الكلدان الآشوريون السريان شعب واحد  يسمى بالشعب الآرامي

 

اقرأ المزيد...

"العواونة"..

كارلا خطار

 الاربعاء 19 تشرين الأول 2011

 صمت يعمّ المكان. اجتماع سرّي يجري التحضير له. المدعّوون كلهم من أهل البيت و"ما حدا غريب". ميشال عون، كبير "القعدة" وزعيمها أول الجالسين الى الطاولة، مستظلّ بفيء أشجار الرابية العوان. بين يديه ورقة عليها رسم لشجرة العائلة التي يتفرّع منها الأقرباء لجهة الأب والأم بالاضافة الى الغرباء الذي انضمّوا الى العائلة بهدف تشعّبها. وكلما تكاثر أفرادها، دأب الجنرال على إيجاد وظائف لهم في الدولة التي من المفترض انهم ينتمون إليها. وكأن تكتل "التغيير والاصلاح" يعيش مرحلة خواء سياسي، لا يخترقه سوى "عواونة استثنائيين" يعملون عمل الـ puzzle تحت شعار: الرجل المناسب في الفراغ المناسب.
كبير القوم يختار الرجال من آل عون، جاعلا من الدولة امتدادا لـ"قبيلته" من الوزارة الى النيابة الى الوظائف النقابية.. وتبقى الأمنية التي لا تفارق رسم شجرة العائلة، كرسي الرئاسة الاولى وعون جالس عليه. خيوط العنكبوت العوني اخترقت منذ سنوات نقابة الاطباء فكان ماريو عون نقيبا، وتربصت بالمجلس النيابي فكان كل من آلان عون وسليم عون نائبين، ثم كانت الوزارة لجبران باسيل هدية من حماه لحسن سلوكه وانصياعه لأوامر العمّ الفرعوني". رؤوس كبيرة رفضت الاستدعاء الى بيت الطاعة، فخرجت من التيار، والكل يسأل "أين اصبحت طروح الجنرال التي نادى بها ضد التقليد والاقطاع والارث السياسي؟" سؤال آخر: "ما هي المعايير التي يعين على أساسها نوابه ووزراءه"؟.
حظي جبران باسيل وحده بكل الدلع والدلال. هو فتى عون "الغنوج". أليس من المفترض ان يكون الصهر سند الظهر؟ وقصة هذا الصهر الذي يريد حموه أن يجعله نائبه تروى منذ ان دخل العائلة العونية باسيليٌّ غريبٌ وبعلٌ لأصغر البنات. وتحتمل شجرة عون الكبيرة أن يكون للصهر فيها منافسون بدءاً من آلان عون الى سليم عون الى كل افراد عائلة عون الطموحين في تيار كبيرهم وقريبهم ميشال. فجبران الذي يواجه آلان المدعوم من أشقاء وشقيقات ميشال عون، بات يستند الى سليم المدعوم من استخبارات خارج الحدود. كما أن جبران الذي يعتبره الثائرون مغروراً وحقوداً، لا يجيد التعامل مع أهل التيار. أما المحتجون فعددهم يفوق المتناحرين لكن صوتهم لم يعلُ بعد فوق صوت طرزان المتنقل بين غابات الرابية الخضراء: "إذا كان ميشال عون يريد جبران نائباً له فليجعله نائباً في منزله وليس في منازلنا، أي في بيت عون وليس في تيارنا". الاحتجاجات تتعاظم وتصل أصداؤها الى أذنيّ ميشال عون لكنه يحسب انه أيلول و"طرفه بالشتي مبلول"..
لهفة ميشال عون الى ترسيخ مؤسسته، بدأت منذ وطأت قدماه "قصر الشعب". فأداؤه الذي يدّعي "الاصلاح والتغيير"، جعل عائلته تترعرع في باريس من فوائد مبلغ 15 مليون دولار يعود الى الدولة، ثم أعاده بعد التسوية إثر عودته الى لبنان. فشبّت العائلة عالة على الدولة، وتوظّف اليوم شبابها في ملاكها يكهربون مجلسها ويتوارثون أفكار "فرعونهم".
ميشال عون الضليع في شن الحروب، يختبر اليوم الصراعات المتناحرة داخل القبيلة الواحدة. ماذا يلي؟ اسألوا من سيبقى مع "العواونة"!.

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها