العروبة السورية
والآرامية المسيحية ... صراع بين التخلف والحضارة
9
009
01
نظام البعثي
العلوي الفاشي الذي لايزال يحكم سوريا بقبضة من حديد أودت بالأخضر قبل
اليابس، لم يعتد على أن يعترضه أحد أو يتصدى لتجاوزاته كائنا من كان. هذا
النظام الذي أستفاد من مسايرة الأوربيين له وسكوت الأمريكان عليه، بل
ومباركة هؤلاء أحيانا لافعاله حرصاً منهم على مايعتبرونه ضمانا لاستقرار
الأوضاع في الشرق الأوسط، لم يعتد على أن يقف أحد بوجهه ويقول له كفى. لذا
لم يكن مما يثير العجب مس الجنون الذي بات يصيب رؤوس أصحاب البعث لدى كل
حركة مقاومة يقوم بها شعبنا الآرامي المسيحي في لبنان لإنهاء أحد أبشع
أشكال الإستعمار الذي عرفه التاريخ.
وحيرة أهل البعث
من حيوية المقاومة المسيحية في لبنان لها أسبابها المفهومة. فالجمهورية
السورية راهنت منذ البدء على أن أبتلاعها للبنان المسيحي وضمها له نهائياً
سيمر دون مضاعفات خطيرة، خاصة وأن عملائها وأدوات تنفيذ مخططها الجهنمي هذا
من أشباه مسيحيين ممن عينتهم في السلطة وزرعتهم في بعض الأحزاب والحركات
المسيحية ليكونوا بمثابة طابور خامس في المجتمع المسيحي، سهلوا لها،
وشاركوها، وبفاعلية، في تنفيذ مخططاتها الإجرامية. وهكذا تمكن نظام
الديكتاتور الميت حافظ أسد من قتل طوني فرنجية والرئيس الشيخ بشير الجميل
والقائد المهندس داني شمعون والسيد رينيه معوض ونفي رئيس الحكومة الجنرال
ميشيل عون وايداع الدكتور سمير جعجع السجن وبسط سيطرته النهائية على كامل
الأراضي اللبنانية.
خلفاء حافظ أسد
مصابون من ناحية أخرى بشبه صدمة. فما فعلوه في سوريا إثر سيطرتهم عليها قبل
حوالي 40 عاما حتى الان، فعلوا مثله في لبنان وأكثر. فمن تغيير ديموغرافي
لصالح المسلمين من عربان وفرس وأكراد، إلى سيطرة شاملة على جميع مرافق
البلاد، إلى نهب منظم للخيرات واغتيالات بالجملة والمفرق وجرائم حرب
لاينافسهم في فظاعتها سوى وحوش بشرية أمثال هولاكو وخالد بن الوليد
وتيمورلنك وهتلر وستالين وبني عثمان. أما حرب التجويع وشبه الحصار
الإقتصادي الذي فرضته، ولا تزال تفرضه سلطات الإحتلال بواسطة إذنابها في
حكم الأمر الواقع فجعلت مسيحيي لبنان أمام خيارين أحلاهما مر. إما الرحيل
أو التخلي عن أبسط حقوقهم الإنسانية في التعليم على سبيل المثال.
زبانية حافظ اسد
ومن بعده ابنه بشار ما قصروا إذاً. لقد قاموا، وبشكل دقيق بكل ما يمكن
للوحوش البشرية فعله من أجل إحكام قبضتهم على مسيحي لبنان دون جدوى.
ومؤخراً بلغت هذه الزمرة هاوية الإنحطاط الاخلاقي إثر إعتداء عناصر
مخابراتها على مجموعة طلاب معتصمين مسالمين في مشاهد اثارت القرف والدهشة
حتى في أوساط بعض الدائرين في فلكها.
ما يثير جنون هذه
الزمرة الحاقدة أكثر هو فشلها في أطفاء المقاومة المسيحية في لبنان. فلا
نهبهم ولااجتياحهم ولا اغتيالاتهم ولا سياسة التجويع والتهجير نجحت في
"ترويض" أبناء آرام أو تحويلهم الى ذميين يٌؤمرون فيطيعون خاضعين ذليلين.
فليس من العجب
إذاً أن يزداد جنونهم كلما أصدر مجلس المطارنة بياناً يسمي الأمور بأسمائها
ويطالب بإنهاء استعمارهم للبنان ورحيلهم عنه. فالمشكلة مع العربان المسلمين
الإحتلاليين ليست مشكلة احتلال عسكري فحسب، بل إن المسألة الملحة حضارية هي
في المقام الأول. إنها خلاف بين المنطق والجنون، بين استمرار الغزو وتحديات
السلام، بين التخلف والتطور، بين الديمقراطية والإرهاب... وإذ اختيار
المسيحيون خيار الحرية والتقدم فلا عجب إذاً في حيرة وازياد توتر أعصاب
واهتزاز عقول حكام دمشق وأذنابهم في لبنان.
فتحية لمناضلي
المقاومة المسيحية الحرة في لبنان ومجلس المطارنة الموارنة برئاسة غبطة
البطريرك مار نصرالله بطرس صفير. إنهم فعلاً امل كل أرامي مسيحي حر ير يرفض
العبودية وترنو عيناه نحو الحرية والاستقلال.
التنظيم الآرامي الديمقراطي
المكتب السياسي |