دمشق - الوكالات: أعلن الرئيس السوري
بشار الاسد امس ان التعاون مع المحكمة الدولية لمحاكمة المتهمين في
اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري, مرفوض اذا كان
يتعارض مع السيادة الوطنية , مؤكدا ان هكذا تعاون يمثل انتدابا
جديدا .
وشدد على أن سورية ستظل أمينة في العمل من اجل لبنان لافتاً إلى أن
الروابط أقوى من أن تؤثر فيها بعض الأصوات الموتورة أو بعض
السياسات المأجورة.
وفي ما يلي النص الكامل للجزء المتعلق بلبنان في خطاب الاسد:
"بالنسبة إلى لبنان فإننا ندعم أي خيار يحقق التوافق اللبناني
ويمكن لبنان الشعب والدولة من تجاوز الأزمة الراهنة.. إن الاستقرار
في لبنان هو استقرار لسورية والسلام في لبنان هو سلام لسورية
وخصوصا بعد الحرب على العراق والتداعيات الأخيرة حيث أصبح السلام
في لبنان هو سلام للمنطقة ولم يعد محصورا في الإطار الجغرافي الضيق
وسورية ستظل أمينة في العمل من أجل مصلحة لبنان بجميع فئاته ولن
تتخلى عن واجبها القومي في تقديم كل المساعدة للشعب اللبناني
الشقيق, فوشائج القربى وروابط التاريخ المشترك وحقائق الجغرافيا
أكبر من أن تؤثر فيها بعض الأصوات الموتورة أو بعض السياسات
المأجورة , ونؤكد لكل من لم يتعلم من دروس الماضي وخاب أمله في سير
الأحداث في الحاضر أن هذه العلاقة بين البلدين ارسخ وأبقى من أن
يتم النيل منها , وأجد من الضروري الإشارة هنا إلى موضوع المحكمة
الدولية المزمع إنشاؤها والتي تعتبر إحدى القضايا التي صار حولها
الكثير من الخلافات والاجتهادات والتكهنات في الأوساط اللبنانية
والعربية والدولية. كما برزت بعض التساؤلات في الآونة الأخيرة حول
الموقف السوري.
وما يعنينا من كل هذه الضجة هو ما طرح من تساؤلات أو تكهنات أو
تفسيرات تجاه موقف سورية من هذا الموضوع سواء داخل سورية أو
خارجها. إننا نعتبر موضوع المحكمة ذات الطابع الدولي موضوعا خاصا
بين لبنان والأمم المتحدة ولا نرى أننا معنيون بها بصورة مباشرة
كما نرى أن أي تعاون مطلوب من سورية ليس تجاه المحكمة, أي تعاون
تجاه أي صيغة أو أي بنية أو أي فكرة أخرى بشأن هذه القضايا في حال
تطلب تنازلا عن السيادة الوطنية هو أمر مرفوض بالنسبة لنا جملةً
وتفصيلاً.
لقد تعاونا الآن كما تعاونا مع لجنة التحقيق الدولية ونحن نبدي
استعدادنا الدائم للتعاون معها في إطار سيادتنا وقوانيننا ولكننا
سنرفض حتما وسيرفض شعبنا في سورية كل ما من شأنه المساس باستقلالنا
وسيادتنا فالتنازل عنهما هو تنازل عن الكرامة والشرف وما كان ذلك
يوما من شيم الشعب العربي السوري الأبي".
وأضاف الاسد قائلا:" من التساؤلات التي طرحت كيف تتعامل سورية ?
بمعنى التناقض في الموقف السوري, أي كيف تتعاون سورية مع اللجنة
ولا تتعاون مع المحكمة ? هم لا يفرقون أو أن البعض لا يفرق بين
كلمة التعاون وكلمة التنازل عن السيادة , نحن نتعاون مع أية بنية ,
التعاون ضمن القوانين , نقدم المعلومات وربما قد يكون هناك أشخاص
يقدمون معلومات تفيد في إطار التحقيقات ومعرفة الحقائق التي تبحث
عنها اللجان أو البنى المختلفة لكن التنازل عن السيادة يعني أن أي
شخص لا يعود محميا بالقانون السوري وإنما أي مواطن سوري , بمعزل عن
موقعه داخل أو خارج الدولة يصبح خاضعا لموضوع آخر ولقانون آخر وهذا
كالانتداب , ربما في قطاع من حياتنا, لكنه انتداب بطريقة أخرى وتحت
عناوين أخرى.
يقولون سورية تناقض نفسها لأنها مرة تقول أن لا علاقة لها بالمحكمة
كما أقول أنا الآن ومرة تقول بأنها تدعم المحكمة, الحقيقة نحن لا
نناقض أنفسنا , موقفنا كما عبرت الآن عنه وكما عبرنا في رسالتنا
إلى الأمم المتحدة ولكن كنا نقول نحن ندعم المحكمة فقط لأننا نتهم
بأننا نعرقل المحكمة فالرد هو رد على الادعاءات وليس موقفا, لولا
هذه الاتهامات لسورية لسنا مضطرين لكي نتدخل في هذا الموضوع أن
نعبر عنه لا سلبا ولا إيجابا , إذن نحن لا نناقض أنفسنا والأمور
يجب أن تكون واضحة.
أما بالنسبة إلى المحكمة الدولية وأي قرار يصدر عن مجلس الأمن,
فكما قلت سابقا, بأن أي قرار وطني هو أعلى من القرار الدولي ولكن
في الوقت نفسه نوضحها بشكل اكبر لأن هناك من يقول أن سورية وقعت
على ميثاق الأمم المتحدة, وهنا هي النقطة بأننا وقعنا على ميثاق
الأمم المتحدة ولم نوقع على مصالح الولايات المتحدة وبعض حلفائها..
طرح أيضاً موضوع ملاحظات سورية وأنا مضطر للرد على هذه التفاصيل في
هذه المناسبة ولو أنها مناسبة تأخذ الطابع البروتوكولي نوعا ما
ولكن يجب أن نرد على كل هذه التفاصيل.. الملاحظات السورية قدمت
لبعض الدول العربية أو غيرها بهدف إظهار أن سورية معنية بالمحكمة
وهي تعرقلها , الحقيقة لا توجد ملاحظات سورية ولم ندرس كل هذه
المحكمة منذ بدأ الحديث عنها أتى إلينا بعض المسؤولين العرب
وسألونا ما هي الملاحظات السورية , طبعا من خلال ما سمعوه في
الإعلام أو من بعض اللبنانيين , قلنا لا توجد ملاحظات ولكن هناك
دراسة قام بها بعض الحقوقيين العرب في دول مختلفة بشكل طوعي ونحن
لا نعرف معظمهم وأرسلوها إلى سورية ولبنان, قمنا بتجميع هذه
الدراسة وأرسلناها إلى كل من سألنا عنها مع التأكيد لكل من أرسلت
له هذه الدراسة بأنها لا تعبر عن موقف سورية ولا تعني أنها ملاحظات
سورية , هي دراسات إن كنتم تريدون أن تطلعوا على ما هو موجود ,
فهذا موجود على الساحة الآن , ونؤكد مرة أخرى أننا غير معنيين بأية
ملاحظات وأي رأي تجاه هذه المحكمة ".
وحول عملية السلام اعلن الرئيس السوري بشار الاسد ان اسرائيل غير
مهيأة للسلام وان سورية لم تكلف احدا بالتفاوض مع الدولة العبرية
نيابة عنها , وقال "ان اسرائيل غير مهيأة سواء على المستوى الرسمي
او الشعبي للسلام العادل والشامل الذي يحتاج تحقيقه الى قيادات
قوية تستطيع اتخاذ القرارات الحاسمة".
واضاف الاسد "ان سورية تشجع من يريد ان يلعب دورا في عملية السلام
وتشرح له موقفها المبني على وجود راع نزيه ومعايير معينة وعودة
الارض حتى خطوط عام 1967", موضحا ان "جميع الوسطاء لم يستطيعوا ان
يأخذوا من اسرائيل تعهدا بالمطالب السورية".
واوضح من ناحية ثانية "لم نكلف احدا بان يفاوض نيابة عنا" في تلميح
الى رجل الاعمال الاميركي السوري ابراهيم سليمان الذي زار اسرائيل
في ابريل الماضي وقال ان الدولة العبرية وسورية تستطيعان التوصل
الى اتفاق سلام في غضون ستة اشهر.
وقال الاسد "ان عملية السلام تتطلب وجود راع نزيه ومهتم بانهاء بؤر
التوتر في المنطقة ويمتلك رؤية واضحة وموضوعية لقضاياها", مشيرا
الى "ان هذا الراعي الان غير موجود بهذه المواصفات".
وبالنسبة للعراق دعا الرئيس السوري الى وضع جدول زمني لانسحاب
القوات الاميركية كخطوة اولى لاعادة الامن والاستقرار .
|
واشنطن-ا ف ب : حضت وزيرة الخارجية
الاميركية كوندوليزا رايس امس سورية على منع مرور المقاتلين
الاجانب الى العراق, كما دعتها الى الامتناع عن ايواء مسؤولين من
»حماس« في اراضيها.
وقالت رايس امام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ »إن سورية لا
تزال تشكل سندا كبيرا للارهاب ومأوى لهذه القيادات السياسية
الفلسطينية التي لا تزال تعارض التوصل الى حل قائم على دولتين« في
اشارة الى حركة »حماس« بشكل خاص التي يتخذ عدد من قادتها مركزا لهم
في سورية.
وجاء كلام رايس بعد نحو اسبوع على اجتماع في شرم الشيخ حول العراق
شهد لقاء على انفراد بين رايس ونظيرها السوري وليد المعلم.
وقالت رايس امام الكونغرس في كلامها عن اللقاء مع المعلم »اللقاء
لم يتطرق الى العلاقات الاميركية السورية بل الى ما يجب ان تقوم به
سورية لخفض وجود المقاتلين الاجانب« في العراق.
وتابعت رايس "لا بد من مناقشة موضوع العراق الا ان العلاقات
الاميركية - السورية تبقى مرتبطة باكثر من ذلك بكثير" , مشيرة الى
ان دمشق تعمل على زعزعة الاستقرار في لبنان.
وكان البيت الابيض اعلن امس ان الرئيس الاميركي جورج بوش مدد سنة
العقوبات المفروضة على بعض الافراد وتمنع الصادرات الحساسة الى
سورية.
وذكر بوش في مذكرة بعث بها الى الكونغرس ونشر نصها البيت الابيض
بأن هذه العقوبات قد فرضت ردا على الدعم الذي قدمته سورية الى
الارهاب وعلى »احتلال« الجيش السوري لبنان حتى 2005, ومساعي سورية
لحيازة اسلحة دمار شامل وبرامجها البالستية ومحاولات سورية نسف
الجهود الاميركية والدولية لتثبيت الاستقرار في العراق المجاور.
|
|