الكلدان الآشوريون السريان شعب واحد  يسمى بالشعب الآرامي

 

اقرأ المزيد...

سمير جعجعرأى أن أي تغيير في سوريا ستواكبه خضات كبرى
جعجع يحذر من أن وقف التمويل يعني عزلة كاملة للبنان

 الاحد 16 تشرين الأول 2011

أعلن رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع أن "معارضة تمويل المحكمة الدولية ستؤدي أولاً الى أزمة داخلية لأن أكثرية الشعب اللبناني لن تكون مسرورة لرؤية فريق لبناني يقطع تمويلاً لبنانياً عن محكمة ذات أهداف لبنانية نزل من أجل المطالبة بها مليون لبناني الى الشارع وقد أقرها مجلس الأمن الدولي، وهذا ما سيتسبب بأزمة داخلية عميقة جداً". وحذر من أن امتناع لبنان عن دفع حصته من التمويل "سيؤدي بالحكومة الحالية الى عزلة عربية كاملة ـ باستثناء سوريا وهي في عزلة اليوم ـ انطلاقاً من موقف الدول العربية قاطبة المؤيد للمحكمة، كذلك سيؤدي الى عزلة دولية لأنه حتى روسيا والصين لم يضعا "فيتو" على المحكمة"، موضحاً أن "عدم سداد الحكومة حصة لبنان يعني أنها تتسبب بعزلة عربية ودولية كاملة له وبشرخ داخلي أعمق من الشرخ الموجود حالياً".
وأشار في حديث الى صحيفة "الرياض" يُنشر اليوم، الى أن "الوضع اللبناني مجمد في وضعية "الستاتيكو" الى حين إعلان الولايات المتحدة الأميركية هذا الأسبوع أن إيران حاولت اغتيال السفير السعودي في واشنطن عادل الجبير". وقال: "بعد تفجر المواجهة الحادة في شكل غير منتظر بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية من جهة وإيران من جهة ثانية، لم أعد واثقاً من إمكان بقاء هذا "الستاتيكو"، علينا الانتظار قليلاً لكي نرصد في الأيام والأسابيع المقبلة إنعكاسات هذا الحدث ومدى تأثيره على لبنان".
أضاف: "بغض النظر عن المعطيات المعروفة وغير المعروفة لا يمكن الإنكار بأن الوضع في المنطقة انتقل في غضون أيام قليلة من مواجهة باردة جداً الى مواجهة ساخنة تحتاج معرفة فصولها المتتالية الى الانتظار". وعزا خلفيات استهداف المملكة العربية السعودية الى أنها "لاعب أساسي في منطقة الشرق الأوسط ولها تأثير معنوي على دولها". ورأى أن "البعض قد يحتفظ بنظريات سادت في سبعينات وثمانينات القرن الفائت بأن أي استهداف للمملكة قد يدفعها الى الإنكفاء ضمن حدودها متجنبة التدخل في شؤون المنطقة، هذا الانطباع الذي ساد وقتذاك من إمكان "تخويف" المملكة يبدو أن البعض لا يزال مقتنعاً به، ولكن استهداف سفراء المملكة العربيّة السعودية هدفه توجيه رسالة اليها بأنه لا يجوز تدخلها في أي شأن يدور في المنطقة، ولكن هذه الرسائل ستعطي مفعولاً عكسياً، والدليل ردود الفعل التي نراها".
وعن تدخل فريق 14 آذار السياسي في الأحداث السورية عبر تأييد الشعب السوري، على الرغم من مطالبته المستمرة بضرورة ابتعاد سوريا عن التدخل في الشأن اللبناني، شدد على أن "التدخل في الشؤون الداخلية لدولة أخرى شيء وإبداء الرأي بتحركات كبرى وسياسة عريضة شيء آخر. نحن لم نكن نريد من سوريا أن ترسل جنودها الى لبنان، أو أن تنظم فيه جماعات مسلحة أو تقوم بأعمال تفجيرية أو تشكل خلايا مخابراتية، ونحن بالطبع لا نقوم بأمور مماثلة في داخل سوريا راهناً، كل ما نقوم به هو إطلاق مواقف مبدئية ونكتفي باتخاذ مواقف سياسية فحسب".
وعمّا إذا كانت حوادث سوريا ستنعكس على لبنان، قال: "لا شكّ في ذلك، مع الاعتراف بأنه لا يمكن قياس المتغيرات في مرحلة انتقاليّة. أي تبدّل في سوريا سينعكس تراجعاً أكيداً لنفوذها على لبنان. وأي وضع ناشئ في سوريا سيكون ديموقراطياً، ولن تستمر المرتكزات الاستراتيجية نفسها الموجودة حالياً، ولن يعمد أي نظام جديد الى دعم حلفاء النظام الحالي في لبنان. ومن الأمثلة أن المجلس الانتقالي في ليبيا كان أول هيئة رسمية أعلنت اعترافها بالمجلس الوطني السوري، لأن النظام السوري الحالي ينظر إليه من الليبيين على أنه كان من أكثر مساعدي النظام الليبي السابق، وبالتالي فإن أي نظام جديد سيحل مكان نظام الأسد في سوريا لن يتخذ موقفاً ودياً من جماعة سوريا الحالية في لبنان وهذا وحده كفيل بإحداث تبدّل كبير في المشهد اللبناني".
واعتبر أنه "يكفي أن يتوقف التدخل السوري في لبنان لكي يتخذ الوضع منحى آخر مختلفاً تماماً"، مشيراً الى أن "من الانعكاسات التي يمكن الحديث عنها زوال المعسكرات الفلسطينية خارج المخيمات، لأنها فروع من الجيش والمخابرات السورية الموجودة في لبنان، كما سينتفي تسليح "حزب الله" وستتوقف مخيمات التدريب في سوريا لمصلحة هذا الحزب ما سيبدّل حتماً في المشهد اللبناني".
وعن بروز تعارض في وجهة النظر بين "القوات اللبنانية" والبطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي في الشأن السوري لجهة الخوف من التفتت المذهبي في سوريا وانعكاسه على الأقلية المسيحية كما حدث في العراق ومصر، أوضح أن "ما حصل في مصر يدعم وجهة نظرنا على عكس ما يحاول البعض تصويره، فأحداث مصر ثبّتت وجهة نظرنا لجهة أن عيش المسيحيين في بلدان ديموقراطية يزيد من قدرتهم على الدفاع عن أنفسهم، وليس عيشهم في وضع مخنوق مكتفين بوجود من يعتقدون أنه يدافع عنهم"، منبّهاً على أن "أي تغيير في سوريا ستواكبه خضات كبرى، لكن ذلك لا يعني أنه يجب إيقاف التاريخ عند حدّ معيّن".
ووصف العلاقة بالبطريرك الراعي وببكركي كمرجعية بأنها "جيدة، ولكن هذا شيء والمواقف السياسية شيء آخر مختلف"، مؤكداً أنه "لا يوجد عداء مع (رئيس الحكومة نجيب) ميقاتي، ولكن لا يوجد أي اتصال رسمي بيننا".
وعن سر التناغم بين "القوات اللبنانية" و"تيار المستقبل" وخصوصاً مع زعيمه الرئيس سعد الحريري قبيل المؤتمر الموعود لقوى 14 آذار، أعلن أن "فكرة المؤتمر لم تقر بعد ولا تزال في طور التداول، أما ما يجمعنا بـ"تيار المستقبل" وبالرئيس الحريري فهي نظرة معينة الى لبنان، فمنذ العام 2005 تشارك التياران في نظرة موحدة الى لبنان، انطلاقاً من اتفاق الطائف ومن نهائية الكيان اللبناني وقيام الدولة في شكل فعلي، هذه النظرة الموحدة ترسخت أكثر فأكثر بالعلاقات الشخصية التي نشأت وطبعتها المودة والاحترام".
وعن أجندة المعارضة، قال: "في الأصل "شغلة" المعارضة ملاحقة المواقف السياسية وما تقوم به الحكومة في شكل مستمر، وهذا ما قمنا به بصراحة، مثل تصدينا لمشروع الكهرباء حتى تصحيحه. البعض يعتبر أن المعارضة لا تكون إلا في الشارع وهذا لا يحصل إلا في حالات استثنائية جدا كما حدث في العام 2005، لكننا عاكفون على مراقبة الحكومة كما حصل في موضوع الكهرباء وكما يحدث في شأن تمويل المحكمة الدولية، ولولا الضغط الإعلامي والنيابي الذي قامت به قوى 14 آذار ما كان أحد ليهتم بالمحكمة.
 

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها