الكلدان الآشوريون السريان شعب واحد  يسمى بالشعب الآرامي

 

اقرأ المزيد...

الحرب مستمرة، فلماذا الذكرى؟

14 نيسان 2014

 

 

نايلة تويني


كل سنة في مثل هذه الايام تنشط جمعيات في المجتمع المدني لإحياء ذكرى الحرب التي بدأت رسمياً في 13 نيسان 1975، لكن اسبابها الكامنة تمتد ربما الى ما قبل سني الاستقلال وهي مستمرة الى اليوم وغداً. والى الاسباب، ما تزال النتائج والارتدادات ماثلة امامنا، تمتد أفقياً وعمودياً وتتسع دوائرها كل يوم. يقولون إن الحرب انتهت عام 1990، وهذا ليس صحيحاً. عشنا بعد ذلك العام حروبا كبيرة في 1996 و 2006 مع اسرائيل، وفي نهر البارد وفي عبرا وشوارع بيروت، وأخيراً في طرابلس وعكار وعرسال، ناهيك بالحروب العبثية المستمرة في المخيمات الفلسطينية.

اذا كانت الحرب انتهت، فماذا يسمى ما يجري في طرابلس والذي استدعى خطة امنية تلو الخطة، وكان مصير اكثرها الفشل، قبل ان تحزم الدولة امرها أخيراً لتنفيذ خطط أمنية نأمل ان تستمر في الزخم نفسه؟ واذا انتهت الحرب فلماذا يستمر مسلسل الخطف في البقاع؟ وماذا عن المخطوفين والمغيبين قسراً في السجون السورية؟ واذا انتهت الحرب فماذا يحكى عن اغتيال الرئيس رفيق الحريري وجبران تويني وسمير قصير وكل شهداء انتفاضة الاستقلال؟ واذا انتهت فماذا يقال عن التفجيرات التي طاولت اكثر من منطقة؟ ولماذا لم يعد المهجرون الى بيوتهم؟ ولماذا لا تزال هناك اراض مصادرة بحكم الأمر الواقع؟ ولماذا لم تتم تسوية المخالفات على الاراضي العامة والخاصة؟
والاهم من كل ذلك، لماذا لم تتم محاسبة ومحاكمة جميع مجرمي الحرب، فتفتح ملفات دون اخرى؟ ولماذا يُسجن اشخاص ويُنفى آخرون فيما زملاء لهم في جرائم الحرب نعموا بمكاسب السلطة زمنا طويلا امتد حتى اليوم؟
نطرح كل هذه الاسئلة ونعلم انها ستبقى من دون جواب. وليس هدفها اعادة نكء الجروح، وفتح سجلات الماضي المظلمة، ونبش القبور، علما اننا مع كثيرين غيرنا لم ننس، ولا يمكن ان ننسى، لكننا في الحقيقة نرغب في طي صفحة الماضي الأسود، رغبة حقيقية. ولكن لا نستطيع ان نفعل ذلك وحدنا، فهذا قرار وطني، يجب ان يُطرح في مؤتمر الحوار الوطني، وان توضع له الآليات، لنمضي الى المستقبل معا، محررين من آثام الماضي، ومتصالحين بكل ما للكلمة من معنى. واذا لم نفعل، فاننا مستمرون في مسلسل التكاذب وتحيُّن الفرص للانقضاض كل على الآخر، والتأسيس لصراعات جديدة وحروب آتية.
nayla.tueni@annahar.com.lb

Twitter:@naylatueni

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها