20061228
لقد أوصت لجنة جميس بيكر بعد دراسة معمقة و طويلة للوضع الأمني في
العراق بضرورة إشراك القيادة الإيرانية و السورية في إيجاد حل في
العراق لانهما القادرتان بشكل فعلي على وقف الانهيار الأمني القائم
في العراق
إن تقرير لجنة بيكر فيه جزء من الحقيقة و جزء غير معروف و جزئه
الآخير من الوهم
الجزء الحقيقي من التقرير هو وجود مسلحين ينشرون الفوضى الأمنية في
أحياء بغداد و سائر المحافظات العراقية وتساهم كل من سوريا وإيران
في تمويلهم أو تدريبهم أو تسليحهم و إن إيران إذا أرادت قادرة على
إصدار أوامرها بوقف تلك الأعمال كون هؤلاء المسلحين من أصول شيعية
معينة تتبع أصلا لإيران
أما الجزء الغير معروف من التقرير هو وجود تعدد عير محصور من
مجموعات مسلحة تنشر الفوضى في أحياء العراق ذات أصول مختلفة
المذاهب و المرجعيات الطائفية قادرة على تمويل ذاتها آليا و قادرة
على شراء السلاح و الإمداد لوجود شبكات كثيرة لعروض السلاح في
العراق أو في خارجه يندرج فيها مسلحو صدام و مجموعة كبيرة من
المسلحين الذين انضووا تحت جناح القاعدة في العراق
فهناك مجموعات مسلحة ساهمت بشكل فعلي إيران وسوريا في إنشائها و
تمويلها و هناك مجموعات مسلحة قائمة بحد ذاتها تمول و تدرب من قبل
إيران و سوريا و الأهم من ذلك وجود مجموعات قادرة لا تستمد السلاح
بشكل مباشر من قبل إيران و سوريا
أما جزء التقرير الأخير الواهم فيتحدد في قدرة إيران و سوريا على
ضبط الأمن في العراق، إن إيران تعتبر مصدر تمويل و إمداد أسلحة
للمجموعات الشيعية في العراق و هنا تكمن قدرتها في وقف نشاط تلك
المجموعات أما سوريا فهي قادرة على وقف نشاط المجموعات المسلحة
التي ساهمت في إنشاءها من خلال مجموعة ضباط و عناصر المخابرات
السورية
إن سوريا ساهمت بفترة معينة من خلال حدودها الكبيرة مع العراق في
تهريب السلاح الموجود أصلا من بقايا النظام ألبعثي السابق و كذلك
عناصر إسلامي القاعدة و بالأخص الذين يأتون من السعودية للجهاد في
ارض العراق فكانت بلد عبور.
أما محاربو صدام و إسلامي القاعدة و مجموعات مسلحة من السنة و بعض
التيارات الشيعية التي تتعارض مع القيادة الإيرانية لن تستطيع لا
سوريا و لا إيران على وقف نشاط تلك المجموعات المسلحة وان أساس
أسلوب الضغط على الأمريكان هو العمليات الانتحارية و نشر الفوضى
وبالتالي ينحصر دور إيران وسوريا على ضبط الحدود و هذا ما أثبتته
التجارب بأنه صعب جدا أي ان القيادتان السورية و الإيرانية قادرتان
فقط على نشر الفوضى فقط و غير قادرتان على ايجاد حل امني للعراق .
و يمكن تعميم المسالة على الوضع اللبناني و الفلسطيني فان سوريا
قادرة على تزويد حزب الله بالسلاح و لكن عير قادرة على إجباره على
نزع سلاحه ضمن صفقة تضمن جملة مطالب سورية أبرزها المحكمة الدولية
و الجولان و هذا ما أكده حسن نصر الله في احد خطاباته الموجهة إلى
القيادة الإسرائيلية خلال حرب تموز "" لا تكونوا واثقين بان احد
قادر على نزع سلاح حزب الله ضمن صفقة معينة "" و كان هنا يحذر
إسرائيل بان لا تدخلوا في مفاوضات مع سوريا من اجل نزع سلاح حزب
الله لأنها غير قادرة على ذلك .
أما بالنسبة إلى الوضع الفلسطيني فان سوريا قادرة فقط على الضغط
على المنظمات في عمليات ذات هدف مشترك النتائج و عند أي تدخل مباشر
في إصدار القرار سيخلق صراع بين سوريا و المنظمات الفلسطينية التي
تدعمها سورية فقط إعلاميا و تؤمن من ارض سوريا ملاذ امن لهم و إن
صراع أبو عمار مع حافظ الأسد هو محاولة الأخير على التأثير
باستقلالية قرار المنظمة.
و الواهمون فقط يعتقدون أن سوريا قادرة على التأثير في إيجاد حل
امني من خلال الضغط على المجموعات المسلحة غير الشيعية أو تستطيع
الضغط على حزب الله من اجل تسليم سلاحه او تستطيع الضغط على
الفلسطينيين من اجل الاعتراف بإسرائيل.
