عاشت الأمة الآرامية بجميع طوائفها حرة أبية
 

إحذروا الثعالب الماكرة

890701

 

إذا كان الغرب المتمدن يتباهى اليوم بتحقيق المزيد من أنجازاتة الحضارية في مجالات الديمقراطية والحرية والاعتراف بمبادىْ حقوق الانسان التي أصبحت شغله الشاغل وعقيدته التي يفتخر بها، فان الشعب الآرامي بكافة طوائفه وفرقه (والبالغ عدده حوالي 15 مليوناً في العالم) مايزال يعيش اليوم في مرحلة عصيبة للغاية، رهن كابوس الظلم والحرمان و"غير مسموح له اطلاقاً" التنعم بتلك القيم الحضارية الرائعة في مختلف بلدان الشرق الأوسط التي لاتعرف حكوماتها معنىً للديمقراطية وحقوق الإنسان.

 

فهي تضطهد شعبنا وتسعى جاهدة لتذوبيه وتعربيه وتتريكه وتكريده بتشديد الخناق عليه وهضم حقه في تعلم لغته وتاريخه العريق والافتخار بخصوصيات قوميته في محاولة منها لطمس معالم هويته وفرض هويتها المتخلفة على أبناء شعبنا. ونتيجة لهذه المظالم والقهر التي تمارس على شعبنا هناك في المشرق وخاصة الظلم القومي والثقافي والديني والاجتماعي فقد اضطرت شريحة كبيرة من شعبنا مكرهةً على ترك موطنها التاريخي "بلاد أراميا" التي تشمل منطقة كبيرة من الشرق الأوسط، والهجرة الى أوروبا واميركا مخلفّة وراءها فراغاً هائلاً لا يعوّض في مناطق تواجدها القومي.

وما ان وطأت أقدام هؤلاء المهاجرين الأراميين بمختلف طوائفهم بلاد الاغتراب حتى بدأوا في إقامة مؤسسات وتنظيمات، والاتصال بالمؤسسات العالمية كالأمم المتحدة، للعمل والدفاع عن شعبنا وأسترجاع حقوقه الطبيعية لازالة تلك المظالم عنه ومنحه الحقوق التي تنص عليها المعاهدات الدولية وشرعية حقوق الانسان وحقوق القوميات والشعوب. ولما شعرت أنظمة حكومات الشرق الاوسط بأن عمل مؤسسات الشعب الآرامي يشكل احراجاً لها في علاقاتها الدولية وانفضاحاً لها لخرقها كل مبادئ حقوق الانسان والاقليات. فبدأت تخطيط لضرب العمل القومي فيها وذلك عن طريقين:

الأول- في أرسال موظفين رسميين وسياسيين لديها بين الحين والآخر الى أوروبا وأمريكا، أغلبهم في نفس الوقت ينتمي الى الشعب الآرامي بحكم الولادة والطائفة والى العروبة بحكم السياسة والمكسب الشخصي، هدفها من هؤلاء الموفدين هو التغلغل الى مؤسساتنا القومية والمدنية والدينية وتفريغها من العمل القومي لضربه وأسكاتها عن طريق ربطها بتلك الحكومات بواسطة بعض الخونة والمرتزقة من أبناء شعبنا هنا معتمدين على سياسة الترغيب والترهيب معاً.

الثاني- من خلال ربط مؤسساتنا بأنظمة تلك الحكومات عن طريق "طابور خامس" مقيم هنا في الغرب يعمل على تحقيق أهدافهم الدنيئة هذه. ان الطابور هذا هو ايضاً من بعض أفراد شعبنا ممن باعوا دينهم وقوميتهم بأبخس الأثمان. اننا نهيب بشعبنا بمختلف تجمعاته وفرقه ومؤسساته ان يعي هذه الحقيقة ويدرك خطورة عمل هؤلاء الخونة فينهض ليثور عليهم ويرميهم الى مزبلة التاريخ، كما نحثهم على مقاطعة هؤلاء العملاء ورفضهم وفضح أهدافهم الدنيئة، وأبلاغ السلطات المحلية عنهم لمعاقبتهم وطردهم من هنا. أنهم حقاً كالثعالب الخائفة الماكرة في ثياب الخراف الوديعة وهم معرفون بتنظيم بعض المناسبات الأجتماعية حيث يتم التعارف والأتصال والوعود المعسولة والارتباط وتقديم الخضوع بذل كامل.

انهم حفاً "يهوذا الاسخريوطي" الذي باع وسلم السيد المسيح للجلادين لقاء حفنة حقيرة من المال. أن الرد الطبيعي على هؤلاء الثعالب الماكرة هو في زيادة ألتحام شعبنا وتضامنه ودعمه أكثر للعمل القومي مادياً ومعنوياً.

التنظيم الآرامي الديمقراطي

المكتب السياسي

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها