الكلدان الآشوريون السريان شعب واحد  يسمى بالشعب الآرامي

 

اقرأ المزيد...

باسيل لفيلتمان: عون يحرّك المسيحيين كما يحلو له

 التاريخ:9/27/2011

 كشفت برقية صادرة عن السفارة الأميركية في بيروت بتاريخ 24/03/2006 ومنشورة في موقع "ويكيليكس" تحت الرقم 929، أن وزير الطاقة والمياه جبران باسيل، تفاخر بأن رئيس "التيار الوطني الحر" النائب ميشال عون "يمكنه أن يحرّك المسيحيين بأي شكل من الأشكال، وكما يحلو له"، ونقل إلى السفير الأميركي جيفري فيلتمان أن أحد المراقبين وصفه بـ"رجل خطير" لأنه مثل (النائب وليد) جنبلاط، يتمتع بالدعم الكامل من ناخبيه. فيما اعتبر عون أنه "لم يحصل أحد على تأييد 70 في المئة من المسيحيين من قبل، وهذا تاريخي".

 وخلال اجتماع عقد في دارته في 23 آذار 2006، مع فيلتمان ومسؤول سياسي أميركي، في حضور باسيل، اعتبر عون أنه "سجل انتصاراً عندما وافق "حزب الله" على عدم استخدام السلاح دفاعاً عن إيران أو لتحرير فلسطين"، مشيراً إلى أن الحزب "أصبح لبنانياً اكثر". ورداً على سؤال السفير عن فاعلية أسلحة "حزب الله" لتحقيق أهدافه في الدفاع عن لبنان، أكد أن "معظم أسلحة الحزب هي من الصواريخ الباليستية المناسبة فقط كأسلحة ضمن المنطقة". ثم قدم ضمانات للأميركيين، في شأن الحد من سلطة الحزب في الجنوب بعد توليه الرئاسة، قائلاً: "إن الدولة اللبنانية، تحت قيادة الجنرال عون، ستسيطر على الجنوب".

 وتظهر البرقية مواقف متعددة لعون، فعلى الرغم من أنه تردد في الدفاع عن حلفاء سوريا خصوصاً أولئك الذين يدعمون ترشيحه قائلاً "إنهم أحرار في قول ما يرغبون"، إلا أنه وصفهم بـ"صانعي المتاعب، الموجودين دوماً لكن من دون أي دعم". وأمام الأميركيين الذين اعتبروه "مصاباً بجنون العظمة" قال إن "سوريا لا تريدني أن أصبح رئيسا"، ثم حاول أن ينكر علاقته بالسياسيين الموالين لسوريا، وعن علاقته بالرئيس اميل لحود، الذي أعلن تأييده ليكون خلفاً له، اعترف عون بعجزه، طالباً من السفير أن يقول له كيف ينأى بنفسه عن لحود، وذكّر بأنه رفض دعوات الأخير للقاء متذرعاً بأن "الوقت غير مناسب".

 وجاء في الترجمة الحرفية لنص البرقية بالإنكليزية، وتحمل الرقم " 06Beirut929" تحت عنوان: "عون على استعداد للتعاون مع كل من يؤيده"، الآتي:

"أعرب زعيم "التيار الوطني الحر" ميشال عون، خلال اجتماع في 23 آذار مع السفير الأميركي، عن رأيه حيال تصحيح مواقفه من دون جدال. في عالم عون: اتفاقه مع "حزب الله" لا يشوبه شائبة، هجومه على الأغلبية البرلمانية حق، وجميع أولئك الذين يختلف معهم لديهم أجندات خفية، ومفتاح الاستقرار السياسي هو رئاسة عون. لم يتردد في الدفاع عن حلفاء سوريا خصوصاً أولئك الذين يدعمون ترشيحه، رافضاً اعتبار أن هؤلاء العملاء السوريين يحتمل أنهم يمجدونه من أجل أن يتعاون مع سوريا. "بعض الناس يدعونه جنبلاط المسيحيين"، ويتفاخر مساعده (باسيل) بالقول: "يمكنه أن يحرك المسيحيين بأي شكل من الأشكال، كما يحلو له". لم يظهر عون أي إشارة للتوافق أوالتسوية أو الرغبة في الوصول إلى أي شيء: الأمر متروك لهم ليكونوا مرنين، لافتاً إلى أن القيادة اللبنانية الحالية يمكنها، إذا طلب منها، تشكيل حكومة جديدة وسطية تتضمن كتلة عون وسيقبل بها الرئيس لحود. نهاية الموجز".

 "حزب الله يعتقد أنني عظيم، وأنا أوافق"

 وأشارت البرقية إلى أن "السفير يرافقه مسؤول سياسي أميركي، التقى ميشال عون ومساعده وصهره جبران باسيل، في دارته في ضواحي بيروت (الرابية). وأعرب السفير عن قلق الحكومة الأميركية، لما أبداه كل من "حزب الله" وحركة "أمل" من تعاون ظاهري في الحوار الوطني، إلا أنهما استخدما تكتيكات التأجيل لمماطلة الحوار. ورد عون مستعرضاً ما أنجزه منفرداً، من خلال اتفاقه مع الحزب، بتجنيب وقوع السنّة والشيعة في لبنان في حرب أهلية، وذلك من خلال إعادة التوازن إلى الساحة السياسية. وقال "حزب الله" أصبح أكثر لبنانياً، معتبراً أنه سجل انتصاراً عندما وافق الحزب على عدم استخدام السلاح دفاعاً عن إيران، أو لتحرير فلسطين. وكان مقتنعاً بأنه ما ان يتم الافراج عن المعتقلين في اسرائيل وتحرير مزارع شبعا، ستكون الحكومة اللبنانية قادرة على دمج الحزب في هيكل الدفاع الوطني. ورأى أن الدولة اللبنانية، تحت قيادة الجنرال عون، ستسيطر على الجنوب. ولم يُجب مباشرة عن سؤال السفير عن فاعلية أسلحة "حزب الله" لتحقيق أهدافه في الدفاع عن لبنان، ثم اعترف بأن معظم أسلحة الحزب هي من الصواريخ الباليستية المناسبة كأسلحة ضمن المنطقة، وقال إنه عندما يقتنع الحزب بأن الجنوب حرّر والأسرى عادوا من إسرائيل، سوف يخضع لسلطة الجيش اللبناني.

 وأشار إلى أنه لم يناقش دعمه للرئاسة مع (الأمين العام لـ"حزب الله" السيد) حسن نصر الله، ومع ذلك، يفترض أنه عندما وصفه الأخير بـ"مرشح جدي"، اعتبره تأييداً من "حزب الله". ورداً على تعليقات السفير حول الشائعات التي تشير إلى آخرين مدعومين من سوريا و"حزب الله"، رفض ما يقال بأن الحزب يدعم مرشحين من النخبة السياسية المارونية. واقترح السفير أن السبيل الوحيد في مواجهة المأزق الراهن، هو في المضي قدماً للتوصل إلى تسوية بين الأحزاب السياسية، فوافق عون ورأى أنه على بعض أعضاء 14 آذار أن يأتوا إليه. إنهم بحاجة ليكونوا مرنين. وقال ممازحاً: "ربما سيأتي وليد جنبلاط إليّ"، مشيراً إلى أنه يعرف بأن جنبلاط وآخرين كانوا ضده منذ البداية "على الرغم من أني عانيت في الخارج". وادعى عون أنه قبل عودته إلى لبنان، تدخلت شخصيات مقربة من 14 آذار مع الحكومة الفرنسية لتأخير عودته إلى لبنان. ولدى عودته، لم يزره سوى أولئك الذين كانوا على مقربة من سوريا.

 "إذا أعطوا، فسوف آخذ"

 وأضافت البرقية: "قال عون: "الحريري يجب أن يكون أكثر مرونة"، وعليه أن يتقبل بأن عون لا يهدد مصالح 14 آذار. إذا فعلوا ذلك، وتقبلوا رئاسة عون، يمكن أن تتحرك الأمور قدماً. انحنى عون إلى الأمام، وأشار إلى صدره قائلاً: "لم يحصل أحد على 70 في المئة من المسيحيين من قبل، وهذا تاريخي". وأشار باسيل بسرور الى أن مراقباً مؤثرا وصف الجنرال بـ"رجل خطير" لأنه مثل جنبلاط، يتمتع بالدعم الكامل بين ناخبيه. ورداً على تساؤل عما إذا كان يرغب في أن يكون أكثر مرونة مع قوى 14 آذار، قال: "لم يبق لدينا شيء لنعطيه". واعتبر أن الفصائل التي معه تحقق التوازن في مقابل الحريري و14 آذار. وادعى أن الغالبية في البرلمان الحالي لا تعكس الإرادة السياسية الحقيقية في لبنان، مناشداً وحزبه المحكمة الدستورية للطعن بالمقاعد العشرة التي خسرها في الانتخابات البرلمانية في العام 2005.

 وتوقّع بأنه عندما يصبح رئيساً، لن يواجه أي مشكلة في التعاون مع الحريري كرئيس للوزراء، "طالما أنهم يطيعون القانون ويتبعون الدستور". واعترف عون للسفير لدى إشارته إلى شبكة اتصالات "حزب الله" غير القانونية وعن التمويل الذي يتلقاه سرياً من حكومة أجنبية، قائلاً: إن "بري وجنبلاط، والجميع، ما عدا ميشال عون، منخرطون في مثل هذه الأنشطة، وعليهم أن "يتوقفوا" عن ذلك "لافساح الطريق لحقبة جديدة في السياسة العامة عندما يصبح عون في السلطة".

 "الحوار سيكون بخير إذا اتفقوا معي"

وبحسب البرقية "أشار عون إلى أن الإطار العام للحوار الوطني كان ايجابياً. وأعرب السفير عن قلق حكومته من التعاون الذي يبديه "حزب الله" وحركة "أمل" في جلسات الحوار الوطني وفي المقابل يستخدمان تكتيكات تمنع التقدم في الحوار، محذراً عون من الأثر على الشارع اللبناني حيث يستخدمه حلفاؤه ليأخذ البلد في اتجاه سيئ، فرفض الأخير هذا الكلام وأكد من جديد أهمية تحالفه مع "حزب الله".

 "السوريون لا يحبونني"

 ولفتت البرقية إلى أن "عون نفى أن تكون عناصر مؤيدة لسوريا برزت نفسها خلال الحوار لتقديم الدعم له. وقال: "إنهم مجرد صانعي متاعب، موجودون دوماً لكن من دون أي دعم"، مكرراً ما يقوله دوماً إنهم أحرار في قول ما يرغبون"، ولم يُعِر أي اهتمام لتعليقات اميل لحود الأخيرة عندما سمّاه "خلفاً مناسباً"، و"نحن من المدرسة نفسها". وقال: "لم أرد عليه، ولا أريد أن أدخل في نقاش جدلي معه"، رافضاً حتى التفكير بما قاله السفير له، عن احتمال ان يستخدمه لحود للبقاء في منصبه. وأكد أن ما أبقى لحود في منصبه هي الأخطاء التي ارتكبتها المعارضة، وليس حماية عون للحود. وقال عون انه إذا استمع فريق 14 آذار إلى النداءات الشعبية المطالبة برحيل لحود، فكان عليه أن يستمع أيضاً إلى النداءات الشعبية التي سمّت خليفة لحود، مؤكداً أن الأكثرية لو أيدته، لترك لحود منصبه.

 وطلب السفير من عون النظر إلى حلفائه: "حزب الله"، اميل لحود، ومجموعة متنوعة من السياسيين الموالين لسوريا مثل وئام وهاب، طلال ارسلان، سليمان فرنجية وعمر كرامي، وسأله كيف يفترض بالولايات المتحدة تفسير هذه التحالفات، لا سيما عندما كان المجتمع الدولي يريد أن يرى لبنان قويا ومستقلاً وديموقراطياً؟ فأقر عون بالعجز، طالباً من السفير أن يقول له كيف ينأى بنفسه عن لحود. وقال: "لا ألتقيه"، مشيراً إلى أن لحود سأله عن موعد لمرات عدة، ومع ذلك رفض دوماً لأن الوقت غير مناسب. وادعى عون أنه التقى لحود مرة واحدة فقط منذ عودته الى لبنان كجزء من مناقشة تشكيل الحكومة في العام 2005.

ورفض زعيم "التيار الوطني الحر" تقبّل الفكرة القائلة إن أنصاره يحاولون الإضرار به من خلال الدعم العام، مدعياً أن حلفاء سوريا وقفوا إلى جانبه بعد عودته الى لبنان، عندما تم تجاهله من قبل قادة 14 آذار. ولكنه كان يعرف أنهم أتوا إليه لأسباب تكتيكية، وقال "سوريا لا تريدني أن أصبح رئيسا"، إن سوريا تعرف أن رئاسة عون تعني سيادة لبنان والعمل معه كشريك على قدم المساواة مع سوريا، مؤكداً أنه من اجل علاقات جيدة بسوريا، يحتاج لبنان الى تشكيل حكومة جديدة.

 وأثار السفير الاعتراض الأخير على الانتخابات البرلمانية المبكرة التي أثارها البطريرك الماروني الكاردينال صفير مشيراً إلى قلق الحكومة الأميركية من أن تتسبب التحضيرات اللازمة لإجراء انتخابات مبكرة، وصياغة قانون جديد للانتخابات إلى تراجع تقدم الجبهة السياسية في لبنان".

وفي التعليق الذي وضعه فيلتمان في نهاية البرقية، أشار إلى أن عون "كعادته، لم يظهر أي مرونة في موقفه من الرئاسة أو تجاه التعاون مع قوى 14 آذار. لا يمكنه تصور أي خداع من قبل "حزب الله" وحلفاء سوريا لاستغلاله في خدمة مصالحهم. يبدو مبالغاً في ادعائه أنه قادر على تحريك المسيحيين كما يحب. عون ليس مستعداً للنظر في أي مرشح غيره لرئاسة الجمهورية. داخل 14 آذار، يعتبر عون مصاباً بجنون العظمة، صعباً وحتى غبياً. فرص التعاون الحقيقي بين المجموعتين ضئيلة. بعد وقت قصير من وصولنا إلى منزل عون، قال عون إن سياسيين مسيحيين معارضين من حزب الوطنيين الأحرار لدوري شمعون قد غادروا للتو. أتوا للتحدث علناً ضد دوري شمعون والتعبير عن دعمهم لعون، مثال آخر عن وجهة نظر الجنرال، لماذا هو، وهو وحده، يجب أن يكون رئيس لبنان المقبل".

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها