائه. وسورية ستبقى الى جانب العراق للحفاظ عليه من الدمار نتيجة هذه الحرب الخاطئة ليعود الى اداء دوره القومي والاقليمي وليأخذ المكان الذى يستحقه في المجتمع الدولي. اصبح ملحاً في هذه المرحلة وضع جدول زمني لانسحاب القوات الاجنبية من العراق لأن ذلك سيحفظ العراق من الانقسام الداخلي ويعيد اليه استقلاله ويدخر ارواح الابرياء ويوفر عليه اخطاء قوات الاحتلال اليومية التي تتسبب في مزيد من الفوضى، ويكون بديلاً من تحميل الآخرين مسؤولية اخطائهم.

وعلى الساحة الفلسطينية، قدمنا الدعم للرئيس محمود عباس اثناء زيارته سورية واكدنا على وحدة الشعب الفلسطيني والتمسك بحقوقه الثابتة من خلال التمسك بالحوار الوطني بين الفصائل الفلسطينية، وتأكيد تكامل الأدوار في ما بينها. وكان موقفنا ولا يزال دعم نضال الشعب الفلسطيني لاستعادة حقوقه وتقديم كل ما هو ممكن في هذا الاتجاه، حيث أعلنا في مناسبات مختلفة ان سورية توافق على ما يوافق عليه الاخوة الفلسطينيون، وهي سترفض حتماً ما يرفضون.

تصفية حسابات

أما لبنان، فكان الساحة المضطربة التي أرادت بعض القوى الكبرى من خلالها تصفية حساباتها مع سورية ومع القوى الوطنية التي دعمت المقاومة ورعتها وأنجزت الانسحاب الإسرائيلي من معظم الأراضي اللبنانية، متخذة منه محطة للتآمر على سورية ومواقفها القومية. وكانت نقطة البداية في هذا الجانب ضرب المقاومة اللبنانية وفرض اتفاق جديد مع اسرائيل تمهيدا لترتيب جديد للأوضاع في لبنان واعادة صياغة دوره ومكانته في محيطه العربي. سلاح المقاومة كان ولا يزال الهاجس الأساسي الذي يؤرق اسرائيل والقوى الداعمة لها، لذلك كان لا بد من تصفية هذا السلاح، وكان مطلوباً من سورية ان تلعب دوراً في هذا الاطار مقابل بعض المكاسب. كان لديهم اعتقاد بأن سورية لا يمكن ان تخرج من لبنان، لعل البعض كان يعتقد بأن خروجها من لبنان يؤدي الى سقوط الدولة في سورية، بالتالي لا يمكن ان نتنازل عن هذا الشيء، وكانت المساومة بعد القرار 1559 هي من اجل بقاء سورية او الانسحاب البطيء، ولكن على مراحل. اخيراً ظهرت الفكرة في شكل واضح عندما طرح علينا ان سورية تستطيع ان تخرج من لبنان تدريجيا لكن المطلوب منها اذا ارادت ان تبقى، ان توجد حلاً لـ «حزب الله» اي سلاح المقاومة. طبعاً، رفضنا وقلنا ان هذا الموضوع ليس من مهام سورية ولا يعنينا اطلاقاً، نحن متابعون عملية الانسحاب ضمن جدول زمني محدد مسبقاً ونترك لكم ان توجدوا الحل لهذه المشكلة. بمعنى نترك لكم لنرى كيف تتعاملون مع الوضع اللبناني. هذا طُرح من قبل مسؤولَين. كان هذا الكلام في نهاية عام 2004 وفي بداية عام 2005. ما حصل بعده هو اغتيال الرئيس الحريري وانقلبت الأمور باتجاه مختلف. لم تكن مشكلتنا بالنسبة الى البقاء او عدم البقاء في لبنان هي القرارات الدولية. كانت المشكلة هي موافقة الشعب اللبناني او عدم موافقته. وما حصل بعد اغتيال الرئيس الحريري هو انقلاب جذري في المواقف لدى بعض شرائح المجتمع اللبناني التي اندفعت بحالة عاطفية. غُرر بها من قبل الاعلام اللبناني او غرر بها من قبل بعض المسؤولين اللبنانيين. فكان القرار في ذلك الوقت هو الانسحاب فوراً ولم نعلن عنه. قبل الاعلان، انا اتحدث عن الأيام التي تلت اغتيال الحريري والتداعيات التي حصلت في لبنان. كان القرار الانسحاب الفوري بمعزل عن أي جدول زمني بالتوازي. اعتقد بأنه في ايار (مايو) او نيسان (ابريل) بدأت الضغوط الدولية لخروج سورية من لبنان قبل الانتخابات ولو بيوم واحد. طبعاً كنا نعرف اننا سننسحب قبل ذلك بكثير. انسحبنا قبل الانتخابات بشهر وبضعة ايام كما اعتقد، أو قبل شهر واسبوع.

ولكن ما يهمنا هو المؤشر من هذه الضغوط. هم يعتقدون بأن بقاء سورية خلال الانتخابات سيؤثر في مجرى الانتخابات. لكن الأهم من ذلك ما نريد ان نستخلصه من هذا الشيء، هذا يعني ان الانتخابات النيابية اللبنانية التي حصلت في ايار لم تكن محطة لبنانية، بل كانت محطة دولية، وهذا كان بداية نقل لبنان من دوره العربي الى التدويل، والتدويل هو نقله اكثر باتجاه اسرائيل بغطاء دولي وبأدوات تحمل الجنسية اللبنانية. طبعاً هذا تم في شكل جزئي، لم تنجح الخطة بشكل كامل، بل بشكل جزئي لأن البعض من اللبنانيين لم يكن واعياً لهذه النقطة بشكل كاف، والبعض الآخر معروف بشكل معلن عداؤه لسورية وللعروبة وولاؤه لاسرائيل.

هذا الكلام ليس اختراعاً، بعض هؤلاء الاشخاص او التيارات كان لها تاريخ غير مشرف خلال الاجتياح الاسرائيلي، وهي الآن موجودة وفاعلة. فاذاً، هذا كان الهدف الدولي من الانتخابات اللبنانية التي تمت أخيراً. بالتوازي، كنا نسمع هجوما على سورية تحت عنوان عهد الوصاية. بمعزل عن هذه المصطلحات وعن رفضنا لها وعن نكران الجميل وعن قلة الأخلاق في طرح مثل هذه المصطلحات تجاه سورية التي ضحت كثيرا من اجل لبنان، بمعزل عن كل هذه الأمور، لو اخذنا هذا المصطلح ورأينا من يطرحه، من يطرحه هم من يسمون انفسهم تيار الحريري او جماعة الحريري.

«لماذا يشتمونه»؟

اذا سرنا معهم وسايرناهم في هذا المصطلح، فمن هو الابن البار في عهد الوصاية السوري؟ انه الحريري. هو الذي كان يدعم هذا العهد وهو الذي سوّق له ودافع عنه وكان يدعو الى التدخل في كل مشكلة وآخرها كان آخر حكومة لم تشكل، ورفضنا نحن ان نتدخل، فلماذا يشتمونه؟ لماذا يشتمون الحريري وهم تياره؟ بدأوا في الوقت نفسه يتهمون سورية بدم الحريري وفي الوقت نفسه برأوا اسرائيل من هذا الدور، كأنهم يقولون ان الحريري لم يكن جيداً مع سورية لكنه كان جيداً مع اسرائيل، وهذا الكلام غير صحيح.

فلماذا يخوّنونه؟ هذا يعني ان هذا التيار مرة شتم الحريري ومرة خوّنه بهدف شتم سورية وتخوينها وهو بذلك يقوم بشيء معاكس. الحقيقة ان هؤلاء معظمهم عبارة عن تجار دم خلقوا من دم الحريري بورصة وهذه البورصة تحقق مالاً وتحقق مناصب. كل مقالة لها سعر، كل موقف له سعر، وكل ساعة بث تلفزيوني لها سعر. مع ذلك، غضضنا النظر عن كل هذه الأمور. لم ننزل الى ساحتهم، بقينا في موقعنا المعروف كسورية. واستقبلنا الرئيس (فؤاد) السنيورة، تحدثنا في مواضيع مختلفة فقلنا له نريد لهذه الزيارة ان تنجح، ومن جانبنا لا يوجد حقد على اي شخص في لبنان. تهمنا العلاقة السورية - اللبنانية. قلنا له: ما نريده من لبنان ان لا يكون ممراً لأي مؤامرة على سورية لا أمنياً ولا سياسياً. قال هذا الموضوع. قالها بشكل حاسم وقاطع: لن أسمح على الاطلاق بأن يكون لبنان ممراً لأية مؤامرة على سورية.

في الحقيقة، ان ما نراه اليوم هو أن لبنان ممر ومصنع وممول لكل هذه المؤامرات. هذا يعني ان السيد السنيورة لم يتمكن من الالتزام او لم يُسمح له بالالتزام لأنه عبد مأمور لعبد مأمور.

وشكلت لجنة للتحقيق في اغتيال الرئيس الحريري. وكان قرارنا منذ البداية التعاون الكامل مع اللجنة لثقتنا المطلقة بالبراءة اولاً، ولمصلحتنا الاكيدة في معرفة الحقيقة باعتبار اننا اول المتضررين ثانياً.

في مقابل ذلك، حاول بعض السياسيين اللبنانيين وبكل الوسائل زج اسم سورية في جريمة اغتيال الحريري وهم على قناعة تامة ببراءتها. ولأنهم ذهبوا بعيداً في اتهامهم لسورية، اصبحوا في ورطة امام الشعب اللبناني في حال ثبوت براءتها لأنهم غير قادرين على مصارحة الشعب اللبناني بحقيقة الأمر. هل سيقولون للشعب اللبناني انهم باعوه الأكاذيب والوهم، وانهم مارسوا عليه التضليل بصورة متعمدة؟ هل سيقولون ان الشاهد المزور هو صنع ايديهم واموالهم؟ لن يستطيعوا قول ذلك. لذلك نراهم يبذلون كل ما في وسعهم لتضليل التحقيق وحرفه عن المسار الذي يقود الى الحقيقة. وهذا ما ظهر جلياً في تقرير لجنة التحقيق الدولية الذي لاقى انتقادات واسعة. وكلنا نعرف الظروف الدولية التي ادت الى صدوره. وكان قسم كبير منا يتوقع الصورة المحتملة للتقرير قبل صدوره. وهذه الظروف الدولية لا يبدو انها ستتغير في وقت قريب. وعلى رغم ذلك، فمبدأنا لا يزال ثابتاً في التعامل الايجابي مع المنظمات الدولية وقراراتها ومع لجنة التحقيق انطلاقاً من ثقتنا بأنفسنا وبصحة مواقفنا وبراءة سورية من كل الاتهامات التي اطلقت عليها، ومن مصلحتنا الاكيدة ان تصل التحقيقات الى غايتها.

أيها الاخوة، انتظر البعض الحقيقة المزيفة اشهراً، الحقيقة اصبحت شعاراً للتهكم والسخرية في لبنان الآن، كي ينقض على معالم الحضور العربي والانتماء القومي وعلى مشاعر الاخوة، لذلك علينا الا نسمح لهؤلاء بأن يدمروا العلاقة السورية - اللبنانية ويدمروا المنطقة معها. فسورية ولبنان يعيشان جنباً الى جنب وهذا هو قدرهما، وضعف احدهما هو ضعف للآخر، كما ان قوته قوة للآخر. وهذه الحقيقة تتطلب تهيئة الارضية المشتركة لارادة العيش المشترك بعيدا عن السلبية، بعيدا عن الاوهام. يجب ان يعرف الشعب اللبناني الشقيق هذه الحالة، وانه اذا كان يريد فعلاً علاقة اخوية مع سورية بعيداً عن الشعارات وبعيداً عن المجاملات، فهذا لا يمكن ان يتم من خلال كون جزء كبير منها معادياً علناً لسورية ويعمل على ان يكون لبنان مقراً وممراً للمؤامرات، بمعزل عن التصريحات الجميلة المخدرة التي يطلقها بعض السياسيين اللبنانيين بأنهم ضد حصار الشعب السورى وضد التآمر على سورية. وهذا الكلام نستطيع أن نقول حياله انكم اقل ذكاء من ان تخدعوا الشعب السوري بهذه المصطلحات. لا يمكن ان يكون من خلال دولة بمعظمها ضد سورية، ولا يمكن ان يكون من خلال الاعتداء على المواطنين السوريين في لبنان ولا يمكن ان يكون من خلال التنكر لكل ما قدمته سورية.

اننا معنيون بأن يحافظ لبنان على وحدته واستقراره وننظر بعين الحذر الى الأوضاع السائدة فيه والى افتقاد بعض الأطراف الحد الأدنى من حس المسؤولية، الذين يعملون على عودة لبنان الى سابق عهده ممراً للمؤامرات على سورية وهذا ما بدأنا نلمسه في الممارسات والسياسات التي يتبعها البعض من ممتهني السياسة والذين يقعون في خطأ كبير ان اعتقدوا ان لديهم القدرة على نسف المعادلة الوطني.0 فلقد جربت بعض من هذه القوى في الماضي القريب والبعيد ان تفعل ذلك لكنها فشلت وهي ستفشل حتماً في هذه المرحلة من خلال وعي الشعب اللبناني الذي سيكشف عاجلاً أو آجلاً حقيقتهم المزيفة0،ومن خلال قوة وتماسك القوى الوطنية اللبنانية التي أسقطت 17 أيار وعهد الوصاية المرتبطة به، وسيسقط 17 أيار الجديد ووكلاؤه في زمن لا يبدو لي بعيداً. فبيروت التي صمدت تحت الحصار الإسرائيلي محتضنة القوى الوطنية اللبنانية والفلسطينية والسورية التي دافعت عنها حتى الرمق الأخير، لا يمكن ان تتغير وطرابلس الشام التي أنجبت الوطنيين لن تتخلى عن ارث رجالاتها الكبار من اجل حفنة من تجار السياسة واموالهم.

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها