عاشت الأمة الآرامية بجميع طوائفها حرة أبية
  

مجزرة الخابور 

وصمة عار جديدة على جبين المجتمع الدولي!

English

2015-02-24

يوم أمس كانت الجزيرة السورية، و بالتحديد قرى الخابور، و سكانها من الآراميين من أبناء كنيسة المشرق، النازحين أصلاً من العراق إلى الجزيرة السورية منذ ما يقارب المائة عام، و المعروف أحد فرعيها الآن بالكنيسة الآشورية، مسرحاً لغزوة همجية وحشية بربرية تقودها كالعادة جحافل الحقد و الكراهية، نعني بها تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، نتج عنها حتى الآن استشهاد حوالي 15 شخصاً وتفجير كنيسة واحدة و خطف العشرات من الأطفال و النساء و الشيوخ و سوقهم إلى جهة مجهولة، و نزوح عدد كبير من العائلات الآرامية إلى مدينة الحسكة و أطرافها.

و على الرغم من أن هذا الهجوم لم يأت كمفاجأة، بل إن خطة تنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي كانت معروفة للملأ منذ زمن، فإن ما يثير الغضب و الغثيان، و لكن ليس العجب، هو الموقف الدنيء للنظام البعثفاشي في دمشق ووقوفه موقف المتفرج، فيما قوات "جيشه الباسل، جيش حماة الديار" متواجدة قرب المنطقة لا تحرك ساكناً.

إن نظام بشار أسد، و من قبله نظام أبيه حافظ، لم يكف لحظة، هو و أذنابه و شبيحته و خاصة البعض من أبناء شعبنا، عن الزمر و الطبل و تصوير نفسه على أنه "حامي الأقليات" و الملاذ الأخير الآمن لمسيحيي المشرق، لا يتورع و لا يندى له جبين بارتكاب أشنع الموبقات و أفظع الجرائم إذا ما كان الأمر متعلقاً بحماية قرية شيعية أو علوية أو مطلق منطقة ذات أهمية استراتيجية له. أما إذا تعلق بمجموعة بشرية أو منطقة واقعة خارج نطاق مصالحه فإنه لا يبالي و لا يكلف نفسه عناء إطلاق "خرطوشة" واحدة، ولو من باب رفع العتب!

إن دعاية البعثفاشي و أبواقه و أذنابه و شبيحته لم تنطل يوماً علينا، بل كنا، و لا زلنا من الأوائل ممن نبهوا إلى خطر نظام دمشق و باقي محور الشر الإيراني و الحزبللاوي على شعبنا الآرامي ووجوده في المشرق. كما لا بد من توجيه اللوم إلى دول العالم الحر و على رأسها الولايات المتحدة الأمريكية و الإتحاد الأوربي موقفهم السلبي الخانع المتهاون من المسألة السورية بشكل عام و مصير مسيحيي المشرق بشكل خاص. و نعود ثانية مطالبين الإدارة الأمريكية و الإتحاد الأوربي بالإعداد لعملية تدخل عسكرية برية حاسمة في سوريا، و بمواصلة الضغط، و بشكل خاص على السعودية و قطر و تركيا، لإجبارها على تجفيف منابع الدعم المادي و المعنوي و اللوجستي لمنظمات الوحشية و الإرهاب المتمثلة بداعش و جبهة النصرة و شقيقاتهما.

إن التنظيم الآرامي الديمقراطي إذ يستنكر أشد الإستنكار سائر العمليات الإرهابية التي تطال بني البشر و مقدساتهم، بغض النظر عن انتماءهم العرقي أو الديني، يتقدم بأحر التعازي إلى الكنيسة الآشورية و أسر شهداء "مجزرة الخابور". كما نناشد الضمير العالمي و المجتمع الدولي، ثانية و ثالثة، بالتدخل العاجل لتحرير أسر المخطوفين من براثن الغزاة المتوحشين و لوقف حمامات الدم و الحرب القذرة هذه. أما بالنسبة لمنظمات و مؤسسات و كنائس شعبنا الآرامي، بمختلف تسمياتها، فمع الأسف الشديد، لا أمل و لا خير يُرجى.. فلا حياة لمن تنادي!

التنظيم الآرامي الديمقراطي

المكتب السياسي

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها