بيروت - »السياسة«:
واشنطن - دمشق - لندن - أ.ف.ب- الوكالات:
بعد ساعات قليلة من إعلانه سحب قواته الى البقاع أكد الرئيس السوري
بشار الأسد انه لا ينبغي مقارنته مع الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين
لأنه يريد التعاون وتطبيق المطالب الدولية وذلك في الوقت الذي كشفت فيه
مصادر فلسطينية مطلعة ان دمشق طردت زعيمي حركتي »الجهاد الإسلامي«
و»حماس« الفلسطينيتين وأغلقت مكاتبهما نهائياً.
لكن دعوة الرئيس الأسد للتعاون لم تجد أذاناً صاغية في واشنطن فقد أعلن
البيت الأبيض أمس أن الولايات المتحدة وحلفاءها لن يقفوا مكتوفي الأيدي
بينما يتخذ نظام دمشق »أنصاف خطوات« في لبنان ووعد بتكثيف الضغوط من
أجل انسحاب كامل وفوري وهو الأمر الذي رفضته الأحزاب اللبنانية
الموالية لسورية بزعامة حزب الله, فقد أكد الأمين العام للحزب حسن نصر
الله ان الانسحاب يجب أن يتم وفقاً لاتفاق »الطائف« وليس القرار 1559
ودعا الى تنظيم »تظاهرة وفاء« لسورية غداً.
وحذر نصر الله في ختام اجتماع للموالين عقد في بيروت أمس المعارضة
اللبنانية من محاولة الاتصال بإسرائيل كما وجه انتقاداً مبطناً الى
السعودية ومصر ودعاهما الى »التأمل« قبل تأييد المطالب الأميركية!
وقال بشار الأسد في مقابلة مع مجلة »تايم« نشرت أمس ان وقع اغتيال رئيس
الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري كان مؤلماً على سورية. وكان
اغتياله وراء تفعيل الدعوات الى سحب القوات السورية من لبنان.
ولدى سؤاله من يقف وراء قتل الحريري قال الأسد »السؤال الأكثر أهمية
هو: من المستفيد من ذلك?«.
وتابع: »كرئيس, لا استطيع أن أحدد هذا البلد أو ذاك, لكن من كان الأكثر
معاناة بسببه? سورية. سورية كانت الخاسر الأكبر. اللبنانيون, بالطبع,
خسروا.. لكن خسارة سورية كانت أكبر«.
وفي نهاية المقابلة التي جرت الأسبوع الماضي, قال الأسد: »أرجو منكم أن
ترسلوا هذه الرسالة. أنا لست صدام حسين. أريد أن أتعاون«.
في هذه الأثناء أكد خالد الفاهوم, الرئيس السابق للمجلس الوطني
الفلسطيني »ان سورية أمرت رمضان شلح أمين عام حركة الجهاد الاسلامي
وخالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس بمغادرة أراضيها.
وأوضح الفاهوم في تصريح لموقع »إيلاف« الاخباري الالكتروني أمس ان
الخطوة السورية جاءت بعد عملية تل أبيب مشيراً الى ابعاد الزعيمين
الفلسطينيين الى دول عربية هي قطر ولبنان, حيث اتجه مشعل الى قطر بينما
اتجه رمضان شلح الى لبنان وبشكل خاص الى حزب الله اللبناني.
بينما يبدو, وحسب تصريحات الفاهوم, ان سورية أغلقت مكاتب الزعيمين
الفلسطينيين إغلاقاً تاما وقطعت خطوط هواتفهم.
وكان وزير الخارجية الاسرائيلي سيلفان شالوم طالب سورية أمس بسحب كامل
قواتها من لبنان وقال قبل مغادرته الى الولايات المتحدة ان اسرائيل
»مستعدة أيضاً لحوار مع سورية وبدأت اتصالات سرية في هذا الخصوص«.
وفي واشنطن قال مستشار البيت الأبيض دان بارتلت ان »المجتمع الدولي لن
يقف بلا حراك ويترك الأسد يواصل اتخاذ هذا النوع من أنصاف الخطوات لكنه
سيقف وراء مطالبه الدولية«.
واستاءت الادارة الأميركية من الاشارة السورية المبهمة والخالية من أي
جدول زمني الى استمرار الدور السوري في لبنان على الرغم من الانسحاب
المعلن.
وانتقد بارتلت تعليقات الأسد بوصفها تتحدث عن »عموميات وأنصاف خطوات«
تخالف قراراً صادراً عن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بدعم من
الولايات المتحدة وفرنسا.
وقال بارتلت »المجتمع الدولي متحد مع الشعب اللبناني في مطالبة الحكومة
السورية وابلاغها بسحب قواتها و(الشيء) الأهم أو المماثل للانسحاب من
حيث الأهمية هو (سحب) أجهزة الأمن السرية التابعة لها من لبنان أيضاً.
وأشار الى أن هذه الوحدة بين واشنطن والمجتمع الدولي هي نتاج »عمل
متقارب من الرئيس الاميركي جورج بوش والرئيس الفرنسي جاك شيراك, ومع
الاتحاد الاوروبي وجامعة الدول العربية«.
وقال: »ظهرت أصوات أخرى مهمة هذا الاسبوع بينها صوتا روسياً والمملكة
العربية السعودية«.
وفي هذا السياق, أعرب معلق سياسي بريطاني أمس عن اعتقاده ان الولايات
المتحدة في محاولاتها الديبلوماسية لتكثيف الضغوط الحالية على سورية
»تأمل أن تطيح الأغلبية السنية بالأقلية العلوية التي تحكم البلاد منذ
العام 1970«.
وقال المعلق البريطاني كون كوغلين في تحليل سياسي نشرته أمس صحيفة
»صنداي تلغراف« ان الطائفة العلوية تتحكم بمصير سورية حيث أعطت هذه
الطائفة التي تشكل ما نسبته ثمانية في المئة من السكان مناصب من الدرجة
الثانية ومن دون قرار للغالبية السنية.
لكن كوغلين شكك في جدوى هذه السياسة وقال: »آخر مرة خاض فيها حزب البعث
الحاكم في سورية مواجهة في عام 1982 عندما قام الاخوان المسلمون
»باحتجاج« في مدينتي حماة وحلب السنيتين, وقد قمع الرئيس الراحل حافظ
الأسد هذه الحركة«.
5 آلاف عنصر مخابرات سوري |
يحصلون على الجنسية اللبنانية |
»السياسة« ¯ خاص:
كشفت مصادر مطلعة في وزارة الداخلية اللبنانية ل¯ »السياسة« ان
خمسة آلاف عنصر مخابرات سوري على الاقل قد تم منحهم, خلال
السنوات الماضية, الجنسية اللبنانية ليقوموا بالدور المطلوب منهم
في مرحلة لاحقة, فيما اضطرت دمشق الى سحب قواتها من لبنان.
وقالت هذه المصادر ان وزير الداخلية اللبناني الاسبق ميشال المر,
ثم نجله من بعده وزير الداخلية الياس المر هما اللذان قاما بمنح
الجنسية اللبنانية لهؤلاء.
|
|