الكلدان الآشوريون السريان شعب واحد  يسمى بالشعب الآرامي

 

اقرأ المزيد...

علي حماده والآن متى ينشق نصرالله؟


كتبها علي حماده الثلاثاء, 07 أغسطس 2012



قد يحيّر هذا العنوان البعض، وقد يخاله البعض الاخر نوعا من المزاح او الهزل. والحقيقة اننا في مرحلة لا تحتمل مزاحا ولا هزلا، ولا نحن من هواة الكلام الخفيف عندما يتعلق الامر بشخصيات من وزن الامين العام لـ"حزب الله"، الذي وان كنا نقف على طرف نقيض من كل ما يمثله في السياسة والخيارات هو والحزب، وان كنا ايضا نعتبر الحزب الخطر الاول على لبنان الكيان والمجتمع والنظام والصيغة، فإننا نحترم الاختلاف في الرأي مثلما ندين ونقاوم بشدة الحالة الاحتلالية التي يمثلها "حزب الله" الذي يقوده السيد حسن نصرالله. إذاً لماذا هذا العنوان؟ انه يأتي في سياق الانشقاقات الكبيرة التي تحصل في سوريا، وآخرها انشقاق رئيس الحكومة السورية الذي عينه بشار الاسد منذ مدة قصيرة. انه يأتي والحلقة المحيطة برأس النظام تتقلص اكثر فأكثر. فعندما ينشق رئيس حكومة فمعنى هذا ان النظام صار بمثابة "الرجل المريض" الذي يتحلق حول سريره الجميع ليرثيه. تذكروا كيف ان الامبرطورية العثمانية وصفت بالرجل المريض قبل مئة عام من سقوطها. لقد تأخر سقوطها لأن القوى الكبرى اختلفت في ما بينها على التركة، فعاشت الامبراطورية قرنا مستقطعا من الزمن.
في حالة بشار ونظامه، فإنه يعيش بسبب خلاف الكبار على المرحلة المقبلة. ولا يستمر في العيش بسبب قوته النارية، ولا جيشه، ولا حتى اسلحته غير التقليدية التي لا تخيف الكبار في العالم، لان من سيستخدمها سيبعث به - كما يقولون - الى "تحت سابع أرض". الصغار لا يسمح لهم باللعب بالسلاح الكيميائي او الجرثومي، فمن يستخدمها للمرة الأولى ينبغي ان يعرف انها ستكون المرة الاخيرة. هذا الامر ينطبق على بشار ونظامه مثلما ينطبق على ايران وترسانتها من الصواريخ. وفي هذا المجال أذكر تماما ما قاله الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك ذات يوم عندما رد على ما كان يثار عن امكان استخدام طهران سلاحا نوويا يوم تتملكه، قال: "تأكدوا تماما انه لحظة انطلاق اول صاروخ محملا سلاحا غير تقليدي من ايران في اي اتجاه كان، لن تمر اكثر من دقائق معدودة تمحى بعدها طهران وكل المدن الايرانية الكبرى عن الخريطة! هذه امور لا تحتمل صغارا من حجم قتلة الاطفال في سوريا. حتى روسيا ستكون عندها في الموقع الصحيح.
بالعودة الى الحزب، وبما ان الامين العام لمجلس الامن القومي في ايران سعيد جليلي يجول عندنا ليبشر بفضائل "المقاومة"، نتمنى لو ان قيادة الحزب وضعت جانبا شعارات مثيرة لحساسية غالبية اللبنانيين وباشرت اجراء مراجعة حقيقية للسياسات المتبعة حتى الآن، وليتها تنظر ولو قليلا الى مصلحة بيئتها اللبنانية الحاضنة المهددة اليوم اكثر من اي وقت مضى بالعديد من التحديات، واوّلها عواقب التورط بالدم السوري، وعواقب استمرار حالة الهيمنة الاحتلالية في الداخل اللبناني. لقد حان الوقت لمراجعة حقيقية لتصحيح المسار. انظروا يا سادة، انتم لستم بأفضل حال من رياض حجاب، فليحصل انشقاق بمعنى المراجعة والتغيير في سلوككم. الوقت يمضي والموجة كبيرة، بل انها اكبر من الجميع

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها