استيقظوا... كفى نفاقاً
880801
جميل ان يحتفل شعب ما بعيد استقلال وطنه، ولكن الأجمل أن يكون هذا الوطن
مستقلاً فعلاً عندها سترتفع رايات الاستقلال الحقيقية وتخفق القلوب مع
رفرفة علمنا اللبناني.
علمنا وعلم الجميع بأن النادي اللبناني احتفل بعيد استقلال لبنان من
(الاستعمار الفرنسي) الذي عشنا ونعيش بشعور دائم بأننا منتمون الى (هذا
المستعمر) فرنسا قلباً وقالباً وهو الذي يسعى لحمايتنا وقت الشدة ونلجأ الى
أحضانه عند المحن. وعلى مداخل قصر الاليزية يعانق رئيسه وعلى مدار السنة
زعماء لبنان ومسؤوليه وكان أخرهم قبل مدة (الاسطة حريري)...
هذا الاستعمار الذي من خلاله تهربون من ذلكم وخنوعكم واستسلامكم وهوانكم
وتحاولون ان تفرضوا صفاتكم هذه على الآخرين باحتفالكم بعيد استقلال لبنان
منه ناسين الاستعمار العربي المسلم الديكتاتوري السوري الفارسي الذي يحتل
ويبتلع بلدنا وغاضين الطرف عن الأربعين ألف جندي المتمركز امام ابواب
منازلكم، والمليون عامل الأكلين لقمة العيش التي هي من حقنا وحق اهالينا
وأولادنا. اين هو الجبل بشعبه؟
واين هو الساحل بأهاليه؟ واين هي جزين بقراها؟؟؟
أين
هم أولئك اللبنانيون؟
ومن شردهم وطردهم من بلادهم؟
هل هم الفرنسيون الذين يربون ومعظم مهجري ومشردي لبنان؟
أم أوربا الغربية التي احتضنتنا وحمتنا بمحبة وأهلتكم بتعب أبناءها
بأموالهم ان تحتفلوا باستقلال لبنان من الاستعمار الغربي؟
هل هو الخمول والاستكانة وقبول الذل والتسليم للظلم على ما هو حال لبنان
عليه الأن؟ صور الأسد (الوحش) في كل مكان... أحذية جنوده تلوث كل بقعة في
أرضه المقدسة...غازي كنعان (دراكولا) لياليكم... وماذ نقول عن صور الخميني
وخلفائه التي ترتفع فوق هاماتكم من البقاع المفقود الى الجنوب المنكوب
صعوداً للشمال الغارق بأحزانه مروراً ببيروت (الوردة المحروقة) قلبكم
النابض. أي استعمار هذا الذي تفتخرون أنكم نلتم الاستقلال من تحت براثنه
وتحتفلون لخروجه من لبنان بينما هذه الحثالة التي أعمت عيونكم وطمت على
قلوبكم لا تزال تعيث فساداً وارهابياً؟ كومات من اللحى والجلاليب... آيات
هنا وتجاويد هناك... وأبو محمد يأمركم وأبو الحسن يرعبكم ويقض مضاجعكم.
كيف تنسون ربنا؟ الفادي ابن مريم الناصري أبن الجليل الأعلى الذي قدس أرضنا
عندما وطأها وعاش في بيتنااللبناني وتكلم لغتنا اللبنانية الآرامية وسكن
بيتنا اللبناني؟ وكيف تسمحون لأعدائه ان يدنسوا هذا الكنز الإلهى (لبنان)
ويحتلوا معظم أجزائه ويطردونكم وانتم لا تقدمون الولاء المطلق لهم فحسب بل
وتشاركون باحتفالاتهم على ارض تبعد عنهم آلاف الأميال. فهل الذل والخنوع
تشرب الى كل أعضائكم وانتم (مع الآسف) تجاورون القطب الشمالي للعالم.
استيقظوا ولا تترددوا بالاعتراف بأخطائكم لأن الإعتراف بالخطأ فضيلة وليس
إلا جزء من حالة التمدن والرقي وخطوة لابد منها لتقويم الإعوجاج وإصلاح
السبيل لخير وتحرير مجتمعنا اللبناني من براثن الاستعمار العروبي الإسلامي
البغيض وزبانيته وأذنابه.
التنظيم الآرامي الديمقراطي
المكتب السياسي |