عاشت الأمة الآرامية بجميع طوائفها حرة أبية
 

موقف شارل أيوب: إنتماء مسيحي سرياني أو ذمّية عمياء؟

السبت 28 كانون ثاني 2006

 

 

 

فجأة، تذكــّر السيد شارل أيوب في مقاله في جريدة الديار (الخميس 26 ك 2 يناير 2006) أن جدّه "هو الخوري ايوب وهو سرياني من جذور السنديان في لبنان والأرز..." يا للعجب! فجأة يتذكر السيد ايوب سريانيته ومسيحانيته و"إخضاع" (لا خضوع!) جدّه لبطريرك انطاكية وسائر المشرق، ويحشر الكلام عن سريانيته وعن السريان في العراق في معرض حديثه عن الرئيس الراحل رفيق الحريري وعن قلة إدراك سعد الحريري وتيار المستقبل لمصلحة العروبة والإسلام، وعن خلط العدائية والصداقة بين اسرائيل والعروبة، وعن جنبلاط، كل ذلك مع السريانية ... شو جاب هاي ل هاي؟؟؟

هل نشكر بوش مرة أخرى على هذه المنّة أيضا؟ من كان يعرف عن سريانية شارل ايوب؟ نحن في التنظيم الآرامي الديمقراطي نسـرّ سرورا عظيما كلما تذكر احدهم انتماءه الى جذوره السريانية. ولكننا نهتم بنوع خاص للتوقيت عند هبوط وحي كهذا. لقد أثبتنا في مقالتنا السابقة كيف أن بوش وجيوشه جعلت من القائد المستفرس المتوعّد الحزبللهي السيد حسن نصرالله جعلت منه "تلميذ بيزنسون" وجعلت من اتباعه ذوي السواطير والفؤوس حركة شبابية مهذبة، وإذا بمفاجأة جديدة تأتينا من شارل ايوب معلنا هويته السريانية، حاشرا اياها بطريقة فجـّـة وواقعية في صلب تحليله السياسي المعاصر عن اسرائيل وعن بوش! سبحان الله المعطي الهويـّـات والمذكــّر عبيده والعباد بالنطق بالعقلات!

ليس الغريب أن يتذكر المرء هويته الثقافية، خاصة إذا كان من مرتبة الاستاذ ايوب. ولكن الغريب ان الاستاذ ايوب لم يتذكر هويته السريانية هذه حين كانت تفيد التضامن مع إخوتنا السريان المعانين في العراق، وهو في مكانته ذو يد طائلة في هذا المضمار. فهو لم يتذكر سريانيته إلا عندما اراد استعمالها في خدمة اسياده في العروبة والإسلام ضد بوش وليس ضد الذين كانوا في الحقيقة يجرمون في حق السريان، أكان ذلك في العراق أو في لبنان السنديان والأرز.

إن من يقرأ ما بين سطور السيد ايوب ويفكر في توقيت المقال، أوّل ما يتبادر الى ذهنه هو مقال التنظيم الآرامي الديمقراطي في تعليقه على ما جاء في المقابلة التلفزيونية (في النيو تيفي) مع أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله.اللافت في مقال الاستاذ ايوب ما فيه من مقارنة بين العروبة واسرائيل من ناحية الصداقة والعداء. وما يؤكد فرضيتنا هذه من أن مقال ايوب يحاور مقال التنظيم، هو إصرار السيد ايوب على تأكيد سريانيته من جهة، وإصراره على إعلان عدائه لإسرائيل من جهة أخرى. وكأنه يؤكد لأسياده أنه ليس من أولئك السريان الذين لا يفقهون أن إسرائيل تستحق العداء. كما أنه يصنــّـف سعد الحريري ووليد جنبلاط وبيار الجميل في عداد الخونة لكونهم ضد سلاح ما يسميه "المقاومة"، فهم حتما في الخندق المعاكس أي المحالف لأسرائيل. وفي ذلك ايضا إجابة لما قلناه عن وجوب نزع سلاح حزب الله.

على كل حال، حتى لو لم يكن مقال الاستاذ ايوب يقصد الإجابة على موقف التنظيم الآرامي الديمقراطي، فإننا في التنظيم نود أن نجيب على مقولات السيد ايوب بما يلي:

إن كان السيد ايوب سريانيا كما يقول، فمن غير الممكن أن يكون جاهلا لما عاناه السريان الآراميون في تاريخهم الطويل من العدائية من جيرانهم الأقربين ولا يزالون، ونقصد خلال القرون الأربعة عشر الأخيرة، حيث تحوّلوا من أصحاب انطاكيا وسائر المشرق الى اقلية لا كيان لها ولا سيادة حتى في بيوتها، فهيهات الأوطان. أقلية مطارنتها ورموزها الدينية يخطفون ويرهبون على أيدي من يدافع عنهم شارل ايوب. أقلية تكاد لا تنال حقوقها حتى في الكنائس. ولكن اذا كان السيد ايوب لا يريد ان يرى الظلم الممارس على السريان الآراميين في العراق الا آتيا من بوش وإسرائيل، والمعروف أن الأول عمر سلطته بضع سنوات والثانية نصف قرن، فإننا نتحداه أن يستدعي لجنة حيادية دولية للنظر في الأحوال الحقوقية للسريان في إسرائيل وفي أمريكا ومقارنتها مع أحوالهم في انطاكيا وسائر المشرق الرازح تحت وطأة الصداقة العربية أو الإسلامية لنرى إن كان السريان يشعرون بالأمن والحرية والكرامة في وطنهم تحت سلطة أصدقاء السيد ايوب أم تحت رحمة الإسرائيليين والأمريكان، قبل بوش وخلال عسكره وبعده.

أما عن قصف الكنائس والمساجد، فلا نظن ان الاستاذ ايوب يريدنا أن نفتح ملفات عصور حرق الكنائس بمن فيها من الملتجئين أو ملفات التفجير الأنتحاري في دور العبادة تلك، فلا هو ولا غيره بامكانه تغطية الروح الإجرامية التي تقود كائنات تقترف هذا النوع من المجازر الجماعية الجنونية، دون أن يحتاجوا الى بوش او اسرائيل لتنفيذ جنونهم. اما اذا كان قصده القصف الجوي الأمريكي خلال الحرب في العراق، فمن الطبيعي أن أرواح الشهداء غالية علينا بغض النظر عن المجرمين، ولكننا نعجب من موقف السيد شارل ايوب، وهو سرياني ومسيحي حسب قوله، كيف أنه لا يرى الخسائر فادحة إلا اذا سبّبها "المشركون والكفار" واليهود.

لذلك، فإن الصفة الأكثر تطابقا على تصرفات السيد ايوب هي صفات الذمـّـية العمياء. وهي خضوع الذمـّي لأسياده المسلمين، بغض النظر عن استعبادهم له، في سبيل كسب رضاهم ورحمتهم. وفي هذه الحال، فهو أخر من يحق له الكلام عن الخيانة والإتجار بالمواقف السياسية وقول أمرك سيدي. فلو أنه يصمت في هذه الأحوال لكان بالإمكان تصديقه في غيرها.

http://diyar.cyberia.net.lb/Article_Front.aspx?ID=3103

 

التنظيم الآرامي الديمقراطي

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها