الكلدان الآشوريون السريان شعب واحد  يسمى بالشعب الآرامي

 

اقرأ المزيد...

علي حمادههذه المرة أنتم وحدكم

 2012-08-19


علي حماده

ثقافة "حزب الله" هي بنتائجها ما شهده لبنان قبل يومين من تفريخ لما يسمى اجنحة عسكرية لعائلات، ونزول شبان الى الشارع لقطع طرق المطار، وصولا الى انتشار اعمال خطف وتعديات طالت مواطنين سوريين في مناطق مختلفة، وانتهاء باطلاق تهديدات موجهة الى زعامات لبنانية هي ايضا يمكنها عندما تصبح الامور جدية ان تعود الى عشائريتها المسلحة.
ثقافة "حزب الله" ادت الى خلق انسان من خارج القانون والمعايير الاجتماعية، غير قادر على العيش في بيئة مسالمة، ومستعد على الدوام للتصادم مع البيئات الاخرى.
هذا اول استنتاج لما حصل سابقا ولما شهدناه قبل يومين في الضاحية الجنوبية. اما الاستنتاج الثاني فهو نابع من موقف السيد حسن نصرالله الذي لا نشك لحظة في وقوف حزبه خلف كل ما حصل قبل يومين من امتهان لحقوق الناس، واعتداءات على حرياتهم، وعلى المرافق العامة وكل الاعمال المخلة بالامن. فالامين العام لـ"حزب الله" ينفض يده من" الشارع الشيعي" الذي يهدد به بقية مكونات البلد، والسوريين، وكل العرب، ونقول بكل بساطة انتم ذاهبون الى كارثة كبرى، بل الى نكبة كبرى، والادهى انكم تجرون اليها ليس بيئتكم فحسب، ولكن كل اللبنانيين.
ان الرهان على بقاء النظام في سوريا خاسر، والرهان على انقاذه ضرب من الجنون، ومعه التلاعب بمستقبل العلاقة مع عشرين مليون سوري والمجازفة بزرع احقاد لن تمحوها السنوات مهما طالت. فالارض السورية تغيرت ولا عودة الى الوراء. والقوة النارية التي يتمتع بها النظام ما عادت بكافية منذ زمن بعيد لتمكنه من حسم المعركة مع الثورة. بشار يتراجع في كل مكان، ويخرج شيئا فشيئا من كل سوريا لينتهي به الامر الى الانعزال في منطقة الساحل وجبال العلويين، فبعدما خسر حلب بالمعنى الاستراتيجي بخروجه من نصف المدينة واندحاره عن كل الريف الحلبي، اقتربت معركة دمشق التي لن تتأخر كثيرا بعدما بدت علامات الانهيار واضحة في كل مفاصل النظام. وسواء تأكد خبر انشقاق نائب الرئيس السوري فاروق الشرع أو لا فمن المؤكد ان شيئا كبيرا يحصل في اروقة النظام على اعلى المستويات. ولن يطول الوقت قبل ان يصير بشار وعائلته والبطانة الامنية المقربة معزولين تماما.
ما نريد قوله هنا، هو أن مأزق النظام وأزمته ومصيره المحتوم أكبر بكثير من قدرة حزب لبناني يقبض على مقدرات طائفة صغيرة بالمقاييس الاقليمية. حتى ايران التي تقاتل في شوارع سوريا بكل ما أوتيت من امكانات، عاجزة عن انقاذ بشار ونظامه من نهاية محتمة.
أملنا في هذا العيد ان يتعقل الذين يتوهمون انهم فوق البشر، وان يدركوا كم سيكون باهظا ثمن التورط في قتل السوريين، وكم يمكن ان يكون باهظا ثمن التورط في حروب لأجل طهران. وثمن مواصلتهم زرع احقاد مع سائر اللبنانيين، فهذه المرة سيبقون وحدهم في البرية!

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها