الكلدان الآشوريون السريان شعب واحد  يسمى بالشعب الآرامي

 

اقرأ المزيد...

فرنجية مشكّكاً بعون في 2007: أسعى لإقناعه بميشال إده

  الثلاثاء 4 تشرين الأول 2011

كشفت برقية صادرة عن السفارة الأميركية في بيروت بتاريخ 26/11/2007 ومنشورة في موقع "ويكيليكس" تحت الرقم 1857 أن رئيس تيار "المردة" النائب سليمان فرنجية شكّك بولاء العماد ميشال عون للمعارضة، ودعا إلى إشراكه في عملية اختيار الرئيس المقبل للبنان، محذراً من أن عدم إشراكه يعني احتمال عقده اتفاقاً مع الرئيس سعد الحريري وترك المعارضة خارج هذا الاتفاق. وشدد فرنجية على ضرورة العثور على مرشح يحمي مصالح "حزب الله"، ورأى أن عون بات مقتنعاً أن لا فرصة لديه ليصبح رئيساً".

وأوضح فرنجية في لقائه مع السفير الأميركي لدى لبنان في حينه جيفري فيلتمان ومستشارين سياسيين واقتصاديين أميركيين، في منزله في بنشعي، في 21 تشرين الثاني 2007، أنه يعمل شخصياً لجعل عون يقبل بميشال إدة رئيساً للجمهورية، وأن هذا يجري من دون "تقاسم المعلومات مع عون"، الذي اعتبره فرنجية "يعمل بناء على ديناميكية الفعل ورد الفعل، وبأن دفعه بشدة نحو إده قد يأتي بنتائج عكسية". وذكّرهم بأنهم "درسوا سيكولوجية عون"، وبأنه "شخصية صعبة جداً"، وأن "عون فقط يمكنه أن يؤثر على عون". وطمأنهم بالقول: "وصلنا إلى أكثر من منتصف الطريق"، متوقعاً "المزيد من المرونة من عون في الأيام المقبلة".

وبحسب هذه البرقية لم ينأَ فرنجية عن إطلاق التهديدات لفريق 14 آذار، محذراً من "مشكلة كبيرة" إذا قررت قوى 14 آذار المضي قدماً في النصف زائد واحد، ولوّح بالصراع على أنه "الملاذ الأخير"، مؤكداً أن "المعارضة ستتخذ جميع الخطوات للحفاظ على مصالحها، لكنها لم تكن تبحث عن العنف".

وجاء في الترجمة الحرفية لنص البرقية بالإنكليزية، وتحمل الرقم "07Beirut1857" تحت عنوان: "لبنان: المردة تفضل إده أو سليمان":

"يدعم زعيم "المردة" سليمان فرنجيه ميشال إده ليكون رئيساً للبلاد، لكنه يشدد على ضرورة إشراك زعيم "التيار الوطني الحر" ميشال عون في الموضوع والعثور على المرشح الذي يمكنه حماية مصالح "حزب الله". واقترح بأنه إذا لم يتم التوصل الى إجماع، فإن قائد الجيش اللبناني العماد ميشال سليمان يجب أن يرأس حكومة انتقالية الى حين إجراء انتخابات برلمانية جديدة. ينفي فرنجية إمكانية تشكيل حكومة ثانية أو معارضة تبادر بالعنف، زاعماً أن المعارضة لن تعارض حكومة السنيورة طالما أنها توارت عن الأنظار. نهاية الموجز".

وأشارت البرقية إلى أنه "التقى السفير برفقة مستشار سياسي اقتصادي أميركي وكبير المستشارين السياسيين في خدمة المواطنين الأجانب، مع سليمان فرنجية، زعيم "المردة"، في منزله الشاليه السويسري في بنشعي في 21 تشرين الثاني. حضر الاجتماع الذي دام ساعة ونصف ساعة مستشارو فرنجية ستيفان الدويهي، روني عريجي وريشار هيكل. بدأ السفير الاجتماع الأول مع فرنجية منذ أكثر من ستة أشهر، مؤكداً دعم الولايات المتحدة الكامل للمبادرة الفرنسية لايجاد مرشح توافقي. ومع ذلك، يبدو أن قوى 8 آذار تعرقل التقدم أكثر من قوى 14 آذار. وقال إن الولايات المتحدة تأمل في رؤية الرئيس قبل انقضاء ولاية الرئيس لحود في منتصف ليل 23 تشرين الثاني، محذراً من العواقب التي ستلحق بأي طرف يحاول تقويض حكومة الرئيس السنيورة".

إذا لم يكن إدة فسليمان

وأضافت البرقية "علّق فرنجية على لائحة البطريرك (مار نصرالله بطرس صفير) مشيراً إلى أنها تتضمن لائحة أسماء بمعظمها من المؤيدين لقوى 14 آذار منها لـ8 آذار، وقال إن المعارضة لن توافق على مرشح من 14 آذار أو حتى على مقربة منها. إنها تبحث عن المرشح الذي يطمئن "حزب الله"، ويرضي جميع الفئات في المعارضة، ولا يشكل تهديداً خطيراً لشعبية زعيم "التيار الوطني الحر" ميشال عون. وشدد على ضرورة أن يكون عون مشاركاً في هذا الموضوع، وفي حال غير ذلك، سيبرم اتفاقاً مع الحريري، ويترك باقي المعارضة خارجه. وادّعى فرنجية أن المعارضة ستؤيد المرشح التوافقي ميشال إده، فهو المرشح الوحيد الممكن التوافق عليه ضمن لائحة البطريرك، بما أنه يرضي كلاً من "حزب الله" والمجتمع الدولي، وكان صديقاً لـ14 آذار، ولا يشكل تهديداً لعون.

وأشار إلى أن المسيحيين لن يرضوا برئاسة ضعيفة لإده، ولكن إذا كان عون مشاركاً أكثر في مهمة اختيار الرئيس، سيكون الأمر أسهل. تؤيد المعارضة ترشيح إده، لأنها وجدته على مسافة واحدة من جميع الأطراف، على عكس روبير غانم، الذي تنظر إليه معظم أطراف المعارضة كشخصية من 14 آذار. وادّعى فرنجية أن المعارضة لا تريد ان تعرقل الاتفاق حول رئاسة الجمهورية، وإذا كان زعيم الأغلبية سعد الحريري يرفض ترشيح إده، فسيتحمل مسؤولية فشل انتخاب رئيس توافقي".

وتابعت البرقية "أما بالنسبة لترشيح عون نفسه، فقال إنه يعتقد أن عون كان مقتنعاً أن لا فرصة لديه ليصبح رئيساً، وأنه لن يكون مستغرباً إذا رأى عون يتحرك نحو مرشح توافقي. وقال فرنجية إنه كان يعمل ليقبل عون بإده، ولم نتقاسم هذه المعلومات مع عون نفسه، لكن عون كان "شخصية صعبة للغاية". وأضاف "درستم سايكولوجيته؛ عون فقط يمكنه أن يؤثر على عون. إنه يعمل بناء على ديناميكية الفعل ورد الفعل"، ودفعه بشدة نحو إده قد يأتي بنتائج عكسية(...). نحن وصلنا إلى أكثر من منتصف الطريق"، وعلينا أن نرى المزيد من المرونة من عون في الأيام المقبلة. (ملاحظة: أعلن عون في اليوم التالي مبادرة حيث سيرشح اسماً من خارج قوى 8 آذار للرئاسة، على أن ترشح الأكثرية رئيس الوزراء من خارج 14 آذار. رفضت 14 آذار هذه المبادرة على الفور. واعتباراً من 25 تشرين الثاني فهمنا أن عون يقوم بطبخ مبادرة جديدة).

لاحظ فرنجية أن قوى 14 آذار ستحدد اسم رئيس الوزراء المقبل، لكن المعارضة ستحاول الحصول على الحد الأقصى من الحكومة الجديدة، وسوف تستخدم هذا للضغط في المفاوضات حول الرئاسة. وقال إن الحكومة المقبلة يجب أن تكون حكومة وحدة وطنية، وعلى أن يكون الرئيس الحكم بين المعسكرين.

إذا لم يتم التوصل إلى توافق في الآراء، اقترح فرنجية حلاً انتقالياً في شكل حكومة وحدة وطنية و"الهدف الأساس سيكون تعديل قانون الانتخابات وإجراء انتخابات برلمانية مبكرة. وقائد الجيش ميشال سليمان سيكون مرشحاً جيداً لرئاسة هذه الحكومة الانتقالية".

لا عنف بعد مغادرة لحود

وبحسب البرقية "قال فرنجية إن الرئيس (اميل) لحود لن يعين حكومة ثانية قبل تنحيه عن السلطة. ولمّح إلى أن المعارضة قد تعمل مع حكومة السنيورة (الذي، تولى بموجب الدستور، صلاحيات رئيس الجمهورية وذلك اعتباراً من منتصف ليل 23 تشرين الثاني، بانقضاء ولاية لحود) طالما أنه يبقى بعيداً عن الأنظار ويتجنب اتخاذ قرارات كبرى مثل تعيين قائد جديد للجيش اللبناني أو تغيير بيان مهمة الجيش اللبناني، ما قد يؤدي إلى انقسام الجيش اللبناني.

ورداً على سؤال السفير عن احتمال نشوب نزاع مسلح، قال فرنجية إن "المردة" كأي حزب آخر، لها الحق في الدفاع عن نفسها. ومع ذلك، فإنها ستكون في وضع رد الفعل ولن تبادر إلى فعل أي شيء، على الرغم من أنه لم يستبعد احتمال أن تدعم المعارضة أي تظاهرات في الشوارع، احتجاجاً على تدني الأجور أو غيرها من القضايا الاجتماعية والاقتصادية ذات الصلة. ذلك يعتمد "عليهم"، محذراً من أنه إذا قررت قوى 14 آذار المضي قدماً في النصف زائد واحد، سيكون هناك "مشكلة كبيرة". وأشار إلى أن الوضع الراهن "أسهل" من رئيس بالنصف زائد واحد. وبالنسبة لفرنجية الصراع هو "الملاذ الأخير"، وأعرب عن أمله "بأنهم" لن يدفعوا المعارضة إلى ركلة ركنية، ودفعهم إلى الصراع. وحذر من أن المعارضة ستتخذ جميع الخطوات للحفاظ على مصالحها، لكنها لم تكن تبحث عن أعمال شغب أو عنف".


المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها