الكلدان الآشوريون السريان شعب واحد  يسمى بالشعب الآرامي

اقرأ المزيد...

 

daralhayat.com

مسؤول أميركي رفيع لـ«الحياة»: من يسبح عكس المد سيغرق!...واشنطن: سورية تشيع الفوضى بـ

 «اغتصابها» لبنان

لندن - مهند الحاج علي     الحياة     2005/02/19

أكد مسؤول أميركي رفيع المستوى أن سورية «تشيع الفوضى باغتصابها لبنان» وأن بلاده قادرة على «تحريره من القبضة الحديد للاحتلال السوري» عبر الوسائل الديبلوماسية وقرار مجلس الأمن الرقم 1559.

واعتبر المسؤول في الخارجية الأميركية في حديث خاص الى «الحياة»، طالباً عدم كشف اسمه، أن اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري الاثنين الماضي، لا يلغي ضرورة اللجوء الى الوسائل الديبلوماسية، لافتاً الى أن واشنطن «تعمل على ايجاد وتعزيز اجماع دولي على حرية لبنان. وأن نقول لهم (سورية): لا يمكنكم التهرب من مسؤولياتكم» في قرار مجلس الأمن الرقم 1559. وأوضح HK «ليس هناك شيء خارج الطاولة، لكن التركيز الآن هو على الوسائل الديبلوماسية»، مشيراً الى أنه عندما يخرج «ملايين اللبنانيين ليصرخوا: سورية إرحلي من هنا، فهذا يجب أن يبعث رسالة واشارة واضحة مفادها أن الوقت حان لترك لبنان للبنانيين». وقال: «تفكيرنا هو أنه مع قرار مجلس أمن واجماع دولي متنام سيتركهم ذلك بلا خيار سوى الانسحاب من لبنان، مضيفاً أن «القرار 1559 سيكون أساساً لتحركاتنا».

وسخر هذا المسؤول من امكان عقد «صفقة» اميركية مع سورية تشمل العراق ولبنان، لافتاً الى أن الولايات المتحدة «لا تتفاوض مع الارهابيين الذين يدعمون المتمردين في العراق، ان كانوا في سورية أو ايران أو غيرها. لكن اذا كان هناك في سورية من يعتقد بأنه في حال أوقفوا دعم التمرد في العراق سيسمح لنا الأميركيون بمواصلة اغتصابنا للبنان فهم مخطئون جداً». وتابع: «فكما نقول بالانكليزية إن باطلين لا يقيمان حقاً. وأميركا ستقف لما هو حق ويتمثل في مساعدة العراقيين على بناء ديموقراطية مستقرة. وهذا ما قالت سورية إنها تريده. وعلى سورية أن توقف سماحها للمتمردين بالعمل من أراضيها». وأكد أن الولايات المتحدة «ستقف من أجل سيادة لبنان واستقلاله وضد وجود قوات سورية وأجنبية على أراضيه، ولن نساوم على هذا الأمر لأنه أحد المبادئ الأساسية للديموقراطية والحرية والاحترام. واذا لم تتجاوب سورية فإنها تقف على الجانب الخاطئ من التاريخ والمجتمع الدولي».

وتابع أن مجلس الأمن «يؤيد لبنان حراً من تدخل أجنبي غير مرغوب فيه وغير مساعد وغير ضروري... لكننا لم نصل بعد الى اصدار قرار وفقاً للفصل السابع. لكن يمكننا اخراج جميع القوات الأجنبية من لبنان عبر 1559 من دون استخدام اجراءات قسرية».

وفي شأن تصريحات رئيس الوزراء السوري ناجي العطري عن تشكيل «جبهة» سورية - ايرانية، قال المسؤول إن «الارتباط الايراني - السوري ليس أمراً جديداً، فسورية وايران شريكتان في الجريمة وفي دعم الارهاب وفي احتلال لبنان وكل الشؤون القذرة». وتابع أن البلدين «كانا يتعاونان ضد صدام حسين وهذا عين النفاق. اذا كان هناك حلف دفاعي جديد بينهما فلا يعني هذا الأمر شيئاً غير أن العالم يراقبهما ولا يحب ما تبدو عليه (الأمور)».

وزاد أن حكام ايران «كلما صرخوا وبكوا عزَزوا من عزلتهم. وهذا مؤشر الى أنهم في الحانب الخاطئ من التاريخ. وهذا لا يعني الا أن الطرفين يسبحان بعكس التيار. ومن يفعل ذلك سيأتي وقت ويغرق فيه». واعتبر أن ايران «خليط خطير... اذا كان لديهم سلاح نووي ويدعمون الارهاب» في الوقت ذاته.

وشدد المسؤول على «مركزية الصراع الفلسطيني - الاسرائيلي» التي يجب أن لا تضيع، مشيراً الى أن «من المهم جداً أن نجلب الأمور الى هذه الحقيقة المركزية. وهناك حاجة ملحة الى حل هذا الصراع ووقف الاعتداءات المتبادلة، وهذا ما نريد حقاً التركيز عليه». وتابع: «سنفعل ما يمكننا لمنع ايران من دعم الارهابيين مثل حزب الله وحركتا الجهاد الاسلامي وحماس. فاتركوا الذئاب واعملوا مع الخراف الذين يملكون رؤيا للسلام مثل أبي مازن والاسرائيليين».

في المقابل، قال السفير السوري في لندن سامي الخيامي في اتصال مع «الحياة» إن «سورية لا تدعم على الاطلاق أي متسللين الى العراق. وتم الاتصال بالحكومة العراقية وطلب منهم مساعدة في هذا الشأن، واذا تم ذلك ستصبح الحدود مغلقة تماماً»، مشيراً الى أن هذا الأمر يتطلب معدات «لا تتوافر الا لدى الأميركيين» الذين نتمنى عليهم تأمينها. واعتبر أن سورية لا تعتقد اطلاقاً ولا رغبة لديها أبداً في اغتصاب لبنان، مشدداً على عمق علاقات «الأخوة» بين البلدين. وتابع أن «من يريد أن يؤذي لبنان» هو «من له مصلحة» في جريمة اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق. ورداً على اتهام المسؤول الأميركي سورية بالتورط في «شؤون قذرة»، قال السفير الخيامي إن سورية «لا ترد على شتائم، وعندما يُهذَب هذا الكلام سنرد عليه»، نافياً وجود «جبهة» بين سورية وايران. وأضاف أن هناك صداقة بين البلدين والمسؤولون فيهما يلتقيان كل ثلاثة أو ستة أشهر وتصدر «اعلانات مساندة» بين الطرفين.

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها