يد الإجرام تغتال جبران تويني
20051113
مرة أخرى تمتد يد الإجرام و العمالة لتنال من قلم جريء و صوت صادح للحرية و
الحق و العدالة. مرة أخرى تمتد أيدي نظام البعثفاشي في دمشق و زبانيتها في
لبنان، لتغتال علماً عملاقاً من أعلام الصحافة و الفكر الحر في لبنان و
المشرق، الأستاذ جبران تويني . فمن الرئيس الشهيد بشير الجميل و داني شمعون
و رينيه معوض و سليم اللوزي و رياض طه و مصطفى جحا و رشيد كرامي و المفتي
حسن خالد و الشيخ صبحي صالح مروراً بشهداء المقابر الجماعية إلى شهداء
كنيسة سيدة النجاة و سمير قصير و بيار بولس و رمزي عيراني و رفيق الحريري و
باسل فليحان.. أما عن الشهداء الأحياء فحدث و لا حرج:
ميّ الشدياق و مروان حماده و مهجّري الجبل و قرى شرقي صيدا و مهجري الجنوب
من أفراد جيش لبنان الجنوبي و ذويهم و الأسرى في غياهب سجون البعث...
القائمة طويلة لن تنته ما دام شخصٌ
كإميل لحود على رأس هذا النظام و مادامت جماعات "حزب الله" و منظمات
الارهاب كحماس و الجهاد الإسلامي و القاعدة تسرح و تمرح في لبنان.
إن مسلسل الغدر و القتل هذا لن يتوقف ما دام استقلال لبنان منقوصاً و
سيادته مستباحة. و من الواضح تماماً أن مطلق حكومة لبنانية ستكون عاجزة عن
ضبط الأمن ما دامت الأجهزة الأمنية مخترقة، و الطابور الخامس البعث
فاشي موجود في الحكومة اللبنانية. إن استقلال لبنان الناجز لن يتحقق إلا
بتنفيذ قرار الأمم المتحدة 1559 كاملاً و تجريد المليشيات و الحركات
الدائرة في فلك نظام بشار أسد من سلاحها أولاً. أما ثانياً فإحالة قضايا
الإرهاب و القتل هذه إلى محاكم عدل دولية خاصة أسوة بالمحاكم الخاصة بالحرب
اليوغسلافية على سبيل المثال، لأن القضاء اللبناني سيظل عاجزاً مادام سيف
الحقد و القتل مسلطاً على الرقاب. و لا بد أيضاً من قوات دولية من دول
العالم الحر، ذات صلاحيات واسعة، بالانتشار على طول الحدود مع "الجمهورية
العربية السورية" منعاً من تسلل المخربين و "قبضايات" نظام البعث إلى
لبنان.
و
يفضل أن تكون هذه القوات من حلف شمال الأطلسي "الناتو" و ليس على طراز
"قوات حفظ السلام الدولية" المتمركزة في جنوب لبنان التي لم تستطع يوماً
منع مقاتلي عرفات و لا عناصر حزب "الله" من إرهاب المدنيين في لبنان وفي
إسرائيل. و أخيراً و ليس آخراً يتوجب على السياسيين المسيحيين أن يتحلوا
بالإنسجام مع النفس و يكفوا عن اللعب على الحبال و التلاعب بالألفاظ و
الاختباء وراء نغمة ما يسمونه "سلاح المقاومة اللبنانية"، و أن يتخلوا عن
تمسكهم المفضوح بما يسمونه "الإعتبارات المحلية" ليبرروا "خجلهم" و "حذرهم"
من المطالبة علانية في تجريد هؤلاء من سلاحهم غير الشرعي.
إذ
إن هذه الجماعات لا تقاوم إلا أمن لبنان وشرعيته، فما كان حزب "الله" يوماً
من الأيام "مقاومة لبنانية"، بل جماعة إرهابية تعمل لأسلمة لبنان و لتحويل
ما تبقى من مسيحييه إلى عبيد ذميين. كما على هؤلاء السياسيين الكفّ عن
التزلّف و التغني، بمناسبة أو دون مناسبة، بالعروبة و "الإنتماء العربي"،
أكذوبة العصر و كارثة المسيحيين الكبرى في مشرقنا الآرامي الحبيب، الذين ما
تعاظمت مصائبهم إلا يوم تخلوا عن انتمائهم القومي الآرامي الأصيل و قبولهم
بهمروجة لبنان ذي "الوجه العربي".
إن التنظيم الآرامي الديمقراطي إذ صدمه نبأ اغتيال النائب و الصحفي الكبير
جبران تويني، فإنه يتقدم إلى والد الشهيد الأستاذ غسان تويني و السيدة
عقيلته و سائر أفراد عائلة تويني الكرام و بالطبع أسرة جريدة النهار
الغراء، منبع الكلمة الحرة و مربع شهداء الاستقلال، بأحر التعازي راجياً
الرب أن يلهمهم الصبر و السلوان و يسكن فقيد الكلمة الحرة، الأستاذ جبران
تويني فسيح جناته.
التنظيم الآرامي الديمقراطي
المكتب السياسي |