عاشت الأمة الآرامية بجميع طوائفها حرة أبية
 

بسم الآب والإبن والروح القدس الإله الواحد آمين

2002 08 18

ردّ على ردّ أحمد

شكرا على ردّك على بيان التنطيم الآرامي. كم كنّا نتمنّى أن يكون مجال النقاش في هذا الموضوع الهام مفتوحا في أوطاننا حتى لا نضطر إلى النقاش فرديا على صفحة صغيرة. كان الأولى أن يكون المجال مفتوحا في بلادنا لحوار الحرية فيتعلّم الجميع من حوارنا. ولكن كما تعلم لا مجال لحرية الفكر في أي مجتمع إسلامي أو أي مجتمع فيه سلطة للإسلام. لذلك نحن، وللأسف، سيبقى حوارنا شبيها بحوار الطرشان لأن حوارنا لن يكون له تأثير مباشر على المجتمعات المذكورة.

أما عن التعلّم من أخطاء الماضي فهو أمر في غاية الأهمّية. ولكن الأهم منه هو تحديد ما هو خطأ. فنحن خلافا لك نرى أخطاء كثيرة في ممارسة الإسلام. وتقول يؤسفك اتهام الإسلام بأنه دين إرهاب ودين غير متسامح وأنه أباح سفك دماء المسيحيين في لبنان فنقول إن الإسلام ليس القرآن فقط إنّما ما فعله ممثّلو هذا الكتاب الشرعيون باسم الدين. الإسلام له تاريخ يفوق الألف وأربعمئة سنة. وهذا التاريخ حافل بالأمثال عن تقتيل "الكفّار" فقط لأنّهم "كفّار". وقتل "الكفّار" أو مقاتلتهم أو إضطهادهم وإذلالهم يأمر بها القرآن في كلّ سُوَره تقريبا. كما يأمر القرآن مؤسس الإسلام أن يحرّض "المؤمنين على مقاتلة الكفّار". والقرآن يحدّد من هم "المؤمنون" ومن هم "الكفّار". والقرآن يعدّ الذين يقاتلون "الكفّار" بالثواب في الجنة، بغضّ النظر عمّا إذا كانوا غالبين أو مغلوبين. لذلك نحن نرى أن ديانة كهذه تعطي نفسها حق تحديد من هو "الكافر" وتعطي نفسها حق قتله مع مكافأة من الله لا يمكن تسميتها إلا بالإرهابية، لأنها لا تسمح لأتباعها باحترام أديان الآخرين أو إلههم، كما أنها لا تسمح للآخر بحق اختيار الإله ولا الدين ولا تعتبره إلاّ كافرا ومستحقا للقتل مع مكافأة. أمّا أنت فيؤسفك أن نسمّي هذه الديانة بالإرهابية. فأين هو الخطأ؟ نحن لا نفهمك إذا كنت حقا تريد النقاش على مستوى الحوار بدون عقد مترسّخة.

مهلاً: نحن نعلم أيضا أن الإسلام، استنادا الى القرآن، ميّز "الكفّار" عن أهل الذمّة أي أهل الكتاب. ونعلم أيضا أن فقط بعض المسيحيين يعتبرهم الإسلام من أهل الذمّة. ألا ترى يا أحمد ماذا يعني هذا التمييز؟ وعندما تقول عبارة "المسيحيين الحقيقيين" فأنت تقصد أن المسيحيين يقسمون إلى حقيقيين ومزيّفين. ونحن نعلم أن الحقيقيين في نظرك ونظر القرآن هم الذين يوافقون على اللاهوت حسب القرآن. حتى هنا، عندما يميّز القرآن المسيحيين كأهل ذمّة عن "الكفّار"، لا يسمح لهم بفهم دينهم حسب إرشاد معلّميهم بل يفرض القرآن على المسيحيين مفهوما إسلاميا وإلاّ اعتبرهم كافرين. ما من عقل سليم يطلق صفة التسامح على ديانة تعتبر كل من لا يتبعها مستحقا للموت. والأنكى من ذلك، أن تفرض على الناس اعتبار هذه "الديانة" أنها متسامحة أو أنها غير إرهابية.

نحن نفهم أن الكثيرين يخافون من قول هذه الحقائق. ولكن نقول لك إن هذا الخوف لا يعود إلاّ لكون "الديانة" الإسلامية مدعومة بالإرهاب. وإلا فلماذا لا تقال هذه الحقائق أو الإدّعاءات دون خوف من العقاب الإرهابي، أي غير الخاضع لشرعة حقوق الإنسان؟

أما عن تعميق الأخوّة التي حسب قولك موجودة بين المسيحيين الحقيقيين والمسلمين فنحن نقول أن تحديد المسيحيين الحقيقيين يعود للمسيحيين أنفسهم لا لغيرهم. فمن قال أن لك الحق بتحديد من هم المسيحيون الحقيقيون؟ ثم عن الأخوّة: نعم أهلا بالأخوّة وبكل سرور. هل أنت والمسلمون على استعداد للمطالبة بالأخوّة وتنفيذها؟ الأخوّة يا أحمد تبدأ بالمحبة لا بالإحتلال. ما حصل في التاريخ هو أن المسلمين احتلّوا بلاد المسيحيين بأمر من القرآن ومؤسس الإسلام وأتباعه. أي أخوّة هي هذه؟ الأخوّة هي أن يساعد الأخ المتمكّن أخاه الأضعف لا أن يستغلّه ويستعمره ويعتبره كافراً ويحلّل قتله وسبي نسائه وأطفاله واستعبادهم. الأخوّة من طرف المسلمين تبدأ من الاعتراف بأن الشعوب القديمة المسيحية وغيرها من الشعوب غير المسلمة هي أصيلة في هذا الشرق وأن لها حقوقا قومية وحضارية لا يمكن شطبها بقلم العروبة أو الإسلام ولا بالحروب المقدّسة أو ما تسمّيه بالجهاد. وبعد أن نرى تحقيق ذلك من قِبَل الأخ المتمكّن يمكنك أن تفرض شروط الأخوّة على الأخ المسيحي المحروم من أي كيان أو سلطة في هذا الشرق.

أنت تظن أننا ننتظرك لتعلّمنا أننا مشرقيون. إذا كنت أنت تتذكّر ذلك عندما تريدنا دعما لك في وجه الغرب المسيحي، عليك أن تعلم أننا نحن لم نتخلّ يوما عن مشرقيّتنا رغم اضطهاد حكّامك لنا وإرغامهم إيانا على نسيانها. ذكّر رؤساءك العرب المسلمين بمشرقيتنا عندما يقتلون فينا آخر نفس لاستعمال لغاتنا المشرقية واستمرارها في الحياة. ذكّرهم ذلك عندما يغسلون أدمغة الأطفال في المدارس ويأمرونهم بنسيان هويتهم القومية المشرقية فقط لأنها غير عربية. ذكّرهم ذلك عندما يعتبرون أننا لا حقوق قومية لنا في هذا الشرق: ما الذي يبرّر وجود دولة فلسطينية وينكر وجود دولة سريانية آرامية ودولة قبطية وغيرها لجميع هذه الشعوب؟ هل لأن الدولة الفلسطينية ذات هوية عربية إسلامية بينما كل تلك الدول ذات هوية مسيحية؟ أنت لا يمكنك تصوّر شعب غير مسلم أن يكون صاحب دولة في هذا الشرق. هل هذه هي عقدتك ضد الدولة الإسرائيلية، لأنها دولة في هذا الشرق وهي غير إسلامية؟ هل وجود دولة غير إسلامية في الشرق هو إهانة للإسلام؟ هل الإسلام هو صاحب بلداننا نحن المشرقيون المسيحيون أيضا؟ أليس اليهود مشرقيون أيضا مثلنا مثلهم؟ هل يكفي طرد شعب مسيحي أم يهودي إلى الخارج لكي يلغى حقه القومي؟ هل أصل الشعب العبري اليهودي من أوروبا؟ هل تعني أن المسلمين مظلومون في طرد كل الشعوب المشرقية وتشليحهم دولهم وممالكهم وتحويل التاريخ المشرقي الغني بالحضارات إلى حضارة عربية واحدة ممنوع وجود غيرها؟ هل تعني أن العرب وحدهم أصحاب حق في هذا الشرق؟ وهل تعني أن هؤلاء المسيحيين الذين ذكرتهم (مثل حنّا عطالله وكبّوجي) كانوا يدافعون عن حقوقنا المسيحية المشرقية هذه فضربتهم إسرائيل؟ أم أنهم كانوا مسيحيين بالإسم بينما هم أدوات للدفاع عن قضايا توسّعية عربية بل إسلامية؟ وفي هذه الحالة لم تفرّق إسرائيل بين كونهم مسيحيين أو مسلمين، وهذا طبيعي لأنك أنت أيضا فعلت الشيء نفسه ولم تفرّق بين كونهم مسيحيين أو مسلمين بل اعتبرتهم مناضلين عربا.

والآن الى التفاصيل الهامة ولكنها جانبية في حديثنا عن الصراع المسيحي الإسلامي. تقول أن المسيحيين قتلوا بعضهم البعض في حروبهم. وتذكر حرب الإلغاء. نعم، للأسف انقاد المسيحيون الى ذلك. ولكن هل تعني أن السياسة التوسّعية العربية الإسلامية بريئة من هذه الحروب؟ أم أنّك تعرف مثلنا من كان وراء الصراع بين عون وجعجع! أم أنّك لم تسمع باتّفاق الطائف؟ أم أنّك لا تعرف من دفع الدولارات السعودية لنوّاب الطائف؟ أم أنّك لم تسمع المقولة السورية "الطائف أو الفوضى"؟ ونذكّرك أن أوّل بنود الطائف هو: عروبة لبنان! وبقية البنود عن تقاسم المسلمين والمسيحيين الكعكة اللبنانية. هل هذا كاف لإقناعك من سبب الحرب، حتى بين هؤلاء "المسيحيين"؟

تقول عن أخوانكم في فلسطين الذين يقتل شبابهم وتهدم بيوتهم ولا يجدون غير تفجير أنفسهم علاجا... أخوانكم هؤلاء أليسوا هم الذين قتلوا أخواننا في لبنان في عين الرمانة والشياح والمصيطبة وقتلوا الرهبان في دير عشاش ودير ملاّت والبيرة وغيرها من قرى الشمال اللبناني والسعديات والدامور وصيدا وقرى الجنوب وقصفوا الأشرفية وقتلوا الأطفال والنساء والآباء والمعيلين فقط لأن "طريق القدس تمرّ في جونية" كما قال زعيمهم أبو عمّار؟ إذن إذا كانوا هؤلاء أخوة قتلتنا في لبنان فيمكن أن يكونوا أخوانكم لا أخواننا والأصح أن ينهوا حالة الحرب معنا وإعادة حقوقنا التي سلبوها قبل مطالبتهم إيانا بشروط المساندة. وتتكلّم عن صبرا وشاتيلا كأنها حادثة فريدة من نوعها، ألا تعرف مثلنا أن صبرا وشاتيلا كانا مركزا للمسلّحين الفلسطينيين الذين كانوا "جيش المسلمين" في وجه أخواننا المسيحيين في لبنان؟ ألا تعرف مثلنا أن حادثة صبرا وشاتيلا جاءت بعد عشرات الصبرات والشاتيلات التي كان فيها المسلّحون الفلسطينيون يذبحون المسيحيين في قراهم؟ هل تريد أن تغسل دماغنا نحن أيضا كما غسلتم الصحافة الغربية بنفط الأمبريالية العربية؟ نحن نعرف ما حلّ بأهلنا من ويلات على يد من تسمّيهم أخوان. فلا حاجة لنا والحمد لله لقراءة الصحافة الأوروبية عن هذا الموضوع المعتّم عليه. فالصحافة الأوروبية الطافحة برائحة النفط لم تر من المجازر في لبنان غير صبرا وشاتيلا أما نحن فعشاناها. ولا داعي للتكلّم عن دور شارون في تلك المجزرة فهو الذي أقيل من منصبه في الحكومة بسببها، لأنه مسؤول أمام الدولة الإسرائيلية عنها. بينما نعمت القيادة السورية بدعم المسلمين وهي المعروفة بتغطيتها لزلمتها الحبيقة قائد المجزرة. ومن يعرف ما كانت تخبئه اعترافاته لو لم يقتله مصمّمو الإغتيالات في لبنان. و بالمناسبة نحيلك إلى بياننا "شارون و محاكمة الجزّارين" للإطلاع على موقفنا ليس من مجزرة صبرا و شاتيلا فحسب بل و حماة و سجن تدمر و الدامور و جبل لبنان الخ ...

ثم أننا لا نفهم كيف أن شعبا يطالب بحقّه من شعب آخر لديه سلطة ديمقراطية، لا يجد سبيلا للمقاومة إلا بقتل السكاّن المدنيين العزّل بالغدر؟ هذا الأسلوب عرفناه في لبنان أيضا. ولكن هذا ليس أسلوب اليائس بل إنه أسلوب الإرهابي التوسّعي. نحن أيضا عندنا شبّان يائسون من الإحتلال العربي الذي دام عدة قرون، ولكنّ ايمانهم المسيحي و حضارتهم تأبى عليهم قتل الناس العزّل فقط بداعي اليأس. اليأس لا يحلّل للمقاوم غدر المدني الأعزل وقتله ولكن قد يكون القرآن هو الذي يحلّل قتل المدني الأعزل على أنه "كافر".

ثم عن هوية الرب يسوع نحن بالمناسبة لا تعجبنا تسميته "السيد" لأننا من المؤمنين بألوهيته. ولكن لا نعلن الحرب على أحد بسبب ذلك. ثم عن كونه فلسطينيا:

نحن نعرف أنّه من فلسطين وتحديدا من القرية الآرامية بيت لحم. ونحن نعرف كيف أن المسلمين يريدون تغيير الوجه الآرامي المسيحي لبيت لحم، وتحويله عربيا إسلاميا بإصرارهم على بناء الجامع حيث يريدون. ولكن قد تكون أنت لا تعرف أن المسيح ليس فلسطينيا بالمعنى المعاصر للكلمة، لأن فلسطين كانت تعني وطن الآراميين والكنعانيين واليهود العبرانيين آنذاك ولم تكن وطن العرب الذين لم يكونوا سوى بدو في المنطقة. أما اليوم فقد جعلتم، أنتم العرب، كلمة فلسطيني نقيضا لليهودي والعبراني. ونحن نعرف يا أحمد أن المسيح فلسطيني ويهودي وعبراني وأنت تريد استعمال كلمة فلسطيني لتفصل المسيح عن اليهودية. أما نحن فلا نريد إنكار حقنا بالتراث اليهودي كأساس للمسيحية كرمال عيون أحد.

نحن، يا أخ أحمد، لسنا أبناء الصحافة الأجنبية التي تتبع من يدفع لها المزيد. نحن أبناء الشرق الذين عشنا مراحله كلها، بكل مرارتها. نحن نرفض كل سوء استعمال لهوية المسيح أو لهويتنا من أجل أسباب سياسية انهزامية استرضائية استزلامية.

أما عن حقوق الفلسطينيين في لبنان فكما يعلم الجميع أن احترام الحقوق الأساسية للمواطنين في لبنان هي أفضل مما هي عليه في أي بلد آخر من البلدان المجاورة ما عدا إسرائيل. ثم قل لنا: أي بلد يعطي الفلسطينيين حقوقا أكثر من لبنان: سوريا؟ الأردن؟ السعودية؟ الكويت؟ مصر؟ والبرهان تهافت الفلسطينيين على لبنان لا غيره. ولكن إعلم يا أحمد أن المسيحيين غير اللبنانيين حقوقهم أقل بكثير من الفلسطينيين في كل الشرق الأوسط رغم أنها بلادهم. لا داعي للأمثلة الآن. ولكن عندنا الكثير اذا أردت المعرفة.

أما في إسرائيل فيحق للفلسطيني ما لا يحق له في أي بلد آخر في العالم. نحن سألنا الفلسطينيين أنفسهم. طبعا ما عدا إلغاء دولة إسرائيل. ولو لم يكن بعض الفلسطينيين يسعون الى إلغاء دولة إسرائيل لكانوا ارتاحوا هم وريّحوا كل العالم.

فنحن لسنا مستعدّين، كرمى لعين التوسّع العربي والإسلامي، البقاء على حالة حرب أبدية مع كل شعوب العالم كما يفعل الأصوليون الأسلاميون ويفرضون علينا حربا عبثية. نتيجة هذه الحرب هي اضطرار الفلسطينيين للجوء الى بلدان العالم كله، وهم الذين يقولون أن العرب أمة واحدة. فلماذا لا يستوطنون في كل هذه الدول المسمّاة عربية، وهي شاسعة واسعة؟ ولكن المشكلة في أن الفلسطينيين يريدون إلغاء إسرائيل وبناء دولة خاصة بهم رغم اقتناعهم انّهم جزء من الأمة العربية وليسوا أمّة مستقلّة، وفي الوقت نفسه ينكرون على الأمم الأخرى حق بناء دولة.

أما لوس أنجلس فنحن نعرف أنها في أمريكا وليست في الشرق. وهذا بالتحديد ما أشعر المسلمين بالخيبة. لأن المسلمين الذين يكرهون ما حصل في لوس أنجلس أدركوا أن القرار الماروني أصبح خارج نطاق القمع العربي. وها هم يسعون بشتى الوسائل الى تطويقه وإرجاعه الى بيت الطاعة في الشرق الأوسط لكي يستطيعوا الاستمرار في إرغام المسيحيين على ما لا يقبلون به. أما الامريكيون فنحن نعرف أن قسما منهم يُشترى ويُباع، وبينهم من أصل لبناني، ونعرف أن بينهم شرفاء لا يقبلون باستمرار احتلال النظام العربي السوري لمقدّرات الحكم في لبنان. ونحن نتعامل مع الشرفاء كما يتعامل بعض رؤسائك مع المرتزقة منهم. أما اذا أردت أن تعرف المرتزقة من الشرفاء فما عليك إلا أن تتحقق بنفسك من رائحة النفط في أموالهم.

وأخيرا، نحبّ أن نختم ردّنا ببيت من الشاعر العربي المسلم الشهير، أبو الطيّب المتنبّي، يذكّرنا فيه مفتخرا بحقد المسلمين على المسيحيين اللبنانيين منذ عهود بعيدة لا دخل فيها للإسرائيليين ولا للأمريكيين وهو يقول:

"وما الجبال لنصرانٍ بحاميةٍ ولو تنصّر فيها الأعصم الصَدَعُ"... أي أن جبال لبنان لن تتمكّن من أن تحمي المسيحيين من المسلمين.

وأهلا بك يا أحمد مناقشاً.

بسم الله الرحمن الرحيم

لقد تلقيت بيانكم

حقيقة لا اعرف كيف ابدأ بالرد على هذا البيان، وكم كان المرء يتمنى من الجميع ان يتعلم من اخطاء الماضي ولا يعود الى الماضي وخاصة بين الاخوة ويؤسفني اتهام الاسلام بأنه دين ارهاب ودين غير متسامح وانه اباح سفك دماء المسيحيين في لبنان واذا عدنا الى الوراء نرى ان هؤلاء الذين ادعوا المسيحية قتلوا من المسيحيين الالاف وانتم تعرفون كم قتل عندمااندلعت حرب الالغاء بين ميشيل عون وسمير جعجع كنا نتمنى من البيان ان يعمق الاخوة التي هي دائما موجودة بين المسيحيين الحقيقيين والمسلمينواذا كنا طائش اهوج ارتكب مجزرة في لبنان فهذا لا يعني ان المسلمين ارهابيين واذا كانت هناك مجموعة تدعي انهم مسيحيون ارتكبوا مجزرة بشعة بمشاركة شارونية في صبرا وشاتيلا فهذا لا يعني ان الدين المسيحي دين عنف وارهاب ما عازا الله فكلنا يعرف ان الدين المسيحي دين مسامحة ودين محبة واذا كان بعض الاشخاص الذين يدعوا المسيحيةجلبوا الجيش الاسرائيلي الى لبنان لارتكاب المجازر فلا يجب ان نقول ان الدين المسيحي دين سيء، الامور لا تقاس بهذا الشكل ولا ننسى ابدا من وجه نداء الى الجيش السوري لكي يتدخل في الحرب في لبنان وانتم تعرفون الباقي اخواننا في فلسطين تهدم بيوتهم ويقتل شبابهم ولا يجد الشباب سوى تفجير نفسهم للتعبير عن حالة وضعوا بها واحتلت ارضهم بالقوة واخذت بيوتهم واصبحوا لاجئين قرأت منذ اسبوع مقال في جريدة التايمز اللندنية من اب يهودي اسرائيلي قتل ابنه في احد التفجيرات وقال بالحرف الواحد لو كنت فلسطينيا لفجرت نفسي نحن من وضع هؤلاء في هذا المأزق نحن من صادر اراضيهم نحن من منعهم من الوصول الى المستشفيات نحن من قتل شبابهم وأطفالهم ومجزرة غزة اكبر دليل على ذلك وللاسف انتم تتهمون الفلسطينيين بالارهاب وهم اصحاب حق واسألكم بالله ماذا يوجود حقوق للفلسطينيين في لبنان و هم ممنعون من العمل وممنعون من التملك وممنعون من كل شيء، حرام عليكم يا اخوان كفانا ما اصابنا فالقتل حرام وممنوع وجريمة ايا كان مرتكبها انظروا ما حدث للأب الدكتور حنا عطاالله الناطق باسم الكنيسة الارثوذكسية في القدس هذا الارشمنديت المناضل  وانظروا الى المطران كبوجي مطران القدس فهم لا يفرقون بين مسيحي ومسلم أنا اشد المتعاطفين مع الذين استشهدوا في الجريمة البشعة في بيروت لانني اعرف كيف ان تفقد عزيز وصديق يجب ان نكون مع بعض ونبتعد عن الأجنبي فالدين المسيحي هو دين شرقي والسيد المسيح هو الفلسطيني الاول و التسامح موجود في المسيحية والاسلام

والسيد المسيح قال أحبوا بعضكم بعضا فعندما قال هذا الشيءلم يقصد فقط المسيحيين فهو قصد العالم كله انا كتبت لكم هذه الرسالة باسمي الشخصي لانني عشت لاجئا وولدت لاجئا وفقدت ابي وامي وبيتي وارضي منذ نعومة اظافري، انا اعرف المعاناة تماما يا اخوان كونوا معنا وانسوا الماضي وتعلموا منه فقط فلوس انجلوس بعيدة عن لبنان وعن فلسطين وعن سوريا انتم مشرقيون فهؤلاءالامريكيون لا يهمهم الا مصالحهم فقط وهم بعيدون كل البعد عن المسيحية الحقيقية نرجوا التواصل وشكرا لكم

التنظيم الآرامي الديمقراطي

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها