عاشت الأمة الآرامية بجميع طوائفها حرة أبية
  

المساواة و الهستيريا العروبية الإسلامية في الكنيست الإسرائيلي

 في اجتماع لجنة الصحة و العمل في الكنيست الإسرائيلي، الذي عقد بتاريخ الخامس من فبراير (شباط) الجاري، جرت مناقشة اقتراح سنّ قانون يمنح المساواة و الحق للمسيحيين، إسوة بالمجموعات و الأقليات الأخرى في دولة اسرائيل، كالدروز و الشركس و البدو و العرب، ما أثار ثائرة أعضاء الكنيست العرب، فابتدأوا حملة تشهير و ردح و ذم بحق السيد شادي خلول، عضو منتدى تجنيد الشباب المسيحي في الجيش الإسرائيلي.  

أما ما أثار الهستيريا الجماعية و الجنون المطبق لدى هؤلاء، فهو مجرد دعوة السيد خلول المسيحيين إلى التطوع في الجيش الإسرائيلي و تثبيت التسمية الآرامية على بطاقة التذكرة الإسرائيلية للمطالبين بها من المسيحيين الآراميين.

و لكن ماذا كان يُنتظر من أمثال هؤلاء، أليس كل إناء ينضح بالذي فيه؟ فهل عرف التاريخ منذ بدأه إرهاباً فكرياً و حركة استعمار اشرس و أشنع من الإيديولوجية الإسلامية و الحركات القومية العروبية؟

المضحك المبكي في هذيان و إسفاف عربان الكنيست الاسرائيلي هو تعييرهم السيد شادي خلول بهويته الآرامية، و هو الذي لم يتهجم في دعوته على انتماءهم العروبي أو الإسلامي! و الأدهى من هذا و ذاك أن "حفل" شتائمهم و تهديداتهم ووعيدهم أتى في اجتماع لجنة تبحث في قانون منح المساواة للمسيحيين! و لعل هذا هو بالضبط ما أغاظ و أثار الحقد الدفين لدى "أصحاب السعادة" النواب العرب في الكنيست الإسرائيلي، لأن مجرد البحث في هذا الموضوع اعتراف صريح من الكنيست بوقوع غبن نتيجة إلصاق صفة العربي على كل مسيحي في دولة اسرائيل. أم أنه مكتوب على المسيحي، في عرف الإسلاميين و القوميين العرب، أن يظل دائماً و أبداً ذمياً خنوعاً و عبداً طائعاً ذليلاً قائما على خدمة  ًأسياده" و قضاياهم، منتحلاً هوية غريبة لا تمتّ له بصلة، متخلياً عن هويته و هوية أجداده الآرامية الحقيقية، أو لا يكون؟!

و يتابع هؤلاء النواب "الأبطال الميامين" تهجمهم فيتهمون السيد خلول بأنه كتائبي تارة و من أعضاء جيش لبنان الجنوبي تارة أخرى. و للعلم فإنه و لو أن السيد شادي خلول لم يكن يوماً عضواً في هذا الحزب أو ذاك،  فكلنا، نحن التنظيم الآرامي الديمقراطي، فخر و اعتزاز بسائر أحزاب و تنظيمات و حركات المقاومة المسيحية في لبنان التي ناضلت و لا تزال من أجل كرامة و حرية المجتمع المسيحي و كي لا يقع لبنان فريسة للغزوات الصحراوية الهمجية مرة أخرى. أما "انتفاضة" هؤلاء النواب من عروبيين و اسلاميين في الكنيست الإسرائيلي، فليست إلا إحدى تجليات ايديولوجيتهم العنصرية و عقيدتهم المتطرفة الإلغائية الإقصائية المتحجرة الرافضة رفضاً تاماً للآخر و لكل فكر مغاير.   

نتفهمكم جيداً إذاً يا حضرات النواب العرب الأشاوس في الكنيست الإسرائيلي إن ثار جنونكم بسبب مطالبة السيد شادي خلول في المساواة للمسيحيين في الحقوق في دولة اسرائيل، فما أنتم إلا نتاج تلك البيئة التي تقدس ثقافة التخلف و الغدر و الخيانة و القتل. عذرا إذاً، فالقافلة تسير مهما أرغيتم و أزبدتم، و سيل تهديداتكم لا يخيفنا مهما اشتد هياجه، و هدير شتائمكم و وعيدكم لن ينال أبداً من عزيمتنا في متابعة النضال من أجل حرية أبناء آرام و خلاصهم من نير الشر و الإرهاب.

التنظيم الآرامي الديمقراطي

المكتب السياسي

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها