الكلدان الآشوريون السريان شعب واحد  يسمى بالشعب الآرامي

 

اقرأ المزيد...

 دخلنا مرحلة ما بعد بشار

علي حماده

كتبها علي حماده

20120804 

 لم يعد ثمة شك في ان نظام بشار الاسد يتداعى، وانه يوما بعد يوم يقترب من السقوط النهائي. وعلى رغم امتلاك النظام سلاحا وفيراً، ودعماً ايرانياً وروسياً على جميع المستويات، فان زخم الثورة بقي طوال الفترة السابقة اقوى بأشواط. وكما سبق ان قلنا منذ الأشهر الاولى لاندلاع الثورة فان هوامش توسع الثورة وتعاظمها كانت اكبر من هوامش ازدياد منعة النظام. واليوم فان القاسم المشترك في كل الحراك الديبلوماسي الدولي هو البحث عن ملامح مرحلة ما بعد بشار الاسد. كل العواصم الكبرى بما فيها موسكو وبيجينغ وصلت الى اقتناع بأن بشار انتهى، وان النظام مهما فعل على ارض المعركة فانه ينهار بشكل متواصل وثابت في مقابل تعاظم قوة الثورة عسكريا وشعبيا.
وعندما نقول ان موسكو وبيجينغ تدركان حراجة الموقف، فاننا نبني الاستنتاج على معلومات ديبلوماسية اوروبية رفيعة المستوى ومعنية مباشرة بالازمة، وتفيد بان اتصالات تجري بين موسكو وعواصم غربية كبرى للبحث في ملامح مرحلة ما بعد بشار الاسد على قاعدة الحفاظ على وحدة سوريا، وتحديداً الحفاظ على المؤسسة العسكرية في حدود معقولة تمنع البلاد من السقوط في مرحلة فوضى مديدة على غرار ما حصل في العراق. اذاً الجميع في ما عدا الايرانيين لغاية الآن، يبحث عن تصور لما بعد بشار الاسد وبطانته. فالرجل صار من الماضي وان كان يقتل حاضرا. ويقيننا انه اليوم ضائع لا يعرف ماذا يفعل. هل يواصل القتال حتى آخر رمق وينتهي به الامر الى مصير بائس وحزين أم يقدم على تسوية تؤمن له خروجاً من الحكم وبلاداً ومنفى مخملياً في روسيا او ايران؟ هو ضائع لانه يلمس ساعة بساعة ان امكاناته تتضاءل، وان الدائرة المتوسطة حوله من المرجح انها تتآمر عليه، وتسعى الى شراء تذكرة نجاة من السفينة الغارقة. وهو ضائع لانه يعرف انه كحاكم لسوريا انتهى، وانه كلما مر الوقت تقلصت خياراته. واخيرا هو ضائع لانه اول من يعرف ان الايرانيين مهما فعلوا ومهما ارسلوا دعما بالرجال والعتاد، ان مباشرة او بواسطة "حزب الله" المتورط اصلا، لا يمكن الاعتماد عليهم لكسب معركة بحجم التي يخوضها: انه يقاتل ثلاثة ارباع سوريا دفعة واحدة. ومن هنا فان وضعه ميؤوس منه مهما حصل.
لقد بدأت مرحلة ما بعد بشار. وهي تستدعي من المعارضة السياسية المقيمة في الخارج ان تتصف بحس المسؤولية التاريخية، فتبتعد عن الانقسامات العبثية، كما تستدعي من قوى المعارضة في الداخل ان تبقي في تفكيرها وحدة سوريا للمستقبل. فوسط كل الدم والالم لا بد من التنبه الى وحدة سوريا المستقبل، لان بشار وكل ما يرمز اليه صار من الماضي الاسود، اما المستقبل فهو ملك من صنعوا هذه الثورة السورية الكبرى: ام الثورات العربية في الالفية الثالثة.

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها