فاشي في دمشق، لما لسياسات هذا النظام من نتائج كارثية على
المنطقة بشكل عام و على الشعب السوري بشكل خاص، والتي بلغت
أوجها بتحالفه الشيطاني مع نظام الملالي في إيران و حزبلله
و أذنابه في لبنان، ما عمّق النهب والفساد والقمع و زاد في
نشر الإرهاب في العالم.
إننا في نفس الوقت الذي نتفهم فيه مخاوف العديد من
المسيحيين بشكل عام، والآراميين منهم على اختلاف
انتماءاتهم الكنسية بشكل خاص، لا يسعنا إلا التأكيد على ما
دأبنا على الدعوة إليه مراراً و تكراراً، وهو أن لا مناص
عن النضال من أجل الحرية و الديمقراطية للوصول إلى المجتمع
المدني العلماني التعددي و الذي يتساوى فيه الجميع أمام
القانون بغضّ النظر عن الجنس و المعتقد و العرق. فالتعطش
للحرية و العمل لنشرها ليس إلا انسجاماً مع مسيحيتنا و
مبادئها و تعاليمها.
إن تخوف المسيحيين الآراميين من المستقبل يعود إلى ما آلت
إليه التجربة العراقية المرّة والتي أدت إلى إفراغ العراق
من معظم السكان المسيحيين فيه، وإلى ما آلت إليه التطورات
من وصول الأحزاب الإسلامية إلى سدّة الحكم في كل من مصر
وتونس و ليبيا و صعود بارز للقوى السلفية فيها، وما تبعه
من ازدياد في الضغوط الاجتماعية و النفسية على غير
المسلمين فيها، ومن تغيير في الأنظمة والمناهج الدراسية
والقوانين بشكل ينتهك الحريات الشخصية ومحاولة اعتماد
الشريعة الإسلامية في سنّ الدستور.
والحل، في هذا الصدد، يكمن في انخراط المسيحيين بشكل فاعل
في الحراك السوري للتخلص من نظام القمع و الفساد والإرهاب.
فعلى الرغم من كل المصاعب، بات من الواضح أن أمر نهاية
نظام البعثفاشي في دمشق أصبح مسألة وقت ليس إلا، قد يطول
وقد يقصر تبعاً لتغير التطورات والمواقف السياسية
العالمية، وأنه لا بديل لنا كمسيحيين إلا المشاركة الفعالة
والمؤثرة في الحِراك، لتأسيس نظام مدني علماني عادل
ديمقراطي في سوريا المستقبل، قائم على مبادئ المساواة و
شرعة حقوق الإنسان، يحترم الحريات الفردية و الشخصية و
يعترف بشعبنا الآرامي كشعب أصيل و يعتمد اللغة الآرامية
لغة رسمية في البلاد إسوة بالعربية.