الكلدان الآشوريون السريان شعب واحد  يسمى بالشعب الآرامي

 

اقرأ المزيد...

عون في 2006 يتحدث عن تصفية حساب مع 14 آذار وباسيل يلوّح بالعنف

 الجمعة 7 تشرين الأول 2011

كشفت برقية صادرة عن السفارة الأميركية في بيروت بتاريخ 28/11/2006 ومنشورة في موقع "ويكيليكس" تحت الرقم 3718 أن رئيس "التيار الوطني الحرّ" النائب ميشال عون يعتقد أنه حان الوقت الآن للقيام بتصفية الحسابات القديمة مع عائلة الرئيس سعد الحريري ورئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع ورئيس "جبهة النضال الوطني" وليد جنبلاط. وفي الإطار نفسه، تحامل وزير الطاقة والمياه جبران باسيل على قوى 14 آذار وزعيمها الرئيس سعد الحريري، ورئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة ورئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، موجهاً إليهم لائحة من الاتهامات وملقياً اللوم عليهم بالنسبة لأي أعمال عنف سوف تحدث. كما اعتبر أنه بوجود "القوات اللبنانية" في المعادلة، لا يوجد احتمال في التوصل إلى حلّ سلميّ للأزمة. ووصل به الحد إلى الزعم بأن قرار عائلة الرئيس أمين الجميل عدم استقبال المعزين بالوزير الشهيد بيار الجميل كان بدافع سياسيّ وهو دليل آخر على "الكراهية" تجاه عون.
وبحسب تقديرات المسؤول الأميركي، الذي التقاه في 28 تشرين الثاني2007 في الرابية، فإن باسيل كان "متبجحاً ومتغطرساً وحاقداً ولامبالياً ويتعمّد التضليل". وخلال اللقاء، اتهم باسيل كلا من الحريري والسنيورة بـ"الجشع" في تقاسم السلطة، زاعماً أن الأخير "يرفض الاستماع إلى أي شخص باستثناء دائرته الضيقة من "المستشارين السنّة". واتهم "الطبقة الحاكمة" السنية في البلاد بالخداع والهيمنة على المقومات السياسية والإقتصادية للبلاد من دون مبرّر، زاعماً أن الحريري وجعجع وجنبلاط كانوا يرفضون "مراراً وتكراراً مطالبته بالمشاركة الشرعية في السلطة". ورد باسيل على التساؤل الأميركي عن السبب الذي دفع عون، من خلال توقيع وثيقة التفاهم مع "حزب الله"، إلى تفعيل آلية يمكنها أن تضر الكثير من الناس وتعرض سيادة بلده للخطر، مجيباً ببساطة: "اسأل سعد - المسؤولية تقع هناك". كما أعلن أن "الوقت من أجل التسوية نفد الآن".
وجاء في الترجمة الحرفية لنص البرقية بالإنكليزية، وتحمل الرقم "06Beirut3718" تحت عنوان: "لبنان : مستشار عون يحذر قائلاً: نفذ الوقت منهم"، كالآتي:
"عدّد جبران باسيل، المستشار البارز لزعيم "التيار الوطني الحر" ميشال عون، سلسلة من الشكاوى ضد حكومة السنيورة وحذر من أن المفاوضات والتسوية لم تعد محتملة بين تحالف "حزب الله" "التيار" وقوى 14 آذار. وأشار إلى أن التظاهرات المشتركة بين "حزب الله" و"التيار" وشيكة، وتوقع أنها لن تنتهي قبل اسقاط حكومة السنيورة. ويحاول باسيل دوماً الإشارة إلى "التهديد" الصادر عن حزب "اللقوات اللبنانية" الذي يترأسه سمير جعجع، في محاولة منه لإلقاء اللوم عليه عن أي أعمال عنف قد تحدث. ورداً على تساؤل عما إذا كان "التيار" يريد فعلا السير في هذا الطريق الخطير، وتحمل المسؤولية، قال باسيل بغضب: إن أي عنف سيكون المسؤول الوحيد عنه سعد الحريري والسنيورة لرفضهما "الجشِع" في تقاسم السلطة، مشيراً إلى أن الوزارات الأربع التي يقدمها السنيورة وقوى 14 آذار لم تكن كافية. نهاية الموجز".وبحسب البرقية "اجتمع باسيل، في 28 تشرين الثاني في مقر اقامته في الرابية، مع مسؤول في السفارة الأميركية. وكان المستشار وصاحب التأثير على ميشال عون وصهره، ذكر في بداية الحوار أنه في خطر كبير على المستوى الشخصي، لذا لم يعد يعيش في الرابية. واستفسر عما إذا كانت السفارة على علم بعمليات الاعتقال التي طالت نحو 40 مسلحاً من "القوات اللبنانية" مساء الليلة السابقة للإجتماع، لانخراطهم في التدريب العسكري غير المصرح به. وتوقًع، من دون أن يوضح المنطق الذي ينطلق منه، أن "القوات اللبنانية" ستشارك بأعمال عنف قريباً".
انتقاد الحريري
وأضافت البرقية "أصر باسيل، الذي لطالما جادل حول فوائد التحالف السياسي بين "حزب الله" و"التيار" باعتباره مبرراً كوزن يقابل تحالف 14 آذار، وأعلن أن الوقت من أجل تسوية محتملة نفد الآن، لافتاً إلى أن حملة شاملة ستبدأ قريباً لاسقاط حكومة السنيورة. وعدد لائحة طويلة من المظالم، شملت بشكل أساسي سعد الحريري، الذي وصفه بأنه انتهازي، قائلاً ("...كل ما كان يريده هو المحكمة، كما لو أنه الوحيد الذي عانى في لبنان من قبل..."). وزاد باسيل من انتقاداته الشديدة للسنيورة زاعماً انه يرفض الاستماع إلى أي شخص باستثناء دائرته الضيقة من "المستشارين السنّة".
وتابعت البرقية: "طوال المناقشة، أبدى باسيل انطباعاً بأن "التيار" و"حزب الله" قاما بالتنسيق بشكل وثيق خلال التخطيط للتظاهرات كما سيتبعان نصاً مشتركاً عندما تبدأ. وحاول أن يصور "حزب الله" على أنه مجموعة من الوطنيين اللبنانيين، الذي لن يشارك إلا في احتجاج سلمي ومنضبط. عندما سئل عما سيحدث اذا ببساطة سمحت السلطات بالتظاهرات السلمية واستمرت الحكومة في العمل كما كانت، أعرب باسيل عن ازدراء ضمني لسذاجة السؤال، وذكر أنه مع وجود "القوات اللبنانية" في المعادلة، لا يوجد احتمال في التوصل إلى حلّ سلميّ للأزمة.
في الجزء الأفضل من الساعة، روى باسيل قصة تلو القصة، جسدت العديد من السنوات الماضية، التي من شأنها أن تثبت خداع "الطبقة الحاكمة" السنية في البلاد وهيمنتها غير المبررة على المقومات السياسية والإقتصادية في لبنان. وذكر أن ميشال عون، لدى عودته إلى لبنان في العام الماضي، حاول "المطالبة بمشاركته الشرعية" في السلطة، ولكنها رفضت مراراً وتكراراً من قبل ترويكا الحريري وجعجع وجنبلاط. حتى أنه أدلى بادعاء مدهش، لفت فيه إلى أن القرار المزعوم لعائلة المغدور بيار الجميل في عدم استقبال المعزين كان بدافع سياسي ودليلاً آخر على "الكراهية" تجاه الجنرال السابق.
وأوضح باسيل أن ميشال عون يعتقد الآن أنه حان الوقت للقيام بتصفية الحسابات القديمة مع عائلة الحريري وسمير جعجع ووليد جنبلاط. وخلال النقاش، عجز باسيل بسبب تبجحه وغطرسته من الإجابة على معظم الأسئلة الأساسية حول سبب انضمام عون الى قوات منظمة من الجلي أنها تقع تحت سيطرة سوريا وايران. وبعد الضغط عليه ليشرح لماذا عون فعّل آلية يمكنها أن تضر الكثير من الناس وتعرض سيادة بلده للخطر، ردّ باسيل عليه ببساطة: "اسأل سعد - المسؤولية تقع هناك". وعندما سئل عن سبب رفض عون عرض السنيورة بإعطائه أربع وزارات (من بينها وزارة قوية ومرموقة) ، أجاب باسيل: "نحن" لدينا 44 في المئة من البرلمان، وبالتالي يجب أن يكون لنا 44 في المئة من مجلس الوزراء - "نحن" في هذه الحالة عون و"حزب الله" وحركة "أمل" مجتمعة".
واختتمت البرقية بتعليق للسفير الأميركي، قال فيه "إذا كان لباسيل أي دور - على الرغم من أنه شخصية متبجحة، إلا أنه أثبت أنه شخص مؤثر للغاية في التيار العوني - سنواجه قريباً جهداً منسقاً من جانب كل من "التيار" و"حزب الله" لاسقاط حكومة السنيورة ومعاقبة العديد من الشياطين الذين يسكنون الروح العونية. وربما ما كان أكثر ارباكاً من الأحداث نفسها والأحقاد السياسية، كان اللامبالاة التي أظهرها باسيل أمام احتمال حدوث أعمال عنف. في حين أننا متفقون على أننا بحاجة لمراقبة "القوات اللبنانية" بعناية بحثاً عن علامات تكشف تجدد نشاطها الميليشيوي، إلا أننا انزعجنا من أن كراهية باسيل لقوى 14 آذار أدت إلى رؤية "التيار" و"حزب الله" كرفاق سلاح في نضال مشترك.
وأيا كانت تعليقات باسيل، فإن عون نفسه يرفض دائما تسميته "حليف" "حزب الله". ولكن رفضه لعرض السنيورة بأربع وزارات في حكومة الثلاثين، دلّ إلى أي حدّ تم استثمار عون في مؤسسة "حزب الله": عون لا يسأل عن وزارات إضافية لنفسه، لكنه يكرر إصرار "حزب الله" على منحه صيغة الثلث زائداً واحداً من مجلس الوزراء الاجمالي، وبذلك يستطيع "حزب الله" وحركة "أمل" تعطيل كل شيء تفعله الحكومة بالإضافة إلى التهديد باسقاط دستوري للحكومة في أي لحظة. إذا كان عون يريد أن يثبت أنه يمكن أن يكون قوة بناءة، عليه استدعاء السنيورة على الفور ليقول له إنه يقبل بصيغة أربع وزارات في الحكومة الثلاثينية، من دون العودة إلى مطالب "حزب الله". نهاية التعليق

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها