عاشت الأمة الآرامية بجميع طوائفها حرة أبية
  

عون قائدا لتكتل المستسلمين

081127

يرى التنظيم الآرامي الديمقراطي أن الذين ما زالوا يؤيدون العماد (السابق) ميشال عون من المسيحيين ليسوا، كما يظن البعض، فقط من الضالـّين أو من "الأغبياء". إن هناك فئة، يقودها فكر استسلامي، هي الفئة الغالبة في تيار ميشال عون.

إن هذا الفكر الاستسلامي ليس جديدا عند المجتمعات "المتقدمة" من ناحية التطور الاجتماعي أو التكنولوجي (مثل المجتمع المسيحي في لبنان). والأمثال على ذلك عديدة في التاريخ. فعندما تصبح الشعوب في بحبوحة نسبيا لا تعود تهوى الحرب والمقاومة وما الى ذلك من المواقف السياسية المكلفة بالأرواح. وهذا الأمر يؤكده السياسيون الذين يحاولون "اختراع" الأعداء لبعض الشعوب فقط من أجل دفعها على المحافظة على قدرتها العسكرية.

لذلك فإن المسيحيين الذين يناقشونك مقتنعين بسياسة عون (الحاليّة) رغم تحالفه مع محور الشرّ تفوح منهم رائحة التخاذل وتسليم الأمر الى "قدريّة" الإرهاب. فهم مقتنعون بنظرية "مين ياخد إمّي بقول- لو عمّي". لأن الذين كانوا مع عون في عهد المقاومة الشريفة كانوا فاهمين لماذا نزلوا الى ساحة الشهداء يوم ثورة الأرز وكانوا قاصدين معناها، وهؤلاء ليسوا مع عون اليوم، ولا يمكنهم أن ينضموا الى الشعبية التي خافت من ثورة الأرز وحاولت محاربتها وابتلاعها من خلال التغرير بالعماد (السابق) المتسابق على الكرسي ميشال عون.

أما هؤلاء المسيحيون المتخاذلون فهم لم يفهموا بعد ماذا حصل عندما انتفضت قواعد الشعب المسيحي سابقة قيادييها في مواجهة العدوان الفلسطيني في بداية الحرب اللبنانية في السبعينات. إن القواعد المسيحية خلقت قيادات مقاومة وسيطة، مسلوقة سلقا، لأن القيادات التقليدية لم تكن على مستوى المقاومة. ولكن هؤلاء المسيحيين المتخاذلين، رغم ذهولهم وعدم فهمهم لما يحصل، لم يستطيعوا تأخير المقاومة المسيحية ولا إلغاءها. كل ما استطاعوا فعله هو أنهم فوّتوا على الشعب المسيحي إمكانية تماسك كان من شأنها أن توحّد كلمة المقاومة المسيحية اللبنانية مما كان وفّر علينا حروبا عبثية لاحقة.

ما نشهده اليوم لا يختلف عما شهدناه الأمس من هذا القبيل. المسيحيون المقاومون يعرفون صوت الراعي الصالح ويعرفون أنه من الحكمة التفكير بالمثل القائل "ما بيحك جلدك غير ضفرك" ويعرفون أنه من الغباء الاعتقاد أن الذئب تحول حملا بواسطة "ورقة تفاهم" لا تمسح مؤخرة احتلال بيروت. كما أن المسيحيين المتخاذلين المستسلمين، بقيادة فيشي لبنان العماد (السابق المتسابق على الكرسي) عون، يتكلون على أنّ "ورقة تفاهم" مع الإرهاب قد توفّر لهم شراء من يحارب عنهم من المقلب الآخر، ويظنون (بسذاجتهم) أن ذلك السلاح لن ينقلب عليهم لأنهم بتحالفهم مع الشرّ يتودّدون إليه و "يغلبونه".

لذلك فالمرجو من الرفاق، لدى المناقشة مع أتباع المتسابق عون، أن يأخذوا بعين الاعتبار أن العامل الرئيسي لهذا التكتل هو التحالف المقصود مع الشرّ من أجل ما يعتقدونه مصلحة، ولو آنيّة، تسمح لهم بعبور مرحلة قطع الرؤوس بواسطة الخضوع لقطـّاع الرؤوس.

التنظيم الآرامي الديمقراطي

المكتب السياسي

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها