عاشت الأمة الآرامية بجميع طوائفها حرة أبية
 

جزيرة أم جزّارة؟

20030409

إن محطة تلفزيون الجزيرة تحاول أن تظهر بصبغة الجهاز الإعلامي. ولكننا نقول لها أنها أبعد ما يكون عن ذلك. وبما أن شعبنا المنتشر في أنحاء العالم مضطر الى متابعة أوضاع الأهل في الوطن فلا بدّ لنا من استعمال أي وسيلة متوفّرة في سبيل ذلك. وبما أن العروبة الامبريالية حرمتنا من أجهزة الاعلام المحايدة في كل العالم العربي وخاصة في لبنان، فقد أصبح الجميع مضطرّون الى استقاء المعلومات من مصادر منحازة أو مشاركة في الحرب أحيانا. وأين تقع "الجزيرة" بين هؤلاء؟

 الجواب ليس صعبا. إن وكالة الإن بي سي قالت كلمتها عن الجزيرة ووصفتها بأنها مشاركة في الحرب الى جانب صدّام. وبذلك فهي لم تعد جهازا إعلاميا بل جهازا توجيهيا محاربا. الشرط الأساسي للإعلام هو "نقل" الخبر لا "صنعه". وكل من يرى الجزيرة يرى كيف أنها تصنع الأخبار ولا تنقلها. لذلك نقول للجزيرة ما يلي:

1- كفّوا عن استعمال البشر، الأحياء منهم والأموات وخاصة الأبرياء منهم والعزّل، كأدوات لحربكم الإعلامية المجرمة. إن دفاعكم عن نظام صدّام الدكتاتوري الوحشي هو أحد الأسباب التي أدّت الى تفاقم الوضع الى ما هو عليه. لقد صوّرتم للدكتاتور وللعالم أنّه يستحقّ الدفاع عنه، وأنّه مظلوم في حرب هدفها الخلاص منه، وجعلتموه يستعمل الناس الأبرياء كدروع للأشرار، فأنتم شركاء في الجريمة ضد الناس الأبرياء.

2- إن من يراقب متابعتكم للوضع، إن في السلم أو في الحرب، يرى أنكم تسوقون الرأي العام نحو المزيد من التعصّب الديني. أنتم تشاركون في جعل الانتحاريّين يدافعون عن نظام دكتاتور وحشي أذاق شعب بلاده أبشع أنواع القتل والظلم والقهر والتهجير فيما اانتم تصوّرون لهم أنهم يدافعون عن دين أو عن وطن. هل يسمى هذا التزوير المجرم إعلاما؟

3- من ساق هذه الحرب إعلاميا نحو التطرّف الديني؟ لقد وقف كل قادة العالم، عند المسيحيين وعند المسلمين وقفة واضحة تهدف إلى منع استغلال الدين أو توظيفه كوسيلة للحرب أو هدف لها. فعند المسيحيين انقسم القادة في موضوع الحرب وعند المسلمين دعم قادة حرب التحالف. أما أنتم فلم تتركوا الرأي العام يرى ذلك كمؤشر لعدم دينية الحرب، بل أمعنتم في تأجيج الحرب الدينية. فلم تدعوا الشعب يسمع من يريد التخلًص من صدّام ودكتاتوريته، بل صوّرتم للجميع أن أعداء صدّام هم أعداء للأمة العربية الإسلامية. هل هذا إعلام أم توجيه ايديولوجي متطرّف هادف؟

4- إن الناشطين السلميين الغربيين الذين أتوا من الغرب المسيحي للدفاع عن الإنسان وعن القيم التعاضدية الإنسانية لم يأتوا لتجعلوهم حطبا أو ذبيحة على مذبح صدّام أو لتزوّروا الحقيقة بأن تجعلوهم مدافعين عن خط سياسي أو عن وحدة أكانت عربية أو إسلامية. فأنتم أخفيتم أصواتا وأسمعتم أخرى ولم تدعوا أحدا يحترم بموضوعية الصوت الآخر الذي يرفض وجود صدّام في السلطة، والذي يرفض مبادئكم الداعية إلى اعتبار الأمريكيين وحلفائهم والمسيحيين أعداء "للأمة". هل هذا يسمّى إعلام أو تزوير ايديولوجي متطرف هادف؟

لكل هذه الأسباب نقول للجميع وخاصة لشعبنا المسيحي أن يعوا أن محطة الجزيرة ليست محطة إعلامية بل هي أداة حربية، "جزّيرة مش جزيرة" أي جزّارة لا جزيرة.

التنظيم الآرامي الديمقراطي

المكتب السياسي

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها