الأخطر من مسألة تدفق الأسلحة من سوريا إلى لبنان بحسب تقرير الأمم
المتحدة الأخير، هو سكوت الأوساط الرسمية اللبنانية شبه المطبق عنها
وعدم التعامل معها بطريقة جدّية توازي خطورتها سيّما وان إستمرار
تدفق الأسلحة يأتي بعد زيارة الرئيس سليمان إلى دمشق وقبل زيارة
الرئيس الفرنسي لها، الأمر الذي يكشف مرَّة جديدة القناع عن وجه
النظام السوري الحقيقي والنوايا التي يبيّتها لهذا البلد والمخططات
التي لا يزال يرسمها لزعزعة أمن لبنان وإستقراره في التوقيت الذي
يتوافق مع أجندته السياسية.
ان اللبنانيين يضعون هذه المسألة في عهدة الرئيس الفرنسي بمناسبة
زيارته إلى سوريا، متمنين عليه ان يعيرها الإهتمام اللازم نظراً لما
تنطوي عليه من تداعياتٍ مدمّرة ليس فقط على لبنان بل على المنطقة
برمّتها.
وإذا كان الرئيس ساركوزي واثقاً من قدرته على تطويع النظام السوري
كما يدّعي وضبط سلوكه حيال لبنان، فإننا نلفت نظره إلى وجوب التعامل
مع هذا النظام بحذرٍ شديد تبعاً لطبيعته الحربائية المعهودة، آخذاً
في الإعتبار النوايا والأفعال وليس الوعود البرّاقة والكلام المعسول.
اما ما يقلق اللبنانيين فهو ان تكون هناك صفقة ما يتم الإعداد لها
بين باريس ودمشق على حساب لبنان... وإلاّ ما الذي يفسّر هذه المماطلة
المشبوهة في إنشاء المحكمة ذات الطابع الدولي؟؟؟
المستقبل القريب سيكشف حقيقة ما يجري بين العاصمتين الفرنسية
والسورية... ونرجو ان نكون مخطئين.
لبَّـيك لبـنان
أبو أرز |