عاشت الأمة الآرامية بجميع طوائفها حرة أبية
 

اللص وصاحب الحق عن "الإنتخابات" في "العـراق"

20050201

كيف تعرف اللص؟ - تعرفه من خوفه. ولماذا يخاف؟ لأن صاحب الحق سلطان ...

اللصوص في بلادنا وبيتنا "بيث نهرين"، الذين استولوا على السلطة منذ ما يزيد على أربعة عشر قرنا، لا يزالون يتعاطون السياسة مثل الحرامية. لماذا؟ ليس فقط لأن وجودهم في السلطة في بلادنا سببه أصلا هو القرصنة، فهذا ليسوا منفردين به في العالم. ولكن أيضا لأنهم لم يغيّروا أسلوبهم اللصوصي هذا رغم مضي هذه القرون ورغم شرعة حقوق الأنسان، وهذا ما يتميّز به قراصنة العصر الحديث، عن البقية من الشعوب المحتلة.

وهؤلاء القراصنة لا تجدهم فقط في الموقع المصنّف بالفريق "الإرهابي". لا تخطئ الظن! فإنهم موزّعون على الفريقين: فالقسم المفضوح منهم هو الذي يحرّك الفريق المصنف "بالإرهابي"، والقسم الآخر متستـّر تحت شعارات ظاهرها حضاري وباطنها ألله أعلم به.

إن اللص لص مهما غير حلا ّسـه ومهما بدّل ظاهره بالأقنعة. فبعد أربعة عشر قرنا من التقتيل والذبح والتنكيل والتغريب والتهجير وضرب الأعناق ومصادرة الأرزاق وفرض الضرائب على الباقي منها، هاكم أمثلة حديثة، آخرها من أمس الأول، عن المعاملة "السمحاء" التي يمارسها كل من الفريقين على شعبنا الآرامي:

فريق منهم: اليوم كما في الأمس البعيد وبتفويض من ربــّه يقتل شعبنا في الكنيسة كما في البيت.

والآخر: اليوم كما في الأمس، يمارس "شريعته" الذمية، في السلم كما في الحرب. وآخر الأمثال خطف حقوق المواطنين، وخاصة أبناء شعبنا، من التصويت في قراه ومناطقه، بتغييب صناديق الإقتراع.

الأول، اليوم كما في الأمس، يعلن الحرب على من يشاء ناعتا إياه بـ "الكفار" و"الصليبيين".

والآخر، اليوم كما في الأمس، ينكر لا فقط حقوق شعبنا صاحب الحق الأصلي في الوطن، بل ينكر وجودنا بالأساس، مثلا: بتسميتنا "عربا" أو "ناطقين باللغة الفلانية" أو أو... بكل التسميات، الا التي نختارها لأنفسنا.

وحدّث ولا حرج عن الطنطنة الدائمة بأن هوية الدولة هي "إسلامية" الى ما لا نهاية، وهم بذلك يذكــّرون القاصي والداني أن لا مكان لنا في الدولة القائمة على وطننا! والأبشع من ذلك، قياس حقوقنا القومية بالنسبة المئوية للسكان! كأن المذنب في انهيارنا الديمغرافي هو البقية الناجية من الممارسات الإلغائية المتتالية ضد شعبنا! فبدل أن يحاسبوا المجرمين القاتلين فهم يقتصـّون من الناجين من الضحايا ويقلـّصون من حقهم!

فما الفرق بين الإرهابيين والآخرين؟ هؤلاء يخطفون أرواح شعبنا، ويدنسّون مقدساتنا، ويذلـّون رؤساءنا وأبناءنا وبناتنا، وأولئك، تحت شعارات زائفة يخطفون حقوقنا القومية والسياسية والثقافية والإجتماعية.

ولكننا نذكـّرهم كلهم اننا نجيد قراءة ما يحصل وإن أجدادنا العلماء الذين علموا أجدادهم الأمّيين القراءة قد علمونا إياها قبلهم. ونذكرهم أن الممارسات اللصوصية لن تزيد من حقوقهم بل من تثبتنا على إستمرارهم باللصوصية. ولماذا يخافون منـّا رغم قلة عديدنا؟ - لأن صاحب الحق سلطان، ولا يهمّه العدد أوالعدة!

من التنظيم الآرامي الديقراطي الى الساسة والى لصوص الإرهاب في بلادنا: أعيدوا حقوق شعبنا الآرامي! كافة الحقوق! إنتقامكم من شعبنا الأعزل لن يعطيكم قوة ولا حقـّا. على العكس، إن إعادة الحقوق للشعوب الأصلية مثال حضارة ومعيار لإرادة الشراكة في الوطن - البيت (مثلا بيث نهرين) بدل اللصوصية والإحتلال. أما الممارسات الحالية فهي أدلّ على اللصوصية وانعدام الأحقية، مما يردّ الهستيريا السياسية الى الخوف والذعر.

التنظيم الآرامي الديمقراطي

المكتب السياسي

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها