الكلدان الآشوريون السريان شعب واحد  يسمى بالشعب الآرامي

 

اقرأ المزيد...

توقيف الرمز البارز للأسد يثير الذهول سماحة متهم بالتخطيط لتفجير زيارة الراعي

20120810

مصادر التحقيق: الوزير السابق اعترف بضلوعه في نقل عبوات لتفجيرها في عكار
التعليق الأول لـ"حزب الله": لن نسكت عن الفبركات الأمنية

 

ماذا بعد المفاجأة الضخمة التي تمثلت في توقيف الوزير والنائب السابق ميشال سماحة؟ وماذا بعد الذهول الذي أثارته صدمة المعلومات المسرّبة عن اعترافاته في التحقيق الاولي معه؟
بدا من الصعوبة استباق مسلسل المفاجآت الناشئة عن هذا التطوّر الأمني – السياسي الاستثنائي الذي شكل واقعياً ضربة موجعة، لعلها الاولى بهذا الحجم، لاحد ابرز الرموز اللصيقين بالنظام السوري في لبنان، الى حد وصفه برجل النظام نظراً الى كون سماحة اضطلع بأدوار شخصية الى جانب الرئيس السوري بشار الاسد مباشرة. واذا كان بعض الاجتهادات ذهب في اتجاه التساؤل عما اذا كانت جهات خارجية اضطلعت بدور خفي في كشف "اول الخيط" الامني الذي ادى الى تكوين المضبطة الاتهامية التي مكّنت شعبة المعلومات في قوى الامن الداخلي من توقيف سماحة والشروع في التحقيق معه، فإن التداعيات السياسية للحدث لاحت ليل امس مع خروج "حزب الله" عن صمته على توقيف الوزير السابق، علماً ان سائر القوى السياسية لزمت الصمت والحذر في التعامل مع الحدث في انتظار استكمال التحقيق والخطوة القضائية اللاحقة. وجاء موقف الحزب على لسان رئيس "كتلة الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد الذي قال: "ان ما حصل اليوم (امس) لن نسكت عنه وسنتريث قليلاً"، لكنه اضاف ان "هذه الفبركات الامنية اختبرناها طويلاً وبعض القضاة مرتبطون بأجهزة أمنية مشبوهة".
واكتسب هذا الموقف دلالة في ظل ما أدلت به مصادر مواكبة لهذا التطوّر من انه سجلت اتصالات اجراها الرئيس الاسد شخصياً ابتداء من الاولى بعد ظهر امس مع عدد من المسؤولين الكبار في الدولة من اجل الافراج عن سماحة.
وفي حين تواصل التحقيق مع الوزير السابق في مقر شعبة المعلومات في المقر المركزي لقوى الامن الداخلي حتى ساعات الليل المتقدمة، كشف مواكبون لملف التحقيق لـ"النهار" ان عملية توقيفه كانت "عملية مخابراتية بوسائل تقليدية". واوضحوا "ان تعقّب سماحة انطلق منذ اسبوعين بناء على معلومات استخبارية، من اجل تكوين ملف التوقيف واعتمدت طريقة احترافية عالية المستوى جرى خلالها تسجيل تحركات سماحة بالصوت والصورة لاثبات الاتهامات الموجهة اليه، وهي تحضير عبوات وتوزيع اموال". واضافوا انه "لدى اكتمال المعطيات جرى اطلاع المدعي العام التمييزي بالوكالة القاضي سمير حمود صباح امس على وثائق الملف وادلته الثبوتية، فسطّر حمود انابة بتوقيفه".
ومن ثم أطلعت المراجع السياسية على هذا الملف. ودهمت دورية من شعبة المعلومات منزل سماحة في جوار الخنشارة في السابعة صباحاً واقتادته من سريره الى مقر قوى الامن الداخلي في الاشرفية للتحقيق معه. كما دهمت قوّة اخرى من الشعبة منزله في الاشرفية حيث صادرت القوتان اجهزة كومبيوتر واقراصاً مدمجة ومستندات، كما صادرت سيارته واوقفت سائقه فارس بركات وسكرتيرته غلاديس عواضة.
وأفادت مصادر التحقيق ان سماحة اعترف بالاتهامات المسندة اليه وهي نقل عبوات ناسفة كبيرة وصغيرة تراوح احجامها بين 20 كيلوغراماً وكيلوغرامين من المواد الشديدة الانفجار من سوريا الى لبنان بقصد زرعها في مناطق شمالية وخصوصا في عكار، بمعنى التخطيط والاعداد لعمليات ارهابية بغية اشعال فتنة طائفية. وقالت ان توقيت زرع العبوات وتفجيرها يتزامن مع الزيارة التي يقوم بها البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي لعكار ابتداء من 13 آب الجاري، مما جعله هدفا رئيسيا الى جانب افطارات وشخصيات سياسية مهمة ورموز للمعارضة السورية في الشمال. ولفتت الى مناشير وزعت في عكار قبل مدة وربط توزيعها بزيارة البطريرك.
وقالت مصادر التحقيق ان المدة الطبيعية لتوقيف سماحة لدى فرع المعلومات هي 48 ساعة وستمدد 48 ساعة اضافية بطلب من المدعي العام التمييزي. وقد جرت تخلية مرافق سماحة علي ملاح وسائقه فارس بركات وسكرتيرته غلاديس عواضة ليلا، فيما تحدثت مصادر التحقيق عن تورط شخص من آل كفوري في التحضير لتفجير العبوات التي امكن العثور عليها في مكان خارج منزلي سماحة. كما تحدثت عن تعاون احد الذين كان يجري التحضير معهم لزرع العبوات مع قوى الامن سراً. لكن سائق سماحة نفى بعد اطلاقه ان يكون نقل بسيارة سماحة أي اسلحة او متفجرات من سوريا وقال انه اطلق لانه لم يعرف لماذا اقتيد الى التحقيق.
وفي سياق متصل علمت "النهار" ان كل المراجع الرسمية، الى "حزب الله"، تلقوا معلومات التحقيق عن ملف توقيف سماحة والمخطط الذي اعترف بالضلوع فيه وهو يهدف الى اثارة الفتنة.

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها