استشهد بشير... والمسيرة مستمرة
2000
09 14
في الرابع عشر من أيلول أستشهد الرئيس الشيخ بشير الجميل و26 رفيقا من
رفاقه في النضال من أجل أن يعيش مسيحيو المشرق... كل المشرق بحرية وكرامة.
صحيح أن بشيراً حينذاك كان رئيساً للجمهورية اللبنانية وقائداً للقوات
اللبنانية، ولكن الأصح أيضاً بأن البشير كان رئيساً لاكثر من 16 مليون
مسيحي من مشرقنا الحبيب (كما ذكرت "النهار" يوم انتخابه)... لأن هؤلاء
المسيحيون كانوا يحسون بأن انتصار بشير الجميل بالذات وكل انتصار تحققه
القوات اللبنانية في معارك الشرف هو نصر لكا منهم... وكل شهيد تقدمه على
مذابح الحرية والكرامة هو شهيد المسيحية المشرقية الجريحة المعذبة منذ اكثر
من 1400 عاماً...
إن من قتل بشير الجميل هو نفسه قاتل داني شمعون، وهو نفسه من أمر بإيداع
الدكتور سمير جعجع في السجن في مهزلة "عدلية " ضحك منها القاصي قبل الداني
وهو نفسه من أمر بنفي العماد ميشال عون، وهو نفسه وراء مذبحة الجبل التي
راحت ضحيتها اكثر من 17000 مسيحي مدني أعزل من السلاح وأكثر من مائة الف
مهجر وتهجير مسيحي الجنوب... هو نفسه من فجر كنيسة سيدة النجاة وقام بحرق
الكنائس والاعتداء على الأخت انطوانيت شاهين وقتلها مؤخراً، نعني به النظام
العروبي الإسلامي السوري واذنابه من العصابات الإسلامية كحزب الله وأمل
والتنظيمات الطفيلية الإستغلالية كالقوميين السوريين والجنبلاطيين
والناصريين والعروبيين ومنظمات تخريبية فلسطينية واشباه ناس ذات واجهات
مسيحية من سلطويين وعملاء، ماهم إلا يهوذات اسخريوطية باعوا كرامتهم
برأسمالها وشعبهم المسيحي في سوق النخاسة من أجل حفنه من الدولارات وبعض
الكراسي الوظيفية من حكومية أو نيابية أو رئاسية...
إن التكريم الحقيقي لشهداء المقاومة المسيحية رئيساً ورفاقاً وجنداً
ومقعدين ومهجرين وسجناء ومنفيين هو بالعمل الجاد من أجل القضية التي من
أجلها أستشهد وهجرّ ونفي وسجن وأقعد رفاقنا وأهلنا... وان من أبسط واجبات
المنظمات والاحزاب المسيحية هو العمل معاً لتحرير الإدارة المسيحية في
لبنان ممن نصّبهم الاستعمار العربي السوري الإسلامي ممثلين مزيفين لها...
من المعيب أن لا نتمكن من ايجاد القاسم المشترك لعمل موحد على مستوى قضية
شعبنا... وإن أول خطوة يتوجب علينا القيام بها هي تحرير العقل المسيحي
المشرقي من داء العبودية الطوعية والذمية
الوبيل الذي ابتلى به على مدى 1400 عاماً من جراء استعمار اسلامي من اهم
عواقبه تزوير التاريخ والحقيقة والحضارة وزرع الخنوع والذل في نفوس الشعوب
المستعمرة... اليس شيء يبعث على الغثيان ان نرى فيما نرى رجال دين مسيحيين
يتقاطرون لزيارة قبر الديكتاتور حافظ أسد يستمطرون عليه وعلى " روحه
الطاهرة"! شآبيب رحمة لم يأتوا بمثلها في ذكرى قديس أو ناسك؟ أو رجال دين
مسيحيين آخرين يشاركون في مؤتمرات تؤكد "عروبة" القدس وطابعها "الاسلامي"؟
وبعض بطاركتنا من حين لآخر يدعون بأنهم عرب واخرون يتراقصون ويتمايلون
طرباً للمهزلة المسماة "تحرير الجنوب اللبناني" فيما مواطنوه المسيحون
يجبرون مرة اخرى على النزوح من أرض الأباء والأجداد من جراء إرهاب حزب الله
وأمثالهم؟
حين بسط الأستعمار العربي السوري الإسلامي سيطرته على كل الأراضي اللبنانية
عمد الى تزييف هويتها ومسخها وتكريسها عربية في الدستور اللبناني...
فالصراع في أساسه ديني قومي لم يتمكن فيه الجانب الإسلامي تحقيق" انتصاره"
الإعندما تخلى الجانب المسيحي قسراً او طوعاً عن هويته القومية الآرامية.
إن هوية لبنان الآرامية المسيحية في خطر ولكن ما هو أخطر من محاولات
التعريب و"السورنة" والأسلمة هو أن يذعن المسيحيون المشرقيون ويستسلمون
لحملات التذويب التي تخوضها بضراوة قوات الاستعمار الأسلامي وأذنابهم من
أشباه مسيحين على مختلف مواقعهم... مايدعو للأمل هو صحوة قومية وفكرية ترفض
الأنصياع للامر الواقع ولعل أبهى تجلياتها كانت طلب مجلس المطارنة الموارنة
من موارنة امريكا استعمال تسمية SYRIAC السريانية
ـ امتداد الآرامية الطبيعي ـ عوضاً عن العربية في الدلالة على
الأنتماء القومي لدى احصاءات الولايات المتحدة مؤخراً...
فتحية احترام للمجلس الكريم ولغبطة البطريرك مار نصر الله بطرس صفير ـ رمز
المقاومة الآرامية المسيحية... واننا في هذه المناسبة الحزينة ـ ذكرى استشهاد رئيس الجمهورية اللبنانية الشيخ بشير الجميل ـ لن نندب ولن نذرف
دمعة... ولكن نعاهد على الاستمرار في العمل من أجل مستقبل آرامي مسيحي
مشرق.
التنظيم الآرامي الديمقراطي
المكتب السياسي |