مجلس
المطارنة الموارنة
كان وسيبقى رمز لبنان، وأمل مسيحيي المشرق
08 10 2000
لايستطيع أحد أن يقول للصّ أنت سارق... الآصاحب البضاعة المسروقة، لأنه
أعلم من غيره ببضاعته وباللص الذي سرقها، فهو أذن اولى بتوجيه الاتهام للص،
دفاعا عمّا سرقها منه. وقبل أسبوعين، وللمرة الاولى منذ الاحتلال العربي
السوري المسلم للبنان، يعقد مجلس المطارنة الموارنة، اجتماعاً هاماً يطالب
فيه من الاستعمار السوري هذا، بالانسحاب الكامل من لبنان، أسوة بالإنسحاب
الاسرائيلي منه.
إن مجلس المطارنة الموارنة، ومنذ اكثر من عشرين عاماً حتى الامس القريب،
صبر على الاحتلال العربي السوري المسلم الشرس، صبر ايوب... كان دائماً يضبط
نفسه، ويضغط على اعصابه، يقيناً منه ان هذا الاحتلال الاخطبوطي المقيت، سوف
يعود الى ضميره وشرفه، فيخجل وينسحب تنفيذاً لقرار هيئة الامم المتحدة رقم
520 الأ ان القادة السوريون... وفي يقينم أنه لن يطالبهم أحد بالانسحاب،
طالما أنهم يصنعون روؤساء الشرعية الثلاثة، من رئيس الوطن، الى رئيس السلطة
التشريعية، فرئيس السلطة التنفيذية، ومن ثم رئيس السلطة القضائية، الى
النواب والمديرين العامين ورؤوساء المصالح الحكومية... غاب عن بالهم، ان
أبناء الوطن وآبانه واصحابه الشرعيين، الذين قاوموا الاستعمار العثماني،
لهم القدرة وكافة الامكانيات لمقاومة الاستعمار العربي السوري المسلم،
ودحره الى حيث أتى.
إن الاستعمار العربي السوري المسلم الشرس، بعدما امتصَ اقتصاد لبنان، وقيَد
حرية ابنائه المسيحيين الأراميين، واستولى على قراره السياسي، وقضى على
قدراته العسكرية، وكمّ أفواه مفكريه ومثقفيه وسياسييه، وكافة مبدعيه
اللامعين، ماذا يريد اكثر من هذا؟ هل ان الاستعمار العثماني، تسبب بربع هذه
الكارثة، التي سببها الاستعمار السوري في لبنان؟ واذا كان الإنتداب
الفرنسي، قد سجن ولمدة يومين فقط، دعاة الاستقلال اللبناني في قلعة شقيف
وعددهم لا يتجاوز اصابع الكفين، فان الاستعمار السوري المسلم ومنذ احتلاله
لبنان حتى اليوم فقد سجن اكثر من نصف الشعب اللبناني في سجونه وخاصة سجن
مقبرة المزة، وبعض السجون الذي افتتحها في لبنان. وحاول ولايزال يزرع الرعب
واليأس في نفوس الشعب المسيحي الآرامي في لبنان، تارة باغتيال شخصيات
قيادية بارزة، وتارة بسجن آخرين وحيناً بنفي البعض الاخر. إلا أن الجميع
يدرك بان مجلس المطارنة الموارنة، لايخشى احداً طالما ان الرب معه،
والشرعية الدولية تؤيده وتدعمه. أنـذاك سيندم الذين مشوا في ركاب الاستعمار
السوري المسلم، حيث ماعاد ينفع الندم، فالعالم يسير الى الامام، والشعوب
المضطهدة ماعادت تهضم الاحتلال. ومن غير الشعب المسيحي الآرامي الحضاري،
أولى بالحرية والديمقراطية والكرامة الوطنية؟.
والف تحية أعجاب وأكبار، الى مجمع المطارنة الموارنة العتيد. انه عنوان
العنفوان، ورمز الحرية في لبنان الحرّ الآرامي المسيحي الأبي.
التنظيم الآرامي الديمقراطي
المكتب السياسي |