عاشت الأمة الآرامية بجميع طوائفها حرة أبية
 

قصف برطلة البريئة ودموع التماسيح المجرمة

20030402

تلقّينا اليوم بأشدّ الأسف واللوعة نبأ استشهاد أبناء برطلّة (العراق) المسيحيين من جراء القصف على منازلهم. يتقدّم التنظيم الآرامي الديمقراطي بأحر التعازي القلبية لأهل الشهداء والمصابين ويسأل الله أن يقبلهم كذبيحة إبنه البار خلاصا لنفوسهم وأن يقبل صلواتنا لراحة أنفسهم ويوصلنا وإياهم الى الديار الأبدية، فهذا هو منتهى مطاف كل المعتمدين باسمه القدوس.

أما الذين يتباكون عن شهدائنا في بعض أجهزة الإعلام العروبية الأمبريالية وخاصة تلفزيون الجزيرة فنقول لهم ما يلي:

ها إننا نرى محطة تلفزيون الامبريالية العروبو-اسلامية الجزّارة المدعوة "الجزيرة" مرة أخرى تتمرغ في النفاق كعادتها. فهي، تحت ستار نقلها الوقائع، تحاول إقناع المسيحيين أنها تشاركهم حزنهم على فقدان أعزّائهم الذين أصيبوا من جراء "القصف الأمريكي". فنحن قرأنا قصدها جيدا. إنها تريد التركيز على فكرة أن القصف الأمريكي لا يفرّق بين مسلمين ومسيحيين بل هو يستهدف الجميع على السواء. وجوابنا للجزيرة هو أننا واثقون جيدا من ان الامريكيين لا يستهدفون المسكان الآمنين، أمسيحيين كانوا أم مسلمين، وهم يستهدفون مجرمي صدّام بغض النظر عن انتمائهم الديني.

بينما مجرمو صدّام يستعملون الدروع البشرية لمواجهة الأمريكيين وحلفاءهم. ولذلك، وبما أننا لا نملك ظروف الحادث الأليم، نحكّم العقل السليم ونرجّح أن سبب قصف الموقع هو وجود أحد الآليات الإجرامية هناك. فأن معلومة كهذه لا تخبرنا بها الجزيرة. ونعني بها تلك الآليات الإجرامية التي تدافع عنها محطة الجزيرة المقاتلة على أنها أدوات دفاع عن وطن بينما هي في الحقيقة تحت تصرّف مجرمي صدّام لهدف إبقائه دكتاتورا على أهل العراق. أما الإحتمال الآخر لسقوط الضحايا المسيحيين فهو أن تكون أجهزة الإستخبارات الصدّامية قد أوقعت هذه المجزرة بهدف استعمالها في الحرب ضد امريكا أما الجزيرة فلا تتورّع من تغطية المجرمين حتى في حالات كهذه. ففي كلتا الحالتين يقع اللوم على أعداء الإنسانية من صدّاميين ومن مروّجين لهم.

ونقول لأهل محطة الجزيرة إن المسيحيين المشرقيين الأحرار يعرفونكم من ثماركم. فأنتم لم تهتمّوا يوما بالظلم الواقع على المسيحيين إلاّ عندما تستطيعون ردّه الى الأمريكيين أو حلفائهم. فما يهمّكم في الأصل هو الغاية الإعلامية الحربية لا تعزية شعبنا المسيحي. لذا فنحن نصنّف هذا الخبر من ضمن حملتكم ضدنا.

أما نصيحتنا لمحطة الجزيرة فهي أن زمن "الفتوحات" قد ولّى. إن توظيفكم كل هذه الطاقة ضد حرّية البشر من مسلمين ومسيحيين لن تكون نتيجته الا كنتيجة سابقاته أي انقلاب السحر على الساحر. إن المسيحيين الذين يتعاطفون مع مسلمين في كل أنحاء العالم ليسوا كلّهم أغبياء ولا كلّهم ذمّيّون، فأنهم إنسانيون ذوو أهداف سامية وهم مصرّون على الرهان على الاحترام المتبادل، ولكنهم قد يتغيّروا يوما ولو تأخر ذلك اليوم.

التنظيم الآرامي الديمقراطي

المكتب السياسي

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها