لماذا
يردد
مار دنخا
الرابع
لطروحات الآشورية المتطرفة؟
20111230
كتب مار دنخا الرابع، بطريرك "كنيسة المشرق الآشورية"، في
الرسالة البطريركية بمناسبة عيد الميلاد 2011، فيما كتب ما
يلي: اليوم نَحنُ المسيحيين الذين نعيش في بُلدان المشرق
نُعرفُ بأسماء ثلاث كنائس: وهي الكنيسة الكلدانية، الكنيسة
السريانية، وكنيسة المشرق الآشورية. كمسيحيين مؤمنين يجب
أن نحب ونحترم ونعمل معاً كأعضاء قطيع مسيحي واحد، وكأمةٌ
واحدة، لسنا ثلاث أُممٍ، لكن أمةٌ واحدة وشعبٌ واحد،
بالدم، بالتاريخ، باللغة.
وكلنا كأمةٌ آشوريةٌ مسؤولين لكي نُحافظ على سلامة أبناءُ
أمتنا كشعبٌ واحد... كأمة واحدة: يجب أن تفتخروا وتتشرفوا
لأنكم آشوريين، يجب عليكم المحافظة على لغتكم الآشورية
الأم، ثقافتكم، تاريخكم، ومحبتكم تجاه بعضكم البعض تكون
طاهرة وحقيقية (انتهى الإقتباس).
عفوكم، مار دنخا، لا نعتقد أنكم بحاجة إلى تذكير بأن
كنيستكم التي ترأسون اليوم ما هي إلا نتيجة
انفصال تمّ عن كنيسة المشرق القديمة عام 1976. و في حين
تحفل رسالتكم
(تجدونها كاملة على هذا الرابط)
بأقوال جميلة و دعوات مشكورة للوحدة و المحبة و نبذ
الخلاف، نراكم، في رسالتكم هذه، تتجاهلون تماماً أي ذكر
لكنيستكم الأصل، أي كنيسة المشرق القديمة. كيف يتفق تجاهل
و تناسي ذِكر كنيستكم الأم مع دعوتكم إلى المحبة و
الإتحاد؟ و نزداد أسفاً، لا عجباً، عندما لا تتورعون عن
نعت أمتنا و لغتنا الآراميتين بالآشورية؟! لا نعتقد مطلقاً
أنكم فعلاً بحاجة إلى تذكير بأن الآشوريين القدامى، على
سبيل المثال لا الحصر، كانوا يتكلمون أولاً بالآكادية ثم
بالآرامية، لغة السيد المسيح له المجد، و هو ما اتفق عليه
علماء التاريخ و اللغة الثقاة قاطبة، باستثناء القومجيين
من المُتَأشورين (من آشور و آشوري) حديثاً؟ أيتفق هذا مع
حياة و تعاليم السيد المسيح الداعية إلى الصدق و التزام
قول الحق و نبذ التحريف و التزييف؟ ألا يكفينا تتريكاً و
تكريداً و تعريباً حتى نبتلي بالأَشورة أيضا؟
حريّ عن القول أن آفة الفكر القومي الآشوري المتعصب
المتزمت قد أفسدت و نخرت نفوس و عقول أفراداً من أبناء
شعبنا الآرامي، من مختلف طوائفه، ما جعلهم يفقدون البصر و
البصيرة و يتنكرون و يُنكرون حتى أبسط الحقائق التاريخية
بآرامية شعبنا و لغته، مثلهم مثل غُلاة القوميين الأتراك و
الأكراد و العرب أصحاب "الأمة و الرسالة الواحدة الخالدة".
و لكن أن يصل حتى قسم من كهنتنا و رؤساء كنائسنا إلى هذا
المنحدر، لأمر يثير الأسى و الحزن و الرثاء معاً! ألا يكفي
تزويراً و بهتاناً؟
إننا لا نقبل من أحزاب سياسية تدّعي الهوية الآشورية أن
تزور هويتنا و لغتنا الآراميتين، فقط لأن بعضاً من السريان
الشرقيين و الغربيين لا يزالون يتوهمون أن للتسمية
الآشورية حسنات سياسية... و لكن من يقبل من بطريرك يؤمن
بالمحبة المسيحية أن يطلب منا باسم المحبة و الغيرة
القومية
أن نتخلى عن هويتنا الآرامية الحقيقية و تزييف اسم لغتنا
الآرامية؟!
نتمنى على مار دنخا ألا يردد الطروحات الآشورية الكاذبة و
ألا يستخدم المحبة المسيحية من أجل تسمية آشورية وهمية
مزيفة، بل يتمثل بغيره، من رجال الكنيسة ممن لم يرتضوا هذا
التشويه المتعمد. فبطريرك الكنيسة السريانية الأورثوذكسية،
مار اغناطيوس زكا الأول عيواص، كان - على سبيل المثال لا
الحصر، في هذا الصدد، واضحاً أشد الوضوح حينما أكد في
كتابه الموسوم بـ "كنيسة انطاكية السريانية عبرَ العصور"
بأن: "اللغة السريانية هي اللغة الآرامية ذاتها والآراميون
هم السريان أنفسهم. وقد أخطأ من فصل ما بين الآرامببن
والسريان..." و بنفس الوضوح ذكر الكاردينال مار عمانويل
الثالث دلي، بطريرك الكنيسة الكلدانية، قائلاً:
أؤكد أننا الكلدان الآشوريين
السريان شعب واحد يسمى بالشعب الآرامي