لبنان حر اليوم بعد
30 عاماً من الأسر
050426
جميل السيد المنهار
يستقيل ويعترف بعمالته لنظام الوصاية
لندن - من
حميد غريافي:
بيروت - »السياسة«:
مازالت تداعيات زلزال اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري
تتفاعل بقوة وتستمر معها عملية انهيار النظام الأمني ورموزه بالتزامن مع رحيل
القوات السورية ووصول لجنة التحقيق الدولية في جريمة الاغتيال.
وبعد تأكيد وزير الداخلية اللبناني حسن السبع انه لن يسمح ببقاء قادة الاجهزة
في مناصبهم, قدم المدير العام للأمن العام اللواء الركن المتقاعد جميل السيد
استقالته لتنتهي حقبة »سوداء« من تاريخ لبنان.
وأبى السيد إلا أن يعترف بعمالته لنظام الوصاية حين علل استقالته ب¯ »تغير
وتبدل في جزء كبير من السياسة التي أتت بي كمدير للأمن العام.. صرحت سابقاً
بأن قادة المؤسسات الأمنية يعينون عادة مع سياسة ويتغيرون بتغييرها..«..
بهذا الاعتراف الصريح ختم اللواء السيد حياته المهنية التي تميزت بتكريس حكم
الأجهزة وسلطة الفساد وتنفيذ أجندة المافيا السورية.
وتوالت تداعيات الانسحاب السوري الذي اكتمل أمس برحيل رئيس المخابرات السورية
في لبنان العميد رستم غزالة, فعلى الصعيد السياسي أعلن النائب الموالي لدمشق
باسم يموت عزوفه عن الترشح للانتخابات المقبلة وحمل حلفاء سورية مسؤولية
الأخطاء التي أوصلت البلد الى ما وصل اليه.
وأكثر من ذلك فإن حلفاء سورية من النواب السياسيين الذين كانوا يدينون لرئيس
جهاز المخابرات السورية في لبنان العميد رستم غزالة بالوصول الى ما وصلوا
اليه فإنهم يعيشون حالة تخبط وقلق بعد رحيل الجيش السوري ومخابراته, وبالأمس
كانوا بالعشرات في عنجر يودعون غزالة, حتى ان الكثير منهم بدأ يفكر في
مستقبله السياسي في ضوء القناعة التي وصلوا اليها بأنهم لن يعودوا ثانية الى
المجلس النيابي, أو الى ممارسة أي دور سياسي في ضوء المتغيرات الخطيرة التي
حصلت بعد جريمة اغتيال الرئيس الحريري.
وفي موازاة ذلك انفجرت الملفات »القديمة« في وجه الحكم المنهار ودمشق فقد
اتهم زعيم حزب الوطنيين الأحرار دوري شمعون سورية بقتل شقيقه داني ودعا الى
اجراء تحقيق جديد في الجريمة.
من جانب آخر, شنت عواصم غربية عدة هجوما عنيفاً على تصريحات الرئيس الايراني
محمد خاتمي التي حذر فيها من امكانية اندلاع حرب أهلية جديدة في لبنان.
وأكد ديبلوماسيون في بروكسل وواشنطن وباريس أمس ردا على خاتمي »ضرورة التعجيل
بتجريد حزب الله من سلاحه وان على طهران ودمشق ان تتوقعا حربين أهليتين فيهما
لا في لبنان«.
وشددت المصادر على ان خاتمي لن يفلح في التدخل في لبنان مجددا كما يفعل حاليا
في العراق. |