يا شعب لبنان العظيم
061219
يا شعب لبنان العظيم....
هل تسألتم يوماً ما هو الثمن الذي ستقبضه إيران؟
ثمن ماذا؟ نعم ثمن ماذا؟
ما الذي يجبر الجمهورية الإسلامية الإيرانية أن تدعم الأحزاب الشيعية في
لبنان منذ أكثر من عشرين عاماً حتى الآن؟
الكل يعلم أن حركة أمل التي أسسها الإمام موسى الصدر هي أصلاً ممولة من
إيران، وان الإمام موسى الصدر جاء أصلاً من إيران وطُلب منه أن يؤسس هذه
الحركة وان يفصل بين السنة والشيعة وان يؤسس المحكمة الجعفرية الشيعية (إذ
قبل ذلك كان السنة والشيعة في لبنان ينتمون إلى نفس المحكمة). لكن الإمام
موسى الصدر علم بالملعوب وقرر الانضمام إلى الوطن، إلى لبنان، وصار يتجه
نحو طرق أخرى لم تلبِ مطالب إيران، فغيبوه...
وأُسس حزب الله، في خضم الحروب والويلات تأسس هذا الحزب حتى لا يلفت
الأنظار وأصبح يكبر ويكبر ويتوسع. وعمدت إيران إلى تمويله من خلال السلاح
والصواريخ وإنشاء المؤسسات التابعة له وتعليم أبناء الشيعة وتلبية طلباتهم
واحتياجاتهم وكل ما يحتاجه الشعب الشيعي "المحروم!!!" خلال الحرب.
ولكن هل تسأل أحداً يوماً ما الذي يجبر إيران على هذه الأفعال الخيرة التي
تكلف المليارات من الدولارات؟ هل هي بعض الأمتار المحتلة من قبل إسرائيل في
الجنوب وهؤلاء الأسرى؟ فعلاً من الغباء الاعتقاد بأن دولة مثل إيران تنفق
مليارات الأموال وخلال عشرات السنين على حزب الله "اللبناني" لمساعدته في
تحرير الأرض.
ما هذا الكرم!!!
الآن حان الوقت لقبض الثمن: الاستيلاء على لبنان.
من وقف بوجههم قتلوه. جميع الذين حاربوهم، قُتلوا. جميع الذين علموا
بملعوبهم قُتلوا!!!
هل يعقل أن تذهب كل هذه الأموال هدراً؟ هل سترضى إيران أن تقدم للبنانيين
"لبنان حر سيد مستقل" هكذا، دون مقابل؟ بعد أن دفعت كل هذه الأموال على حزب
الله وحركة أمل؟
استيقظوا أيها اللبنانيون! استيقظوا أيها اللبنانيون! استيقظوا أيها
اللبنانيون! كل من يشارك في إسقاط الحكومة اللبنانية الآن هو يساعد على
تنفيذ المخطط الإيراني ويبيع لبنان بأرخص الأثمان للفرس!
ويا ليت الفرس كانوا فعلاً أعداء لأميركا. من الغباء الاعتقاد أن أميركا هي
العدو الأول لإيران. هل نسيتم فضيحة إيران غايت؟ هل نسيتم كيف تعامل النظام
الإيراني مع الأميركيين منذ عشرات السنين؟ الآن أصبح كل من يتكلم مع شخصية
أميركية هو عميل؟ ما هذه السخرية!! ألم يفكر الشيعة يوماً كيف تُدار الأمور
وكيف أن لإيران وأميركا مصالح مشتركة؟
لكن إيران تريد أن تكبر أكثر وتعطي نفسها حقوق وسيطرة أكثر لتضغط على
أميركا من خلال سيطرتها على لبنان جار إسرائيل. فلتفعل إيران ما تشاء، تريد
أن تحصل على السلاح النووي؟ فلتحصل عليه. ما ذنبنا نحن اللبنانيون؟ لما
علينا أن نكون الضحية؟
كلا، تريد أن تحصل على الثمن، تريد السيطرة على الحكومة اللبنانية وان يكون
نفوذها في لبنان أوسع، الآن يبدأون بالثلث المعطل ثم يحصلون على أكثر وأكثر
وأكثر، ليجعلوا من هذا البلد ورقة بأيديهم غير آبهين بالشعب اللبناني
ومستقبله وأمله بالحياة.
قتلوا الإمام موسى الصدر، قتلوا رجال الثقافة والدين والعلم والسياسة،
قتلوا رفيق الحريري والآن قتلوا ميشال عون. أليس انضمام ميشال عون لهم
قتلاً له؟ وقتلاً لوطنيته ومشروع الدولة الذي كان يحلم به؟ وسيقتلوننا
جميعاً إذا أرادوا فهم لا يأبهون بنا، لأنهم فرس ويعتقدون بأن قتلنا حلال
لأن معتقداتهم وأسلوبهم الديني يختلف عن أسلوبنا.
استيقظوا أيها اللبنانيون، استيقظوا أيها اللبنانيون، استيقظوا أيها
اللبنانيون!!!
لا تساهموا بتقديم لبنان للفرس على طبقٍ من فضة.
إذا كنت لبنانياً حقيقياً انشر هذه الرسالة!
تعقيب
061219
ننشر هذه الرسالة كما جاءتنا، و لكن لنا فيها رأي. إن رفض الهيمنة الفارسية
يجب أن يتبعه في المقابل رفض قاطع لهيمنة التيار العربي أيضاً. كما يجب
الإقرار بل و الإيمان، قولا و فعلاً، بلبنان التعددي: التعددي بثقافاته و
حضاراته و شعوبه و ديانات و أصول أبناء شعبه. و هذا في في حقيقة الأمر واقع
و حقيقة تاريخية تنطبق على سائر دول و شعوب الشرق الأوسط. فإن أي قراءة
موضوعية هادئة و منطقية لتاريخ المنطقة و لبنان على وجه الخصوص، تثبت لنا
الأصول الآرامية السريانية لهذه البلدان، و أن العروبة لم تأتي إلا محتلة
غازية مع جحافل جيوش "الفتح" الإسلامية الصحراوية في أبشع حملات تطهير عرقي
أتت على الأخضر قبل اليابس.
إن إقرار الحقيقة و الإعتراف بها ليس انتقاصاً من كرامة فلان أو علان.
فالإعتراف بالخطأ شجاعة، بل و فضيلة أيضاً، و خطوة لا مناص عنها لتصحيح
المسار و تقويم الخلل و بناء الثقة. فانتماءنا الآرامي يعني هوية قومية
حضارية مسيحية لغوية تاريخية مستقلة، مع اعترافنا الكامل بوجود شعوب أخرى و
أقوام ذات أصول و هويات و لغات و ديانات متعددة تعيش على أرضنا التي باتت
اليوم سليبة من قبل بعض هؤلاء "الضيوف" الأكارم. ليس هذا فحسب، بل نؤكد على
احترامنا الكامل في حق هؤلاء في العيش و ممارسة معتقداتهم و تعليم لغاتهم و
عاداتهم و ثقافاتهم و تقاليدهم. فإن زمن "نقاء الدم" و "العنصر الصافي
100%"
قد ولّى و أساطيره و خرافاته مصيرها مزابل التاريخ.
نضع هذه العجالة المتواضعة البسيطة برسم من جمعتنا معهم، في هذه الأيام،
الظروف و مجازر الديكتاتورية و القمع و التفكير الإرهابي البعثي الشمولي، و
نسأل مثلاً السادة وليد جنبلاط و فؤاد السنيورة و سعد الحريري و بعض
المثقفين المتنورين من المسلمين، لماذا التغني بالعروبة و الإصرار بمناسبة
و دون مناسبة، في كلمات و تعليقات و مقالات مختلفة، على إضفاء صفة العروبة
على تاريخ و حضارة و ثقافة شعوب لبنان و المنطقة؟ أليس هذا نوع آخر من
الإرهاب الفكري و النظرة الفوقية المقيتة؟ أين المشكلة إن اعترفتم أنتم
بالآخر و بتعددية الانتماء الحضاري و الثقافي و اللغوي، أم أن حدود
"تسامحكم" لهون و بس؟
أما للقادة المسيحيين و لأبناء شعبنا الآرامي في كل مكان فنقول: كفى
تكاذباً و تملقاً، و كفى التغني بالمقولة الزائفة التي ما عادت تبعث إلا
على القرف و الغثيان، نعني بها "مزمور التعايش السلمي": إن إعادة و تكرير
هذه "الانشودة" السخيفة و المملة ليس إلا دليلاً على زيفها و بهتانها،
تماماً كما هو الحال عليه فيما يتصل بالعروبة و "رحمتها و تحنانها". إن
المسيحيين الآراميين، على مختلف انتماءاتهم الكنسية في مشرقنا الحبيب، ما
خسروا كيانهم و وجودهم و تحولوا إلى "أقليات" إلا عندما تخلوا، مرغمين
مكرهين، عن هويتهم و ثقافتهم الآرامية و ارتضوا لأنفسهم رداءاً ليس لهم و
تقبلوا و تفننوا في تنفيذ دور التابع الذليل في نظام التمييز العنصري
الأشنع، نظام أهل الذمة، مرتمين تارة تحت العباءة العربية و تارة أخرى تحت
الجلباب
الفارسي "الطاهر الشريف".
إن دعوتنا لإنشاء وطن آرامي مسيحي، أو على الأقل اعتماد الفيدرالية نظاماً
سياسياً انطلاقاً من لبنان، ليس إلا تأكيداً على اعترافنا بتعدد الثقافات و
الانتماء الحضاري و الاثني لشعوب المنطقة. فلا عقدة لدينا أبداً بالإعتراف
بوجود أقوام أخرى و ثقافات متنوعة و هويات مختلفة لها كامل الحق في العيش و
الوجود الحر، تماماً كما لنا نحن الحق في العيش بحرية و كرامة و تقرير
مصيرنا و تعليم لغتنا و ممارسة ثقافتنا و معتقداتنا و اختيار حلفائنا و
تطوير نظام سياسي ديمقراطي خاص بنا.
هذا هو الحل الأسلم: أن نكون صادقين مع أنفسنا و مع الغير أيضاً. فعنوان
جميع الحروب الغابرة و الحاضرة على لبنان، كما في سائر الشرق الأوسط، من
أدناه إلى أقصاه، عنوان واحد: الصراع على الهوية لإتمام مشروع التعريب و
الأسلمة. و لنبدأ بالإعتراف أمام أنفسنا و التصريح للجميع بكل شجاعة و
محبة، أننا لسنا عرباً، لسنا أتراكاً، لسنا أكراداً، لسنا فرساً.. نحن
آراميون، بغض النظر عن الانتماء الطائفي و الكنسي. نرفض التتريك و التعريب
و التكريد و التفريس.. نرفض أن يحاول أحداً تذويبنا أو إلغائنا أو اقتلاعنا
من أرضنا، تماماً كما أننا لا نريد و لا نسمح لأنفسنا برمي الآخر في البحر
أو على هامش الطريق. نريد العيش بحرية و سلام و كرامة، في دولة مستقبلية،
او أقله ضمن نظام فيدرالي حقيقي يضمن لنا، كما لغيرنا، الحياة بكرامة و
حرية و أمان.
هذه دعوة للحوار صادقة... رسالة محبة و مصارحة و يد مفتوحة للجميع دون
استثناء، نأمل التمعن فيها و التفكير و الحوار.
التنظيم الآرامي الديمقراطي
|