الكلدان الآشوريون السريان شعب واحد  يسمى بالشعب الآرامي

 

اقرأ المزيد...

باريس تؤكد التوجه لفرض رزمة جديدة من العقوبات الأوروبية على نظام الأس

بريطانيا تضبط سفينة مروحيات هجومية روسية متجهة إلى سوريا

المستقبل - الاربعاء 20 حزيران 2012

غلاسكو ـ مراد مراد ووكالات

ضبطت القوات الحكومية البريطانية باخرة روسية عند شواطئ اسكتلندا (شمال المملكة المتحدة) محملة بذخائر حربية وصواريخ وشحنة من طائرات الهليكوبتر المقاتلة من طراز "ام اي 25" في طريقها الى سوريا.
وأعلن وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ ان الباخرة غادرت محيط الجزر البريطانية وابحرت عائدة من حيث اتت، اي الى الشواطئ الروسية.
وأبلغ ناطق باسم الخارجية البريطانية "المستقبل" ان "بريطانيا تعلم بوجود سفينة تحمل شحنة من طائرات الهليكوبتر المقاتلة روسية الصنع تم تجديدها والسفينة متجهة الى سوريا". وأضاف: "لقد كان وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ واضحا جدا مع نظيره الروسي سيرغي لافروف عندما التقاه (في كابول) في الرابع عشر من حزيران الجاري بأن جميع شحنات الدفاع المرسلة الى سوريا يجب ان تتوقف. نحن نعمل عن كثب مع شركائنا الدوليين لضمان اننا نقوم بكل ما في وسعنا من اجل شل قدرة النظام السوري على ذبح المدنيين عبر مساعدات تقدم له من دول اخرى".
وأفاد مصدر آخر "المستقبل" أن "مجموعة طائرات الهليكوبتر التي وجدت على متن الباخرة كانت في طريق العودة الى سوريا بعدما كانت ارسلت الى روسيا لتحديثها وإصلاح اعطال فيها. وقد ضبطت وهي في طريق العودة من مرفأ كالينينغراد في روسيا الى مرفأ طرطوس في سوريا بعدما انهى الروس صيانتها وتجديدها".
وطلبت الحكومة البريطانية من شركة التأمين "ستاندرد كلوب" المسؤولة عن تأمين حمولة السفينة "ام في الايد" ان ترفع تأمينها عنها وذلك بعدما اكدت لها ان "حمولة الباخرة تتعارض والعقوبات التي فرضها الاتحاد الاوروبي على النظام السوري والتزمت بها بريطانيا".
ومالكة الباخرة هي شركة روسية تدعى "فيمكو"، وبعد اجابتها طلب لندن قامت شركة التأمين بإلغاء عقودها مع جميع سفن "فيمكو".
وعللت "ستاندرد كلوب" من مقرها في لندن قرارها سحب التأمين من السفن الروسية بقولها: "انهم خرقوا الاتفاقات بين الجانبين حول محتوى الشحنات المبحرة" واكدت في بيان ان "السلطات البريطانية اخطرتنا الجمعة بوجود اسلحة وصواريخ وطائرات هليكوبتر مقاتلة على متن الايد ونحن نتقصى لمعرفة ما ستقوله الشركة الروسية بهذا الخصوص".
وضبطت السفينة الروسية وهي تبحر على بعد نحو 80 كيلومترا من الشاطئ الشمالي لإسكتلندا، وبعد سحب غطاء التأمين عنها فإن السفينة توقفت عند شواطئ الجزر الغربية ولم تقدر على الإبحار مجددا واكمال طريقها الى حين ان تتمكن الشركة الروسية المالكة من العثور على غطاء تأميني آخر وهو امر لم يحصل لإلتزام شركات التأمين البريطانية بقرارات الحكومة لجهة حظر مرور الأسلحة المرسلة الى سوريا. وبالتالي وجدت الباخرة المدججة بالسلاح نفسها مضطرة للعودة الى بلدها الأم.
وأكد هيغ مغادرة السفينة الروسية المياه البريطانية امام مجلس العموم بالقول: "مركز المعلومات التابع للبحرية البريطانية تابع عن كثب تحركات السفية الروسية منذ وصلتنا معلومات عن احتمال وجود شحنة من الاسلحة والمقاتلات الهليكوبتر على متنها. السفينة اتجهت نحو الدنمارك وفي اتجاه هولندا، ولكن بعدما ذيع صيت الشحنة الى الرأي العام قامت السفينة في ابحارها بتفادي المياه الهولندية وقررت التوجه شمالا وكان من المرجح مرورها في مضيق دوفر (انكلترا) لكنها حتما الآن تتحاشى المرور في المياه الاقليمية البريطانية او الاوروبية وهي الآن في طريقها عائدة الى روسيا".
واكد مصدر اميركي لـ"المستقبل" ان "موضوع هذه الشحنة كان في صميم التصعيد الكلامي في الفترة الاخيرة بين واشنطن وموسكو. لقد كانت هي احد الاسباب الرئيسية في اتهام واشنطن لموسكو بتزويد نظام الاسد بالسلاح في حين نفى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ذلك بحجة ان روسيا تقوم بواجبها تجاه احترام العقود التي ابرمتها مع سوريا عند اتمام صفقات الاسلحة. اي ان الروس معنيون بإصلاح الأعطال واعمال الصيانة للطائرات التي باعوها للنظام السوري".
وتضطر البواخر الروسية المبحرة الى البحر الأبيض المتوسط الى الاتجاه غربا والمرور بمياه اسكندينافيا ثم شواطئ بريطانيا قبل الاتجاه جنوبا الى مضيق جبل طارق للعبور الى مياه المتوسط.
وبوقف الشحنة الروسية في بريطانيا يكون اول احتكاك دولي حقيقي حول الأزمة السورية حدث فعلا ويأمل مراقبون ان لا تلجأ الدول الكبرى الى المزيد من التصعيد كي لا يحصل اصطدام عسكري لا يحمد عقباه.
وهذه ليست المرة الأولى التي تكتشف فيها بريطانيا بوارج روسية مسلحة تعبر قبالة شواطئها نحو سوريا، ففي كانون الأول 2011 لجأت سفن حربية روسية الى مرفأ "موراي فيرث" في اسكتلندا بسبب سوء احول الطقس وقد رصدت البحرية البريطانية حينها الأسطول الروسي الذي كان يتألف من المدمرة كوزنتسوف وفرقاطتين وثلاثة بواخر نفطية وهو يعبر نحو مياه الأطلسي قبل ان يتجه جنوبا ثم يأخذ طريقه الى الشواطئ السورية في المتوسط.
وفي موسكو، نفى ناطق باسم أسطول البحر الأسود الروسي امس تقارير أفادت ان سفينتي الإنزال "قيصر كونيكوف" و"نيقولاي فيلتشينكوف" توجهتا إلى البحر المتوسط.
ونقلت وكالة "نوفوستي" الروسية للأنباء وقناة "روسيا اليوم" عن ضابط في الأسطول لم تذكرا اسمه قوله ان سفينة الإنزال الكبيرة "قيصر كونيكوف" غادرت امس الثلاثاء قاعدة سواستوبول البحرية الروسية متوجهة نحو أحد ميادين التدريب القتالي في البحر الأسود وليس نحو البحر المتوسط.
وأوضح الضابط أن السفينة "قيصر كونيكوف" توجهت لإجراء اختبار روتيني في قاعدة تدريب في البحر الأسود وليس في البحر المتوسط، مشيراً إلى أنها "ستقوم بقياس المجالات المغناطيسية والصوتية في ميدان التدريب القتالي التابع للأسطول".
وكانت وسائل إعلام روسية وغربية أفادت أمس الاثنين أن سفينتي الإنزال الروسيتين "قيصر كونيكوف" و"نيقولاي فيلتشينكوف" بصدد القيام برحلة بحرية بعيدة المدى إلى الساحل السوري لإيصال فريق من مشاة البحرية المخصص لحراسة القاعدة الروسية في طرطوس.
ونفى الضابط التقارير، مشيراً إلى أن "السفينتين ستجريان أعمال الصيانة المخطط لها وستقوم السفينة نيقولاي فيلتشينكوف بعملية القياس ذاتها في 20 حزيران على أن تعود إلى ميناء سواستوبول في 25 من الشهر نفسه".
مستشارة الرئيس السوري بثينة شعبان، بحثت مع نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، المبادرة الروسية لعقد مؤتمر دولي لتسوية الوضع في سوريا.
ونقلت قناة "روسيا اليوم" امس عن بيان لوزارة الخارجية أن بوغدانوف التقى شعبان في موسكو أول من أمس. أضاف "تركز اللقاء على تطور الوضع في سوريا وسبل البحث عن مخرج سياسي من الأزمة".
وقال البيان إن بوغدانوف "استعرض بالتفصيل أمام شعبان الجهود الروسية على هذا المسار من بينها المبادرة لعقد مؤتمر حول سوريا لتأمين تنفيذ خطة (مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا كوفي) أنان".
وأشار البيان إلى أن "الجانب السوري أبدى تأييده لهذه الفكرة"، وشددت شعبان على سعي دمشق لتسوية الوضع في البلاد بأسرع ما يمكن ووقف كافة أنواع العنف وإطلاق حوار بناء مع قوى المعارضة.
وأعربت عن شكرها لموقف روسيا الرافض للتدخل الأجنبي في الشأن السوري والعامل على خلق ظروف لتسوية سياسية ـ ديبلوماسية ومنع تمويل نشاط المسلحين وتزويدهم بالأسلحة.
يشار الى ان روسيا كانت اقترحت عقد مؤتمر دولي لحل الأزمة في سوريا.
في باريس، اعلن الناطق باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو امس ان "رزمة جديدة من العقوبات الاوروبية سيتم اقرارها خلال اجتماع مجلس الشؤون الخارجية في الاتحاد الاوروبي في 25 حزيران الجاري وستستهدف اشخاصا جددا وهيئات سيتم ضمها الى لائحة حظر السفر وتجميد الاصول المصرفية". واشار الى ان "الدول لم تتوصل بعد الى اتفاق حول عقد اجتماع لمجموعة اتصال بشأن سوريا في جنيف في 30 من الشهر الجاري".
وفيما تتدهور الأوضاع في سوريا نحو الأسوأ وتم تعليق مهمة بعثة المراقبين الدوليين هناك، لا تبدو واشنطن قادرة على تمديد مهلة الانتظار الى ما بعد الانتخابات الرئاسية الأميركية لإيجاد مخرج للأزمة قبل اندلاع حرب اهلية حقيقية تنعكس سلبا على الشرق الاوسط بأسره.
وتتعرض ادارة الرئيس الاميركي باراك اوباما الى ضغوط خارجية من أصدقائها العرب والأوروبيين وضغوط داخلية من الحزب الجمهوري تحديدا الذي لا ينفك سياسيوه يطالبون بتدخل عسكري فوري للإطاحة ببشار الأسد وانهاء معاناة الشعب السوري.
وآخر نداء في هذا الاتجاه كان من السيناتور جون ماكين الذي طالب بوجوب تدخل عسكري اميركي حتى وان كان بدون قرار دولي من مجلس الأمن. وأنهى البنتاغون خططا عسكرية لأي تدخل من هذا النوع بالتنسيق مع وزارتي الدفاع البريطانية والفرنسية وتأمل الدول الغربية في اقناع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هذا الأسبوع بضرورة بدء عملية انتقال سياسية في سوريا بدون الأسد ولهذا الغرض يحتاج الجميع الى معارضة سورية موحدة تضم عناصر ترضى عنها موسكو وبكين كي يتم مباشرة بعدها انجاز الخطوة الحاسمة وهي اصدار قرار في مجلس الأمن تحت الفصل السابع يدق المسمار الأخير في نعش النظام الديكتاتوري في سوريا.

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها