الكلدان الآشوريون السريان شعب واحد  يسمى بالشعب الآرامي

 

اقرأ المزيد...

المؤتمرات المسيحية ما أكثرها !

 

نايلة تويني

ربما قيل كلام جميل في المؤتمرات المسيحية التي انعقدت قبل أيام وأسابيع، وكلها تجاوزت الحدود اللبنانية لتبحث في شؤون المسيحيين في الشرق الأوسط، لكن ثمة أسئلة كثيرة تطرح عن هذه المؤتمرات، منطلقاتها والأهداف.

المبادرات في ذاتها حسنة لأن عدم الحراك في هذه المرحلة قد يوحي بالعجز والإحباط وعدم فاعلية دور مسيحيي المشرق وتحوّلهم أشبه بلاجئين أو وافدين، وهي انطباعات لا تعبّر عن الواقع الحقيقي لهؤلاء وعن أصالتهم سواء اعترف بها البعض أم لم يعترف.
لكن كثرة الصراخ ومحاولة تأكيد الأصالة والثبات، توحيان باستجداء المسيحيين الاعتراف بهم من المسلمين أو من شريحة منهم لمواجهة الشريحة الأخرى الرافضة لهذا الاعتراف. أضف ان الحملة يجب ألا تقتصر على حركة لبنانية وممثلي أنظمة عربية عاجزة بل أن تتسع إلى المدى العالمي الأوسع.
وتخطر في بالي أسئلة وتساؤلات عن المؤتمرات واللقاءات:
- لماذا تكثر اللقاءات والمؤتمرات ما دام المسيحيون يشعرون بالخطر الداهم عليهم فلا يتوحدون حول الأهداف التي يطمحون اليها؟
- لماذا لا يحضر بعض تلك اللقاءات سوى قوى 8 آذار ومناصري النظام السوري، ولماذا يحاولون توجيه رسالة الى العالم مفادها أن لا وجود للمسيحيين إلا في كنف النظام السوري، ولماذا هذا الربط السيء بأي نظام مهما قدّم اليهم من تسهيلات؟
- لماذا دعوة ممثلي كل الأنظمة البائدة من دون قوى المعارضة التي تواجهها، ومن دون اتهام بالدفاع عن "داعش" وأشباهها، لأنها تهمة سخيفة لا ترقى إلى مستوى العقل؟ فهمّ الوجود والفاعلية واحد عند المسيحيين، وإن اختلفت النظرة إلى السُبل لبلوغ الأهداف المشتركة.
من المؤكد أن كل المؤتمرات لن تبلغ أهدافها إذا اقتصرت على خطب رنانة واستعراضات ولقاءات في أفخم الفنادق، من دون تحويل الكلام مبادرات مؤسسية تدعم الوجود المسيحي، وتفعّله، وتحدّ من الهجرة والتهجير. فالمهجّرون في الحرب اللبنانية لم يعودوا حتى تاريخه، وخطوط الدفاع التي قامت في القرن التاسع عشر وما قبله، سقط معظمها اليوم، والمؤسسات القائمة غير جدية في إقامة خطوط دفاع جديدة، أو هي لا تملك الرؤية لذلك.
المؤتمرات واللقاءات قالت الكثير حتى اليوم، فهل تفعل القليل؟
 

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها