صدر
عن حزب حراس الأرز- حركة القومية اللبنانية، البيان التالي:
في ١٩ كانون
الثاني ٢٠١۳.
الجمع
بين الماء والنار
رغم الصفعة القوية التي وجّهَها إليه
بشار الأسد في خطابه الأخير، ورغم كل الفشل الذي مُنِيَ به منذ
تعيينه قبل ستة أشهر إلى اليوم، ما زال الأخضر الإبراهيمي يراهن
على حل سلمي للأزمة السورية جاهلاً أو متجاهلاً ان الجمع بين
النظام والثورة، كما سبق وأشرنا في بيان سابق، هو كالجمع بين الماء
والنار. فالحلول السلمية تتطلب تنازلات معيّنة، والنظام بطبيعته
الشمولية غير قادر على تقديم أي تنازل لا على صعيد السلطة ولا على
صعيد الصلاحيات، والثورة بطبيعتها الإيديولوجية والتزامها بأهداف
شعبها غير قادرة بدورها على التنازل عن هدفها الأول وهو إسقاط
النظام.
أضف إلى ذلك ان الإنقسام العامودي الحاصل بين المعسكر الشرقي
بزعامة موسكو والمعسكر الغربي بزعامة واشنطن قد أقفل الباب نهائياً
على أي تسوية سياسية ممكنة في سوريا ما يطرح علامة استفهام كبرى
أمام مهمة الإبراهيمي وإصراره على متابعة مهمته الفاشلة أصلاً،
وبحثه الدؤوب عن سرابٍ إسمه الحل السلمي، فيما كل الدلائل تشير إلى
ان الحل العسكري هو الوحيد المتبقى على أرض الواقع.
نستنتج مِمّا تقدم ان المرحلة القادمة ستشهد تصعيداً ميدانياً
خطيراً، وان النظام قد يلجأ إلى استخدام المزيد من الأسلحة
الفتّاكة في قصف المناطق والتجمعات السكنية كالقنابل العنقودية
والفراغية والإنشطارية والفوسفورية المحرّمة دولياً، وربما أيضاً
الغازات السّامة على نِطاق ضيّق كي لا يثير غضب المجتمع الدولي،
وذلك كلما شَعَرَ بقرب سقوطه.
غير ان المجتمع الدولي مُصاب بانفصام الشخصية، نصفه يقاتل مع
النظام فيشجعه على ارتكاب أقبح المجازر، والنصف الآخر يضحك على
المعارضة ويبيعها أوهاماً، وفي الأثناء يزداد حجم المأساة، والشعب
يدفع غالياً ضريبة لعبة الأمم.
كما وان أرقام النازحين السوريين المرعبة ستزداد ارتفاعاً وبخاصةٍ
إلى لبنان الذي يحتضن حتى الآن العدد الأكبر منهم مقارنة بدول
الجوار، وقد بدأ ينوء تحت ثقل أعدادهم نسبة لصغر حجمه ومحدودية
طاقاته المحدودة أصلاً، غير انه لن يغلق أبوابه في وجه أي مضطهدٍ
أو هاربٍ من جحيم الموت بحسب تقاليده، بل يطلب من دولته، إذا كانت
موجودة، ان تتعاطى مع هذا الملف الخطير بجدية أكثر، ومن المجتمع
الدولي ان يكون أكثر حضوراً وسخاءً.
وان مأساة النازحين لا تُحَلّ بالمساعدات الإغاثية فقط بل بالعمل
الجدّي على تعجيل عودتهم إلى ديارهم، وهذا يتطلب قراراً شجاعاً من
قِبَل العالم الحُرّ يقضي بتزويد الثورة بأسلحة نوعية تمكّنها من
حسم المعركة على جناح السرعة وإنهاء هذه المأساة المتعاظمة
باستمرار منذ ما يقارب السنتين.
نحن نعتقد، ومعنا الشرفاء في لبنان، ان الشعب في سوريا يستحق
إلتفاتةً دولية إسوةً بالشعب في مالي بل ربما أكثر، وإلا فقد الغرب
أهليته في قيادة العالم الحُرّ وحماية الديمقراطية.
لبَّـيك لبـنان
اتيان صقر ـ أبو أرز
|