إلى
متى ستبقى إيران قادرة على المناورة
2006-12-11
رصدا للدعم الذي تقدمه إيران إلى الشيعة و
خصوصا التيار الشيعي الذي يمثله الحكيم في العراق و الشيعة في
لبنان و خصوصا التيار الذي يمثله حسن نصر الله و الشيعة في سوريا و
خصوصا التيار الذي يمثله اصف شوكي فمن خلال هؤلاء و الآخرين
المساندين و الداعمين تستطيع التحكم بكل سهولة في مجريات الأحداث
فيما يتعلق بتلك الدول و طبيعة الصراع مع إسرائيل.
إن ما يفسر نجاح القوات الأمريكية في أفغانستان
هو الدعم الغير مباشر من قبل إيران لأمريكا في حربها على طالبان و
بن لادن و ذلك كتصفية حسابات بين إيران و طالبان التي أعدمت السفير
الإيراني في كابول عندما استلمت السلطة و الاضطهاد الذي حدث للشيعة
.
كذلك النجاح الأولي للقوات الأمريكية في العراق
كان موافق عليه من قبل القادة الإيرانيين لأنه يخلصهم من عدو قادر
مثل صدام حسين الذي كان بمثابة راس الحربة لدى السنة في الخليج
العربي و القادر على صد المد الشيعي الإيراني و وقف تصدير الثورة
الإيرانية إلى دول الجوار التي يتواجد فيها النفط و الشيعة.
لقد أخذت الأحداث بعد سقوط صدام حسين بعدا آخر
في المنطقة فكان الدور التالي على سوريا و هذا ترفضه طهران لان
نفوذها في سوريا بدا ينمو بشكل كبيرو واسع من خلال تزايد قدرات
الضابط اصف شوكي ذو الأصول الإيرانية الذي تزوج من الدكتورة بشرى
ابنة الرئيس الراحل حافظ الأسد الذي كان رافضا لهذا الزواج و الذي
حاول جاهدا وقف المد الإيراني في سوريا و الذي يفسر أن اصف شوكي هو
أهم الرموز الإيرانية في سوريا الذي فقط هو حائز على ثقة كاملة من
حزب الله كون اصف شوكي هو الرجل الوحيد في سوريا كان على اضطلاع
على ساعة الصفر لعملية اسر الجنديين الإسرائيليين و الذي أدى إلى
خلاف بين القيادة السورية و اصف نظرا لتبعات هذه العملية الخطيرة
على سوريا.
لكي لا تكون الهدف التالي للقوات الأمريكية
سوريا ساهمت سوريا جاهدة و بمساعدة واضحة من إيران
في جعل العراق بمثابة المستنقع للقوات
الأمريكية و أصبح لعب أجهزة المخابرات على المكشوف والذي يستطيع أن
يصمد يربح و أصبحت سوريا ملجأ امن لأعضاء حزب البعث المنحل الذين
يقومون بإدارة المجموعات البعثية العراقية من سوريا من خلال أموال
المصرف المركزي العراقي التي نقلت إلى المصرف التجاري السوري و بنك
المدينة في لبنان ، و كان رد الأمريكان على سوريا بالحصار
الاقتصادي و من خلال لبنان فكان التمديد للرئيس لحود مما دفع
الرئيس الحريري بدعم من سيراك و بموافقة أمريكية على المساهمة في
إصدار القرار 1995 القاضي بخروج القوات السورية فدفع الثمن الحريري
حياته فجاءت المحكمة الدولية و زادت عزلة سورية التي اقتربت أكثر
من الشريك الإيراني
عبر اصف شوكي على حساب المشككين العرب.
و نفس الوقت كان الملف الإيراني النووي قد أصبح
في دائرة الخطر فكان الحل هو عملية اسر الجنديين الإسرائيليين
فكانت الحرب التي راهنت إيران و سوريا على إيقافها ضمن شروط إيقاف
المحكمة الدولية و إغلاق الملف الإيراني النووي ففشل رهان الاثنان
معا.
و أصبح العراق مفتاح الحل في الشرق الأوسط من
خلال نظرة إيران و سوريا و هو الأداة القادرة على الضغط على
الأمريكان و كذلك لبنان ساحة صراع ثانية باتجاه إسرائيل و حركة
حماس في فلسطين فأتى طلب الحكيم المدعوم إيرانيا بعدم خروج القوات
الأمريكية من العراق و بقائها فيه بينما كان توجه حسن نصر الله
صاحب نفس الخط الشيعي العراقي و المدعوم أيضا من طهران إلى إسقاط
حكومة السنيورة كونها حكومة حلف أمريكي ففي لبنان كونه ساحة صراع
يعتبر إسقاط الحكومة وسيلة ضغط ضد أمريكا لقبول بطروحات إيران و
سوريا و في العراق فان طلب الحكيم في إبقاء القوات الأمريكية يعتبر
وسيلة لاستمرار الضغط على أمريكا من خلال المستنقع العراقي و أعداد
القتلى المتزايد بالجنود الأمريكيين و بقاء القوات الأمريكية على
مرمى النيران الإيرانية عند أي رد إيراني على هجوم أمريكي على
المفاعل النووي الإيراني و لقبول طروحات إيران و سوريا.
فكلما ازدادت فترة بقاء القوات الأمريكية في
العراق استبعد حل أزمة الملف الإيراني عسكريا من قبل أمريكا وكلما
تعززت قدرات حزب الله استبعد ضرب إيران من قبل إسرائيل و كلما زادت
سيطرة اصف شوكي في سوريا ازدادت الفرص لفتح جبهة الجولان .
فإلى متى سيبقى الجميع مكتوفي الأيدي تجاه المد
الإيراني و إلى متى ستبقى إيران قادرة على المناورة .