071217
لندن - كتب حميد غريافي:
اقترح التكتل البرلماني الاميركي من أصل لبناني داخل الكونغرس
امس الأول السبت على البطريرك الماروني نصرالله صفير »المعني
الاول والاخير بالحفاظ على منصب رئاسة الجمهورية اللبنانية
لطائفته المارونية«, دعوة نواب الغالبية النيابية في البرلمان
اللبناني الى »عقد جلسة انتخاب الرئيس الجديد في مقر
البطريركية في بكركي للتأكيد على انه لن يتهاون في تثبيت احقية
طائفته بهذا المنصب المنصوص عليه في الدستور (اتفاق الطائف وما
قبله), وعلى انه هو المؤهل الوحيد للمحافظة عليه وعدم التفريط
به ومنع اعداء لبنان من السيطرة عليه سواء بطرق مباشرة او عن
طريق تجييره الى ماروني مزعوم الهوية والانتساب مثل ميشال عون
يكون واجهة قبيحة للمشروع السوري - الإيراني لاستعادة منصب
الرئاسة هذا الى تحت وصايتهما«.
ووجد التكتل البرلماني الاميركي في موقف البطريرك صفير الخميس
الماضي »المستجد والمتطور« باعلانه لاول مرة دون تورية او
مراعاة عن »ارتهان بعض الفئات اللبنانية (حزب الله وحركة أمل)
لسورية وايران«, »وعن ان هناك مطامع كثيرة ورغبات يصعب تحقيقها
تتجاوز حدود المستقبل لتصبح ضربا من الخيال« في اقسي انتقاد
لمواقف عون »الغارق حتى هامة رأسه في اوهام واحلام الرئاسة
الاولى« وجد فيه تشجيعا لقادة ثورة الارز على »حسم امرهم
والتخلي عن ترددهم في الذهاب فورا الى انتخاب رئيس الجمهورية
بأي وسيلة كانت كيلا يسقط منصب الرئاسة الماروني الى الابد من
يد أصحابه«.
وذكر احد قادة الحزب الديمقراطي ذي الاغلبية في الكونغرس
الاميركي »البطريرك صفير خصوصا وقوى 14 آذار الديمقراطية بأن
اللعب بمنصب الرئاسة الاولى في لبنان يجب ان يكون خطا احمر,
وبأن الجهة الوحيدة ذات الصلاحية والحق الكاملين في اختيار
الرئيس الماروني هي بكركي التي لم تستشرها الطائفة الشيعية
وعلى رأسها نائب المجلس الشيعي الاعلى الشيخ عبدالأمير قبلان
الذي انتقد دور البطريرك واساقفته في المطالبة بحقوق طائفتهم,
فيما لم يعترض أحد من الموارنة عندما تم الاجماع على نبيه بري
رئيسا لمجلس النواب, كما ان قادة وزعماء الطائفة المارونية
الروحيين والسياسيين لم يعترضوا على هذا الاجماع ولم يتدخلوا
فيه لا من قريب او بعيد, فلماذا على الموارنة السماح لقبلان
وحسن نصرالله وبري بالتدخل في اختيار الماروني المطلوب لرئاسة
الجمهورية«.
وحض النائب الأميركي في اتصال اجرته به »السياسة« من لندن امس
البطريرك صفير على »عدم التلكؤ للحظة واحدة بعدما تأكد له ان
عملاء سورية في لبنان, بدفع قوي من نظامي بشار الاسد ومحمود
احمدي نجاد, تخطوا كل الادبيات السياسية والاخلاقية في
محاولاتهم منع سد فراغ الرئاسة المارونية كمقدمة لاقتناص
المنصب الرئاسي وتحويله الى طائفة اخرى اضافة الى رمي لبنان في
اتون الفوضى والاقتتال فيدعو (صفير) الاغلبية النيابية
الديمقراطية الحاكمة لاجراء انتخابات رئاسية داخل الصرح
البطريركي, بعد يوم الاثنين المقبل (غدا) الموعد المحدد من بري
لاجراء الانتخابات وهو موعد كاذب ومغرض لايصال البلد في مطلع
الشهر المقبل الى تثبيت الفراغ ضمن مبدأ الاغلبية البرلمانية
الدستوري كي تقطع الطريق على من وصفهم بالمرتهنين لسورية
وايران وباصحاب الطموحات المستحيلة قبل ان تفقد طائفته
المارونية اخر ما تبقى لها من مواقع داخل الدولة التي كانت هي
اساسا حجر الزاوية التي قامت عليه الدولة اللبنانية عند
تأسيسها«.
وفي هذا السياق نفسه دعا ديبلوماسي رفيع المستوى في حاضرة
الفاتيكان بروما امس البطريرك صفير وكنيسته المارونية الى
اتخاذ »اجراءات زاجرة« بحق ميشال عون الذي وصفه الديبلوماسي ب¯
»المارق على هذه الطائفة الكاثوليكية الام في الشرق الاوسط«,
بعد »تطاوله غير المسبوق على البطريركية ووصف الكاردينال صفير
احد رؤوس الكثلكة العالمية في الفاتيكان ب¯ »العقم الفكري
وبعدم علاقته بالسياسة« وبضرورة صدور اعلان صريح عن الصرح
البطريركي يحظر على هذا »المغامر بالطائفة المارونية« تمثيلها
في منصب رئاسة الجمهورية, كي لا تتكرر مستقبلا هذه الظاهرة
المأساوية بحيث تتحول بكركي قبلة الموارنة والمسيحيين في الشرق
الاوسط, الى مكسر عصا لامثال هذا الشخص الحاقد الذي يغلب
مصلحته الفردية على مصلحة الطائفة التي ينتسب اليها اسميا
والتي تضم اكثر من 15 مليون ماروني في لبنان والعالم«.
وقال الديبلوماسي ل¯ »السياسة« في اتصال به من لندن امس ان
دوائر الفاتيكان المعنية بالدفاع عن طوائفها الكاثوليكية حول
العالم, و»التي لم تواجه حتى الان مثل هذا التمرد الوقح
والمغرض على اي من زعماء الكنيسة الكاثوليكية مستعدة لدعم اي
اجراء يتخذه الكاردينال صفير واساقفته بحق هذا الشخص (عون)
المارق لوقف ادعاءاته بتمثيل طائفته وعزله ولفظه من تلك
الطائفة كليا«.
ودعا الديبلوماسي الفاتيكاني قوى ثورة الارز الديمقراطية في
بيروت الى »رفض اي تفاوض مع عون كممثل للمعارضة اذ ان فعل ذلك
يمنحه فرصة للتأكيد على تمثيله الشريحة الاكبر من المسيحيين,
ويمنح من يختبؤون وراءه (عملاء سورية وايران) فرصة اكبر لتحقيق
شروطهم المرفوضة والهادفة الى تغيير وجه لبنان الحضاري ليتحول
الى سورية ثانية او ايران اخرى مدرجا على لوائح الارهاب
والخروج على المجتمع الدولي«.
واعرب الديبلوماسي ل¯ »السياسة« عن يقينه بأن »قوى الشر في
لبنان بعد ان فشلت حتى الان في السيطرة على كرسي الرئاسة
الاولى بتسليمها الى ميشال عون تحاول الان انتزاعه من ايدي
الطائفة المارونية بوجود العماد ميشال سليمان عليها عبر شروطها
التعجيزية الا ان سليمان لن يقبل بذلك تحت اي ظرف من الظروف«.